اخبار دولية

أصوات من اليمن : إنشاء غرفة أخبار محادثات السلام اليمنية

UNESCO :

هل كانت هذه أول مصافحة؟" هذا هو السؤال الذي طرحته مارغوت وولستروم، وزيرة الشؤون الخارجية السويدية، على الصحفيين الأحد عشر من "غرفة الأخبار في محادثات السلام اليمنية"، وهي مبادرة أنشأتها اليونسكو والوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي (CFI) لمنح اليمنيين تغطية إعلامية كاملة وموضوعية ومتوازنة لأول جولة مفاوضات سلام منذ عامين.

 

وكانت مارجوت  و ولستروم  تنظر إلى صورة المصافحة التي تمّت للمرة الأولى على الملاء   بين ممثلي الأطراف المتخاصمة منذ محادثات السلام الأخيرة بشأن اليمن في عام 2016م. وقد التقط الصورة أصيل سارية من صنعاء، وهو صحفي حائز على جوائز من صنعاء.

 

 إذ تمكن أصيل من التقاط هذه اللحظة التاريخية أثناء إجراء مقابلات لصالح "غرفة أخبار محادثات السلام اليمنية" وذلك في الطابق الأول من المركز الإعلامي في قلعة جوهانسبرج في السويد، التي تستضيف محادثات السلام اليمنية في الفترة الممتدة من 6 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول 2018م.

 

وسرعان ما انتشرت الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن، وتصدرت، في غضون ساعات قليلة، العناوين الرئيسية للعديد من وسائل الإعلام الدولية التي كانت تغطي الحدث من الطابق الأرضي من المركز الإعلامي.

 

وفي سياق سادت فيه التغطية الإعلامية المتحيزة لحزب أو لآخر، أصبح أصيل، وأمل، ونور، وحسين، وعبد الرحمن، ومصطفى، ومنال، وعيسى، وجدي، وأحمد  العيون التي يرى فيها الشعب اليمني وآذانه المصغية. ونظراً لكونهم أكبر فريق إعلامي في الموقع، فقد قاموا بإعداد عشرات المقابلات مع ممثلين عن الأطراف المناظرة، والسفراء الأجانب، وممثلين عن المجتمع المدني اليمني، ومستشارين للمبعوث الخاص لليمن، وذلك إلى جانب عدد من الرسوم البيانية التوضيحية ومقاطع الفيديو والمقالات حرصاً منهم على موافاة الشعب اليمني أولاً بأول بصورة مفصّلة عن المشاورات الجارية في السويد.

 

" يقول اليمنيون عادة إن تأييد فريق ما يجعلك تمتلك عدواً واحداً في حين أنّك إذا كنت محايد سيكون لك عدوان."، هذا ما أوضحه الصحفي أحمد بيدر، أحد الصحفيين المتواجدين في غرفة الأخبار، في مقابلة مع قناة الجزيرة الإنجليزية. وأضاف أيضاً: "إذا قررنا إجراء مقابلة مع أحد الوفدين، فسوف نجري مقابلة مع الوفد الآخر أيضاً. إذ نحرص على تقديم تغطية متوازنة للأحداث وذلك من خلال منح كل من الطرفين الفرصة للإعراب عن وجهة نظرهم."

 

وعلقت  منال قايد، صحفية من مدينة الحديدة ، بدورها قائلة: " نتلقى ردود فعل إيجابية للغاية من الناس في اليمن وكذلك من الوفود المشاركة في المفاوضات. تتمثل مهمتنا في أن نبقي الناس على إطلاع. إنها لفرصة فريدة لنا للاضطلاع بدور الصحفي في هذا السياق."

 

في الفترة التي سبقت محادثات السلام، تطرق العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اليمنية لمسألة الافتقار إلى وسائل إعلام محايدة في اليمن وما يترتب على ذلك من عواقب على التغطية الإعلامية لمحادثات السلام على الصعيد المحلي. واستجابة لهذه المخاوف، قدمت اليونسكو بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي (CFI)  الدعم لـ 11 صحفياً من مختلف مناطق اليمن من أجل إنشاء "غرفة أخبار محادثات السلام اليمنية"، وذلك بدعم من وزارة الخارجية السويدية ومكتب المبعوث الخاص لليمن

 

"إن المشهد الإعلامي في اليمن محتد للغاية، فإنّ أغلبية وسائل الإعلام تخضع لسيطرة أجندات سياسية. لذا يجب أن يكون هناك صوت ثالث يوفر معلومات متوازنة للجمهور اليمني. ولذلك، فإنّنا فخورين للغاية بالجهود التي يبذلها 11 صحفيًا يمنيًا من صنعاء وعدن والحديدة وتعز لتزويد الناس باليمن بالمعلومات الوافية في هذا الصدد،" هذا ما قالته ماريون ديسمورغر، كبيرة مساعدي شؤون برامج في مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن.

 

لاقت المبادرة، التي تعدّ الأولى من نوعها في سياق محادثات السلام بشأن اليمن، نجاحاً سريعاً. ففي غضون أسبوع واحد، تابع 5000 شخص صفحة غرفة الأخبار عبر الفيسبوك وحصدت مقاطع الفيديو الخاصة بها 80000 مشاهدة.

 

وقال أصيل: "يتطور نشاطنا أكثر فأكثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أرسلنا مضامين إعلامية إلى قائمة طويلة من المواقع الإخبارية المحلية، وأشعر أننا المصدر الأساسي للمعلومات لعشرات المنافذ الإعلامية في اليمن".

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ "غرفة أخبار محادثات السلام اليمنية" حصدت اهتمامًا دوليًا كبيراً، إذ كتبت العديد من وسائل الإعلام عن المبادرة، وأجرت مقابلات مع مراسلي غرف الأخبار واستندت إلى الصور والمعلومات التي يوفرها الصحفيون هناك كمصدر لإعداد القصص الإعلامية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تأهيل المؤثرين المجتمعيين في عدن وبناء قدراتهم حول رفع التوعية بحملة التطعيم في اليمن


رحلة إبداع… صالح الشاجري بين العمارة والفن القصصي


روسيا تختبر دواءً جديداً يقضي على عقم الرجال


جهود نسائية تقود مشاريع لمكافحة الابتزاز الإلكتروني