أخبار محلية

المهندسة تسهيد.. من مبادرة على فيسبوك إلى مؤسسة إنسانية!

نهى الكازمي :

 

لعبت النساء اليمنيات دورًا رياديًا منذ وقت مبكر في تعزيز السلام والتعامل مع القضايا الإنسانية والمجتمعية، خاصة في مجال التدخل الإنساني. ومن بين الرائدات في هذا المجال تسهيد عاصم، التي بدأت مسيرتها مع انطلاق الحراك الجنوبي.

تسهيد عاصم، مهندسة متخصصة في مجال المساحات والطرقات، تشغل حاليًا منصب نائب عميد المعهد الوطني للتقنيين والمدربين في عدن. انطلقت في عملها المجتمعي منذ عام 2009 بمدينة المكلا، قبل أن تنتقل إلى مجال العمل التطوعي الإنساني والاجتماعي في مدينة عدن عام 2013.

 

تسخير الفيسبوك
بالإضافة إلى توفير الأدوية، عملت تسهيد على توفير احتياجات الأسر الفقيرة من خلال تسخير صفحتها على فيسبوك التي يتابعها 97 ألف متابع، للإعلان عن الحالات الإنسانية التي تصلها، بعد أن تتحرى وتتأكد من هذه الحالات. فيتفاعل معها المتابعون، ويتبنى بعضهم الحالات المُعلن عنها.


تقول تسهيد، المعروفة على فيسبوك بـ "أم مرام": "في 2015، ارتفعت نسبة الحالات التي تُعاني من الفقر، وتوسعت نسبة الأسر المتضررة؛ بفعل الصراع، فقد توقفت المؤسسات والجهات المعنية بالخدمات، الأمر الذي اضطرنا إلى زيادة الجهود، فعملنا على استيعاب حالات أكثر".


من جهته، يقول المحامي سمير الأبي، الذي كان من أوائل المتجاوبين مع نشاط المهندسة تسهيد وعمل معها في الميدان: "إن ضغط احتياجات الناس، اضطرنا إلى تشكيل فريق بقيادة المهندسة تسهيد، وهذا الفريق تكون من ثمانية أشخاص يعملون في عدن والمحافظات المجاورة لها".

 وأضاف الأبي لـمنصة هودج: "عندما تصلنا حالات طارئة، ننتقل للبحث عن تمويلات بوقت قياسي، ونُحاول وضع حلول استثنائية، وننتقل إلى الميدان. وإن كانت هناك مشكلة أو قضية في المدينة تتطلب تدخل جهات بعينها، فإننا نتوجه إلى الجهات المعنية ونتشارك معها في الحلول، ونعمل على تقديم المساعدة التي يُمكننا توفيرها بجهود المهندسة تسهيد".
بلغ عدد المستفيدين من أنشطة الدعم المختلفة التي قدمتها تسهيد عاصم وفريقها أكثر من (5000) مستفيد في تسع محافظات يمنية.

 

طريق المؤسسة
تقول تسهيد: "إنها حوّلت عملها إلى مبادرة تضم فريقًا مكونًا من ثمانية أشخاص، شملت الخدمات المجتمعية التي تقدمها بمعية فريقها: توفير فرص عمل، وفتح مشاريع صغيرة، ورفع رُكام بعض المنازل التي تهدمت بسبب الحرب، وكذلك تقديم المساعدات للأسر التي احترقت وتضررت، بالإضافة إلى عملها المُنتظم في توفير الأدوية، والسلل الغذائية للأسر الأشد فقرًا، وتوزيع مكائن الخياطة، والأدوات الصحية، وكراسي المُعاقين".

 تحوّل عمل تسهيد إلى نشاط أوسع شمل تسع محافظات يمنية، أثمر فيها هذا الجهد وانتقل من مبادرة، وتكوين فريق لتوسيع نشاط العمل، إلى مؤسسة "عطايا التنموية". هذه المؤسسة هي نتيجة لكل الجهود التي تبلورت لتصبح مؤسسة داعمة لمجمل القضايا الإنسانية، تصب جهودها في دعم السلام، وترسي دعائم العمل الإنساني، وتقديم خدمات للأفراد والمجتمعات الأشد احتياجًا، وذلك من خلال تلبية احتياجات معظم من يلجأ إلى صفحة المهندسة على فيسبوك.

يقول المحامي سمير الأبي: "تتميز تسهيد بقدرتها على العمل مع السلطات المحلية في عدن والمحافظات المجاورة، وتتعاون مع التجار والمسؤولين والوجهاء في المجتمع؛ بهدف ضمان الوصول إلى شريحة سكانية أكبر، ولضمان تجاوز الظروف الطارئة، والعراقيل التي يفرضها الصراع. وبذلك، كانت تتخطى المعوقات التي تمنع الوصول الإنساني إلى المحتاجين".


