أخبار محلية

ما المخاطر الحقيقية لغرق السفينة روبيمار البريطانية في البحر الأحمر؟

صورة جوية للسفينة

القدس العربي / الوطن توداي :

يمثل غرق السفينة البريطانية “إم في روبيمار” التي استهدفها الحوثيون في 18 فبراير/ شباط حدثًا فارقًا ليس باعتبارها أول سفينة يتم اغراقها وتدميرها بالكامل منذ بدء الهجمات البحرية، وإنما، أيضًا، باعتبارها ستلحق أضرارًا فادحة في البيئة البحرية والساحلية في محيط غرقها جنوب البحر الأحمر؛ شاملة بذلك مساحات بحرية، بالإضافة إلى سواحل يمنية، وبخاصة محطات تحلية المياه هناك، علاوة على نفوق الأحياء البحرية، وتحذير خبراء من تسمم بعض الأسماك؛ وانتقال سميتها لمن يأكلها من البشر.

بالتزامن مع توعد جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) بإغراق المزيد من السفن البريطانية أكد الجيش الأمريكي، اليوم الأحد، غرق سفينة شحن البضائع السائبة البريطانية روبيمار في البحر الأحمر؛ والتي كانت الحكومة اليمنية قد أعلنت أمس غرقها بعد 13 يومًا من استهدافها، في هجوم لجماعة “أنصار الله” في خليج عدن، في سياق حملتها ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، أو السفن الأمريكية والبريطانية “تضامنا مع غزة”، و “ردًا على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن”، وفق بيانات الجماعة.

 وعبرت تيارات المياه والرياح بجسد السفينة من خليج عدن إلى جنوب البحر الأحمر، وخلال ذلك حدث تسرب نفطي على مسافة بطول 18 ميلاً بحريًا، قبل أن تصل جانحة إلى قرب ميناء المخا في البحر الأحمر غرب اليمن.

 

                                      النظم البيئية  

ودعت منظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل. “حيث يُعتقد أن السفينة كانت تحمل أكثر من 41 ألف طن من سماد نترات الأمونيوم (وغيرها من المواد)؛ مما يشكل خطراً حقيقياً على النظم البيئية البحرية الحساسة في المنطقة”.

وقال مدير البرامج في المنظمة، جوليان جريصاتي، إنه في حال “لم يتم اتخاذ أي إجراءات عاجلة قد يتفاقم الوضع الحالي، ويتحول إلى أزمة بيئية كارثية. ثم إن أي تسربات نفطية أخرى من المحركات، مع غرق السفينة واختراق هيكلها، قد يسمح باختلاط المياه مع آلاف الأطنان من الأسمدة، والتي يمكن بدورها أن تنتشر في البحر الأحمر وتخل بنظام التوازن البيئي البحري”.

فيما حذر خبراء بيئة يمنيون من عواقب تجاهل الوضع الكارثي الناجم عن غرق سفينة محملة بكمية كبيرة من الأسمدة والمواد الكيميائية والوقود.

ونبهوا من خطورة تأثير المواد السامة في حمولة السفينة على الأحياء البحرية؛ والتي بعضها لن يموت؛ وبالتالي تكون ضمن صيد الصيادين؛ فتنتقل تلك السموم للبشر من مستهلكي السمك.

وأشاروا إلى أن السفن عادة لا تحمل مواد مختلفة الخطورة كأسمدة وزيوت ونفط في نفس الحمولة، مؤكدين أن هذا التنوع في الحمولة يجعل خطر غرق السفينة كبيرًا على صعيد نفوق الأحياء البحرية، وتسمم البعض الآخر دون النفوق. وطالبوا بوجود مركز انذار مبكر ساحلي لمساعدة الصيادين في تحديد أماكن التجمعات الحيوية في البحر، وأخذ عينات من الأسماك والأحياء البحرية لفحصها ومعرفة مدى التأثر بالسميّة.

في المقابل قلل آخرون من إمكانية قيام أي دولة بعمل شيء من شأنه مواجهة مخاطر حمولة السفينة الغارقة على التنوع الحيوي في البحر الأحمر.

وانتقد الباحث اليمني، عبد الرؤوف سلمان المقطري، في تصريح لـ”القدس العربي”، تأخر الحكومة اليمنية في اتخاذ خطوات جدية في التحذير من مخاطر ما قبل غرق السفينة، ممثلاً في التسرب النفطي، الذي شمل مسافة 18 ميلاً بحريًا؛ وهذا بحد ذاته “تلوث ليس باليسير وله مخاطره”.

وقال: “لقد جرفت تيارات المياه والرياح السفينة من خليج عدن حتى البحر الأحمر وصولاً إلى قرب شواطئ أرخبيل جزر حنيش اليمنية، ومن ثم بدأت الحكومة اليمنية بالتحرك؛ وعلى الرغم من ذلك فلم يلق تحركها المتأخر ردود فعل حتى اليوم، ما يتطلب تغيير السياسة واتخاذ إجراءات أكثر جدية وصرامة بعد غرق السفينة “.

