تقارير

نازحات يبتكرن بدائل للغاز المنزلي في اليمن

متابعات/ الوطن توداي


مع استمرار أزمة انقطاع الغاز المنزلي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، سعت بعض النازحات في العاصمة صنعاء خصوصاً، إلى إيجاد حلول لهذه الأزمة، بغية التخفيف من معاناة الأسر


في العاصمة اليمنية صنعاء، لم تيأس بعض النازحات من الظروف القاسية التي واجهتهن ومنها انقطاع الغاز المنزلي، فبادرن إلى ابتكار البديل وتسويقه كذلك، ما سمح بحلّ الأزمة جزئياً، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لهن.


هاجر حميد، من بين هؤلاء النسوة، وهي نازحة من محافظة الحديدة (غرب) إلى صنعاء. تقول إنّها تمكنت مع عدد من النازحات في أمانة العاصمة من صنع بدائل للغاز المنزلي، تعمل بكميات قليلة من الحطب، لتجاوز الأزمة المتواصلة منذ سنوات. تضيف: "فكرة البدائل جاءت بعد نحو عام من النزوح والمعاناة جراء انعدام الخدمات الأساسية في صنعاء بما فيها غاز الطهي". توضح: "في البداية، بدأنا بشكل فردي بالبحث عن تجارب سابقة في بعض البلدان التي كانت تعاني من نقص في الغاز، وتطبيقها بما يتناسب مع طبيعة واحتياجات المجتمع في اليمن، ثم حصلنا على دعم من إحدى المنظمات الدولية التي قدمت الاستشارات للنازحات والتدريب على كيفية صنع البدائل، بالإضافة إلى توفير بعض الآلات ومقر مؤقت لبدء العمل".


تضيف: "نجحنا في إنتاج ثلاثة بدائل للغاز حتى الآن، الأول هو الموقد الاقتصادي، الذي يستخدم في طهي الطعام وتدفئة المنازل، ويعمل بقليل من أعواد الحطب أو الفحم، ويتكون من صندوق يحتوي على قنوات لتسريب الدخان للخارج من أجل الحدّ من التلوث، ويُباع حالياً في الأسواق، بسعر 13 ألف ريال يمني (26 دولاراً أميركياً)".


تتابع: "المنتج الثاني هو حقيبة للطهي، وتتكون من كيس قماشي يحتوي على عوازل حرارية، يتم إدخال قدر الطعام فيها بعد وضعه على النار لمدة تتراوح ما بين 5 أو 10 دقائق، لاستكمال عملية الطهي، وتبلغ قيمتها 6 آلاف ريال يمني (12 دولاراً)، أما المنتج الثالث، فهو الفرن الشمسي، ويتكون من مادة زجاجية وألواح المنيوم، يوضع الطعام داخله ويُعرّض للشمس حتى ينضج، وتبلغ قيمته 30 ألف ريال يمني (60 دولاراً)". تؤكد حميد أنّ هذه البدائل سوف تخفف من معاناة كثير من الأسر "خصوصاً تلك التي تجمع الكرتون (الورق المقوى) والمواد البلاستيكية من الشوارع والأحياء من أجل المواقد". تشير إلى أنّها أسست مع بقية النازحات العاملات في المجال نفسه، مؤسسة "ناسنا" للبدائل التنموية والإغاثية، لتقديم الدعم والمساعدة للنساء، لا سيما في الأرياف التي تعاني فيها المرأة أوضاعاً معيشية صعبة.


من جهتها، تقول صفية بجاش، وهي إحدى النازحات العاملات في إنتاج البدائل، إنّ إجمالي النساء العاملات في صنع بدائل الغاز المنزلي، بلغ 40 امرأة نازحة حتى الآن، كما أنّ هناك نساء أخريات يجري تدريبهن حالياً على العمل. تضيف: "نسعى في الوقت الحالي إلى إيصال منتجاتنا إلى أكبر قدر ممكن من الأسر في اليمن بأقل كلفة، للتخفيف من معاناتهم الناتجة عن انقطاع الغاز، كما نسعى إلى خلق فرص عمل مستمرة للنساء النازحات". تشير بجاش إلى أنّ أهم ما يميز البدائل التي تنتجها النازحات أنّها صحية وليست لها آثار جانبية مثل بقية المنتجات الشبيهة، التي انتشرت في البلاد، خلال سنوات الحرب الماضية.


وتلاقي بدائل الغاز بمختلف أنواعها رواجاً كبيراً لدى السكان في اليمن، جراء أزمة الغاز المستمرة منذ بدء الحرب في مارس/ آذار 2015. وفي هذا الإطار، يقول المواطن، أحمد صالح، وهو من سكان صنعاء، إنّ بدائل الغاز التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، ساهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة الأسر. يضيف أنّه اشترى موقداً اقتصادياً بديلاً عن الغاز، قبل نحو ثلاثة أعوام، يعمل بأعواد قليلة من الحطب ويظلّ مشتعلاً لفترات طويلة، بقيمة 7 آلاف ريال يمني (14 دولاراً).


تعاني النساء اللواتي نزحن من مناطق الحرب في اليمن، من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، في ظل تجاهل السلطات المعنية في الدولة لمعاناتهن، بحسب المتخصصة الاجتماعية والنفسية هند ناصر. تقول "أسراً نازحة كثيرة باتت من دون معيل، لذلك، فإنّ مسؤولية توفير الاحتياجات الأساسية تقع على النساء في كثير من الأحيان".


تضيف: "يجب على الحكومة والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، تنظيم ورش عمل لإعادة تأهيل النساء وإلحاقهن بسوق العمل، كأولوية، لما لذلك من تأثير إيجابي عليهن على المدى الطويل". تشير ناصر إلى أنّ بعض النساء النازحات، خصوصاً الأميات، لجأن إلى التسول في الشوارع، من أجل توفير متطلبات الحياة اليومية، ما جعلهن عرضة لمخاطر عديدة، أبرزها التحرش.


وتدعو ناصر النساء النازحات إلى الثقة بأنفسهن والالتحاق بإحدى دورات إعادة التأهيل، لضمان مصادر دخل ثابتة تُعينهن على مصاعب الحياة.

"النهار" تفسخ عقد ياسمين الخطيب بعد تفاقم ازمة استضافتها لبلوغر مثيرة للجدل في مصر


حضور خجول للأكاديميات بجامعة إقليم سبأ


تحت رحمة التغيرات المناخية


"فتيات الجوف" ممنوعات من التعليم الجامعي