تقارير
هل من الآمن استخدام وسائل منع الحمل لوقف الدورة الشهرية لوقت طويل؟
تعبيرية -
هل تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية؟ لا يقتصر استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية على منع الحمل فحسب، بل إنها أيضًا وسيلة شائعة لإطالة فترة انقطاع الدورة الشهرية لأشهر أو حتى سنوات.
يتضمن الاستخدام المستمر لمنع الحمل تناول حبوب هرمونية دون ما يُسمى بأسبوع العلاج الوهمي، أو استخدام وسائل أخرى مثل الغرسة، أو الحلقة المهبلية، أو الحقن من دون انقطاع. يمكن لهذه الطريقة أن تُنهي النزيف المنتظم المصاحب للدورة الشهرية، بالإضافة إلى التقلصات والصداع النصفي وأعراض أخرى مصاحبة لها.
مع تزايد الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمشورة الطبية غير المتخصصة والقصص الشخصية، تزداد المنشورات حول التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، وتجذب آلاف المشاهدات يوميًا على تطبيقات مثل "تيك توك".
بينما يُشارك المؤثرون مخاوفهم حول العقم والأضرار المحتملة جراء قمع العمليات الطبيعية للجسم، قال خبراء الخصوبة إن الأساطير والمعلومات المغلوطة حول وسائل منع الحمل الهرمونية تتزايد.
لفهم المزيد عن المخاطر والفوائد، والعلم الكامن وراء استخدام وسائل منع الحمل لتجنب الحيض، أجرت CNN حديثًا مع خبيرة الصحة الإنجابية الدكتورة كافيتا ناندا، وهي طبيبة نساء وتوليد، وباحثة سريرية في منظمة التنمية البشرية غير الربحية FHI 360 بولاية كارولاينا الشمالية، قضت أكثر من 25 عامًا في دراسة وسائل منع الحمل ذات الاستخدام المستمر وأشكال أخرى من وسائل منع الحمل.
كيف تعمل وسائل منع الحمل الهرمونية؟
الدكتورة كافيتا ناندا: تستخدم وسائل منع الحمل المركبة أشكالًا صناعية من الإستروجين والبروجستيرون معًا. تعمل الطرق المركبة على منع الحمل من خلال وقف الإباضة، أي إطلاق البويضة من المبايض.
توجد طرق أخرى تستخدم البروجستيرون الصناعي فقط، مثل الحبوب، والزرع، والحقن، والأجهزة داخل الرحم (IUDs).
ما هو الاستخدام المستمر؟ وكيف يختلف عن الطرق الأخرى؟
الدكتورة كافيتا ناندا: الطريقة المعتادة لتناول موانع الحمل المركبة هي تناولها دوريًا، يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع، ثم التوقف عن الهرمونات لمدة أسبوع.
إما أن تتوقف المرأة عن تناول الحبوب، أو تتناول دواءً وهميًا لمدة أسبوع، حيث يحدث ما يُسمى بنزيف الانسحاب.
تتساقط بطانة الرحم، وهذا ما يُطلق عليه الناس "الدورة الشهرية"، مع أنها في الحقيقة مجرد نزيف انسحاب خالٍ من الهرمونات.
أما عند الاستخدام المستمر، فلا يحدث أي انقطاع. تبقى بطانة الرحم رقيقة وسليمة، وهذا يعني أن النساء قد يمضين أسابيع أو أشهر أو حتى فترة أطول من دون دورة شهرية.
كم من الوقت يمكن للمرأة العيش بأمان من دون نزيف شهري؟
الدكتورة كافيتا ناندا: أُجريت دراسات تقارن بين الاستخدام المستمر والاستخدام الدوري، وثبت أن الطريقتين فعالتين بالقدر ذاته. لا يوجد سبب طبي لوجود الدورة الشهرية أو نزيف الانسحاب عندما تستخدم المرأة وسائل منع الحمل الهرمونية.