فيما قال الباحث رضوان الصميل، وهو خبير بيئي يمني، لـ “القدس العربي” إن أكثر الكائنات الحية تأثرًا بامتصاص المياه لحمولة السفينة من الأسمدة مثلا هي الشعاب المرجانية، التي تعتمد على الضوء، فيما ستعمل آثار التلوث على حجب ضوء الشمس عنها؛ وبالتالي تأثرها كثيرًا؛ وهو ما ينعكس على التنوع الحيوي والبيئة البحرية في منطقة غرق السفينة، علاوة على آثار أخرى ستمتد إلى السواحل وتشمل محطات تحلية المياه وغيرها من العوامل التي ستؤثر على حياة السكان بما فيهم الصيادون.

 

                                         اشتراط

إزاء ذلك، جددت جماعة “أنصار الله” طلبها السابق باشتراط إدخال المساعدات إلى غزة مقابل إتاحة فرصة لانتشال السفينة.

وحمّل القيادي في الجماعة، مُحمّد علي الحوثي، في تدوينة على منصة إكس، الأحد، مسؤولية ما حصل للسفينة لرئيس الوزراء البريطاني سوناك وحكومته.

وقال: “نقول لسوناك أنت وحكومتك تتحملون مسؤولية السفينة (إم في روبيمار)، ومسؤولية دعم الإبادة والحصار في حرب غزة”.

وأضاف: “أمامكم فرصة انتشال السفينة بإرسال رسالة ضمانه ممهورة بتوقيع جورج غالاوي بإدخال الشاحنات الاغاثية المتفق عليها حينذاك إلى غزة”.

فيما حمّل عضو وفد الجماعة التفاوضي، عبد الملك العجري، مسؤولية أي تلوث بحري جراء غرق السفينة للولايات المتحدة والشركة المالكة للسفينة والشركة المشغلة.

إلى ذلك؛ توعدت الجماعة بإغراق مزيد من السفن البريطانية، وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الجماعة بصنعاء، حسين العزي، اليوم الأحد، “اليمن سيواصل إغراق المزيد من السفن البريطانية، وأي تداعيات أو أضرار أخرى سيتم إضافتها لفاتورة بريطانيا، باعتبارها دولة مارقة تعتدي على اليمن، وتشارك أمريكا في رعاية الجريمة المستمرة بحق المدنيين في غزة”. وأكد “مَن يؤذي اليمن سنؤذيه”.

 

                                       مأساة جديدة

 وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها، أحمد بن مبارك، قد أعلن، السبت، غرق السفينة. واعتبر أن غرقها يمثل كارثة بيئية لم يعهده اليمن والمنطقة، “وهي مأساة جديدة لبلادها وشعبنا”. وحمل جماعة “أنصار الله” مسؤولية ذلك.

وفي هذا السياق نفى توفيق الحميري، وهو أحد قيادات الجماعة، اليوم الأحد، اتهام الجماعة بإعادة استهداف السفينة قبل غرقها.

واعتبر ذلك “محاولة لخلط الأوراق لإيجاد فوضى، وإفشال عرض كان الحوثيون تقدموا به للسماح بانتشال السفينة مقابل إدخال مساعدات لقطاع غزة”.

 

                                      تفويض محامٍ

الحكومة اليمنية المعترف قالت إنها ستعمل على تفويض محام دولي للضغط على ملاك السفينة للمساعدة في التخلص من آثار الكارثة.

 وأكدت “أنها من خلال الهيئة العامة للشؤون البحرية على تواصل مستمر مع الجهات المختصة الإقليمية والدولية للتعاطي مع الآثار البيئية التي سيخلفها غرق السفينة روبيمار، المحملة بالمواد الكيميائية الخطيرة”.

وقال وزير النقل، عبد السلام حُميد: “إن الهيئة البحرية وجّهت رسالة عاجلة لرئيس المنظمة البحرية الدولية والهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، ومقرها في جدة، وتم إبلاغهم بغرق السفينة، وطلب المساعدة لتلافي الآثار البيئية، التي ستخلفها تلك المواد الخطيرة، التي كانت على متن السفينة، وعلى أمل أن يتم التجاوب في أسرع وقت ممكن”.

 

                                “عملياتنا مستمرة”

جماعة “أنصار الله” أكدت من جانبها استمرار عملياتها في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأمريكية والبريطانية.

وقال عضو المكتب السياسي للجماعة، حزام الأسد، الأحد: “من الآخر عملياتنا في استهداف السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالعدو الإسرائيلي مستمرة وفي تصاعد حتى وقف العدوان وفك الحصار عن أهلنا في غزة، وكذلك مستمرون في تمريغ وجه الأمريكي والبريطاني في التراب والوحل، ردًا على عدوانه على بلدنا، ومحاولة حمايته للسفن الإسرائيلية” وفق تدوينة على منصة إكس.

"النهار" تفسخ عقد ياسمين الخطيب بعد تفاقم ازمة استضافتها لبلوغر مثيرة للجدل في مصر


حضور خجول للأكاديميات بجامعة إقليم سبأ


تحت رحمة التغيرات المناخية


"فتيات الجوف" ممنوعات من التعليم الجامعي