أخبار محلية
فرح أمين: الألغام أحرقت قلبي وجعلت حياتي رماداً
بركان من الغضب يسكن قلبها الجريح المحروق، وثورة لا تعرف الإخماد تجوب ذكرياتها المؤلمة وتحيي فيها باستمرار آلام الأمس المرير.. إنها فرح التي لم تبق الألغام من الفرح في حياتها إلا اسمها، عرفت القهر والظلم في سن العاشرة واستمر معها وجع تلك الأيام إلى الآن.
في عمر الثامنة، عرفت فرح أن في بلدها انقلاب، وأن عليها وأسرتها أن يتركوا قريتهم، وينزحوا، لم تكن تعرف ماهو النزوح، كانت تخاله فسحة خارج القرية لوقت ما ومن ثم العودة لبيتهم، لذلك كانت تحس فرح وقتها بالفضول والفرح لأنها سوف تخوض تجربة النزوح.
براءتها ساقتها بعد سنتين، وفي عمر العاشرة تقريباً إلى مصير مر، حيث داست على لغم غادر في قريتها، وأغمضت عينها لآخر مرة على معاني الفرح التي كانت تعرفها، فحينها استيقظت فرح من غيبوبة الألم والجراحة، ووجدت نفسها مبتورة القدمين.
استمرت ثورة فرح على وضعها الجديد، استمرار نار القهر في قلبها وحرقتها على مصيرها المؤلم، ومن ثمة بدأت تستوعب الحياة رويداً رويداً بفضل دعم والدها وشقيقها والمعلمين لها، لكن هذه الهدنة التي أخذتها مع نفسها لم تستمر لفترة طويلة، حيث جاءت أحداث جديدة أوقدت نار القهر مجددا في قلب فرح.
وفاة والدها واستشهاد أخيها
وفاة والدها واستشهاد أخيها، من كانا سنداً لها في محنتها، سحق فرح سحقاً وحطم ما تبقى في قلبها من ذرات الفرح، حيث قالت خلال حديثها لمكتب مسام الإعلامي “أبي كان كل حياتي ونور أيامي وأخي كان سندي و عكازي في محنتي، لقد خسرتهما للأبد وصرت بلا سند”.
كنت طفلة، لا أعرف شيء، لا أعرف ما اللغم
مرارات متعاقبة في حياة هذه الفتاة، جعلتها تحكي على قصتها مع الألغام بعبارات تقطر قهرا وبنبرة تمزق الفؤاد، وهي تردد “كنت طفلة، لا أعرف شيء، لا أعرف ما اللغم، ماهو ذنبي أنا وسائر الأطفال في اليمن، حرمنا من كل شيء دون أي جريرة ارتكبناها..”.
واليوم، تمضي فرح حياتها بقلب مشروخ، يحمل هم وطنه وقريته التي مازالت في عين الألغام متمنية أن تفك ضائقة قريتها مع علب الموت على يد فرق مسام الإنسانية التي تؤمن بأنها الحل والأمل الوحيد لأهلها، محاولة التمسك بالحياة وتقبل ما حدث لها والتسليم لقدر مكتوب عليها ولم يكن ليخطئها أبدا.