أخبار عربية
تعرف على السبب الذي جعل غابات سوريا ولبنان تحترق
شهدت مناطق من لبنان وسوريا موجة من الحرائق، أتت على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء.
وكأن القدر لم يكتف بالحرائق السياسية والعسكرية التي "تلتهم المنطقة" من سورية إلى لبنان، لينصب الزيت على شكل رياح حارة وتشعل فتيل النيران، التي التهمت "الأخضر واليابس" من الغابات والسكان على حد سواء، الذين أصابهم ما أصاب أشجارها "يبسوا".
المشهد الحزين امتد من قرى حمص في سوريا إلى أرياف وغابات اللاذقية وطرطوس إلى لبنان، عبّرت عنه دموع صحفية لبنانية لم تتمالك نفسها عند سماع بكاء السكان، الذين لم يجدوا من ينقذهم أو بيوتهم من ألسنة النيران التي لا تشبه ألسنة المسؤولين، الماهرة فقط في بيع "الكلام".
من أشعل الفتيل...الرياح... أم الشيشة؟
جنود الجيش السوري الذين ذهبوا لإخماد نيران الشمال "المعركة السورية التركية" لم يتوقعوا أن يشاهدوا هذا الكم من النيران على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن من حمص والساحل، فقد انتشرت الصور كالنار في الهشيم مترافقة مع أسئلة كثيرة تتساءل عن صانع هذا الجحيم؟
الدكتورة نهلة عيسى المدرسة في جامعة دمشق، قسم الصحافة والإعلام، طالبت عبر صفحتها على فيسبوك بمحاسبة الفاعل إن وجد "الله يحرق يلي عم يحرق غاباتنا ومحاصيل الناس ورزقها وتعبها ويهدد حياتهم"، أما الدكتورة رانيا حسن المدرسة في جامعة طرطوس فقد أكدت أن الحرائق التي اندلعت في قلوب وأراضي السكان "ترتقي إلى الخيانة..لأنها مفتعلة ويجب على السلطات السياسية و التنفيذية و كل المعنيين في مواقع المسؤولية ان تضع كافة الإمكانيات لإلقاء القبض على ضعاف النفوس والتجار" في إشارة إلى انتشار ظاهرة حرق الغابات بهدف استملاك الأراضي أو بهدف الحصول على الفحم للتدفئة أو لتجارة "فحم الشيشة" المنتعشة في المنطقة العربية أكثر من انتعاش عقولها.
الوضع في لبنان، قبل أيام من اندلاعه في سوريا، أيضاً كان متأزماً، فالتهمت النيران القرى الصغيرة وتسببت بحالات نزوح جماعية، لتنهال التهم على "الكتل الهوائية الحارة" التي تسببت منذ يومين وبتواطؤ مع "الرياح الجافة" بنشوب حرائق من الشمال اللبناني إلى الجنوب، أدت إلى احتراق مساحات حرجية واسعة.
رد فعل حكومي... لكن بعد فوات الأوان!
تسارعت التصريحات الحكومية لتفادي اتساع دائرة "المحرقة" التي صابت المنطقة وجاء تحرك الحكومة السورية "رغم معاركها الكثيرة" أسرع من اللبنانية، فأرسلت سيارات الإطفاء والآليات من المحافظات الجنوبية للمساعدة في اطفاء الحرائق في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية.
فيما أعلنت رئاسة مجلس الوزراء السورية السيطرة على جميع الحرائق الحاصلة في ريف جبلة وإخمادها بشكل كامل فجر هذا اليوم، وأكد محافظ حمص طلال البرازي، أنه تمت السيطرة على الحرائق الثلاثة التي اندلعت بنسبة ما بين 70 إلى 80 في المئة بعدما عملت أفواج الإطفاء على تطويق الأماكن السكنية وتأمينها بشكل كامل.
وعلى الجانب الآخر من المأساة انهالت التهم على الحكومة اللبنانية بالتقصير لعدم وجود معدات أو لعدم الجاهزية لاستخدامها "اشتروا طوافات وطائرات لإطفاء الحرائق ولا يستعملونها لأنها مكلفة جدا.. طيب ليش اشتريتوها أصلا وقديش سارقين من أموال الناس الله يلعن هيك دولة".
فيما أوعز الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة إلى المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وأعلنت الداخلية اللبنانية أن طوافات قبرصية تشارك في عملية الإخماد بالإضافة إلى اليونان التي سترسل طائرتين، فيما استغرب البعض الآخر عدم تقديم مساعدات من أي دولة عربية، بعكس ما حدث عند اندلاع حرائق في إسرائيل.
المسؤولية جماعية
سواء كان المتهم هو "شيشة" هذه البلاد أم "رياحها" تبقى المسؤولية جماعية، فقد تكررت هذه الحرائق في السنوات الأخيرة عشرات المرات، وحان الأوان لاحتواء "غليان" المنطقة وإخمادها، والنيران التي يشعلها شخص ما لأسباب "خاصة" أو تشعلها الرياح لأسباب "احتباسية" ستلتهم مجتمعا كاملا إذا لم يتحرك الجميع.