وأضاف الأبي: "شملت الأنشطة التي قُدّمت بدعم من صفحة فيسبوك توفير المياه في عدن، والمناطق المحتاجة خارج عدن، وإصلاح المجاري، والتشبيك مع مدراء المديريات؛ من أجل وضع حلول لكثير من القضايا الملحة، وتوفير مضخة مياه لمنطقة شعب العيدروس؛ للدفع بمياه مشروع الماء إلى سكان المنطقة بعد أن تعذر إيصال الماء إليهم من قبل الجهات المعنية وحدها. فنقوم نحن بوضع حلول مناسبة. كما أننا وفرنا الأدوية للمراكز الصحية، وقمنا بتجهيز مختبرات وغرفة طبية متكاملة".

 

كفالة أيتام
من جهته، يؤكد عادل رشاد، عضو فريق العمل: "إن المهندسة تسهيد عاصم تتولى كفالة 73 يتيمًا موزعين على محافظات عدن، أبين، حضرموت، ولحج". 

 ويضيف رشاد: "إن تسهيد استطاعت من خلال تواصلها مع رجال الخير والداعمين عبر صفحتها توفير كفالة للأيتام. وهذا يعد من أعظم الأعمال التي قد لا تتمكن منه مؤسسات، فيما تمكنت منه المهندسة بجهود ذاتية وبدعم من فاعلي الخير".
أما الدكتور فائز، مالك صيدلية في المنصورة، فيقول: "هناك عشرات الأسر يتم منحها أدوية مجانية من الصيدلية التي أملكها، وذلك بتواصل وجهود من قبل المهندسة تسهيد، التي أحيانًا تقوم بالنزول الميداني الدوري؛ لتسديد فواتير عدد من الأسر المعدمة والمصابة بأمراض مزمنة".

 

تحديات وصعوبات
غير أن كل عمل إنساني تواجهه صعوبات وعراقيل، لا سيما والبلد يشهد صراعًا محتدمًا منذ أعوام. تواجه تسهيد وفريقها صعوبات كبيرة، أولها وأكبرها هي التمويلات التي تحتاجها هي وفريقها؛ لتوفير احتياجات ومتطلبات الحالات التي يتم الإعلان عنها عبر الصفحة.
تؤكد تسهيد وصول قرابة 120 حالة ومناشدة عبر الصفحة شهريًا، وتلبية احتياجات نحو 60 حالة منها. وتضيف لـ "هودج": "نحن لا نتلقى أي تمويل من منظمات محلية أو خارجية، كل الأنشطة يتم إنجازها بدعم من فاعلي الخير. تمكنا من خلال تواصلنا معهم من بناء جسر من الثقة بعملنا في دعم احتياجات المجتمع، وبحسب الإمكانيات التي تتوفر لنا".

 ويعود هذا النجاح والوصول لأكثر من خمسة آلاف حالة إلى العلاقات والثقة المتبادلة بينها وبين الداعمين من رجال الخير والأعمال، حد تعبيرها.

 

تأثير واقتداء
واقتداء بهذا النشاط الذي تترأسه المهندسة تسهيد، اتجهت عدد من النساء للقيام بنشاط مماثل وتقديم خدمات للمجتمع، وتنفيذ أنشطة مع بداية العام الدراسي بتوفير الزي والحقيبة المدرسية، وفي الأعياد، وغيرها من المناسبات، وذلك من خلال تسخير صفحاتهن الشخصية لعرض الحالات وتوفير الدعم. حراك نسوي جاء متأثرًا بفكرة مهندسة استطاعت أن تحول عملها إلى مبادرة مجتمعية خدمية. هذه الفكرة توسعت للتحول إلى عمل منظم تديره النساء من عدن، حضرموت، أبين، وغيرها من المحافظات.

 

نُشرت هذه المادة في منصة هودج، صحيفة الوطن توداي تعيد نشرها بناء على مذكرة تفاهم مشتركة تتعلق بنشر المواد الصحفية التي يتم إعدادها في إطار مشروع "يمانيات".

لماذا خسرت كيم كارداشيان اكثر من مئة ألف متابع على إنستغرام ؟


الخارجية الألمانية لترامب: الشعب الفلسطيني يجب ألا يُطرد من غزة


جوجل تطلق ميزة “فحص الهوية” لتعزيز أمان هواتف أندرويد


الدعم النفسي...الضرورة الملحة لليمنيات