طالما أنه لا توجد موانع طبية (حالات صحية) لحبوب منع الحمل، فلا توجد موانع لاستخدام الحبوب بشكل مستمر.
تاريخيًا، قبل وسائل منع الحمل، لم تكن النساء بالضرورة ينزفن طوال الوقت، لأن الكثير من الوقت كان يُقضى إما في الحمل أو في الرضاعة. وفي الحالتين، لا يحدث نزيف شهري، وغالبًا ما يستمر ذلك لأشهر عدة.
هل من آثار جانبية خاصة بالاستخدام المستمر؟
الدكتورة كافيتا ناندا: الآثار الجانبية بشكل عام مشابهة لتلك التي تحدث مع الاستخدام الدوري، أي قد تشعر المرأة بالغثيان، أو ألم في الثدي، أو صداع (في أي وقت).
مع الاستخدام المستمر، يعاني بعض الأشخاص من نزيف مفاجئ أو نزيف خفيف (Spotting)، خصوصًا في البداية، لكن هذا الأمر يتحسن عادة بمرور الوقت، ويحقق العديد من الأشخاص توقف الدورة الشهرية (انقطاع الحيض).
قد يستغرق الأمر بالنسبة للبعض، بين ثلاثة وأربعة أشهر.
كيف يؤثر الاستخدام المستمر على الخصوبة بعد التوقف؟
الدكتورة كافيتا ناندا: ما من دليل على أن الاستخدام الطويل لوسائل منع الحمل الهرمونية، أكانت وسائل منع حمل هرمونية مركبة، تُستخدم بشكل مستمر أو دوري، يسبب العقم، وعادةً ما تعود الخصوبة خلال شهر أو شهرين.
بشكل أساسي، ما أن تتوقف المرأة، تختفي الهرمونات (الصناعية) بسرعة من الدم، ولا يتم تثبيط الإباضة بعد ذلك، ويستأنف الجسم إنتاج الإستروجين والبروجستيرون الطبيعي.
قد يرتبط الاستثناء الوحيد بما إذا كانت المرأة تستخدم حقن ديبو بروفيرا لمنع الحمل. لا يسبب ذلك العقم، لكن قد يستغرق وقتًا أطول لاستعادة الخصوبة بعد الحقن.
لِمَ اخترعت حبوب البلاسيبو إذا لم يكن هناك ضرر في تخطيها؟
الدكتورة كافيتا ناندا: عندما تم تطوير حبوب منع الحمل المركبة في الخمسينيات، لم يكن تصميم النظام الحالي الذي يتضمن 21 يومًا من الحبوب النشطة تليها فترة خالية من الهرمونات لمدة سبعة أيام مبنيًا على الحاجة الطبية، بل كان لأسباب ثقافية واستراتيجية. حينها، كان هناك اعتقاد سائد بأن الحيض كل 28 يومًا يدلّ على الوظيفة التناسلية الطبيعية لدى النساء.
تم تصميم النظام ليحاكي الدورة الشهرية الطبيعية، مع نزيف انسحاب شهري يهدف إلى طمأنة كل من المستخدمات والأطباء أنهنّ لسن حوامل، وهو أمر مهم في فترة كان اختبار الحمل المنزلي غير متوفر فيها على نطاق واسع.
من قد يفكر في استخدام وسائل منع الحمل بشكل مستمر؟
الدكتورة كافيتا ناندا: إنها حقًا مسألة تفضيل شخصي ونقاش بين الشخص ومقدم الرعاية الصحية. قد لا يرغب البعض بحدوث الدورة الشهرية لمدة سنوات، أو قد يفضل البعض الآخر حصول النزيف لثلاث مرات في السنة.
يشعر بعض الأشخاص بالطمأنينة من خلال النزيف الشهري. وقد يكون الاستخدام المستمر مفيدًا تحديدًا للنساء اللواتي يعانين من فترات مؤلمة، أو فترات غزيرة، أو التهاب بطانة الرحم، أو الشقيقة، أو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.