تقارير
استبيان | للحرب في اليمن أثر سلبي على الصحة النفسية
للأزمات المتلاحقة في اليمن أثر سلبي على الصحة النفسية لدى كثير من اليمنيين، بينها سلسلة الحروب، والأمراض المتفشية، آخرها مرض كوفيد-19 المتسبب به فيروس كورونا، وضاعفت الشائعات المرتبطة به الآثار النفسية على اليمنيين.
تشير نتائج استبيان منصتي 30 حول الصحة النفسية إلى أن الأغلبية العظمى من الشباب اليمني لم يزر طبيباً نفسياً من قبل (91%)، في مقابل 9% فقط قالوا إنهم زاروا طبيباً نفسياً، وهذه النسبة الأخيرة هي نسبة ذات قيمة عالية ويمكن أن توصف بالشُجَاعة في مجتمع ترتفع فيه نسبة الجهل، وينظر فيه إلى المرض النفسي على أنه مسحة من الجنون.
الفروقات هنا من حيث النوع توضح أن الأصغر سناً ممن هم دون العشرين من العمر هم الأكثر ميلاً لاختيار (لا) بنسبة (95%) بالمقارنة مع الأكبر سناً ممن هم في الخامسة والثلاثين عاماً وما فوق، بنسبة 84%. ولا توجد فروقات كبير هنا بين الذكور (91%)، والإناث (89%).
في سياق الاعترافات الشجاعة، قال 35% من المشاركين في الاستبيان إنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى مساعدة نفسية، وقال 29% إنهم لا يدرون ما إذا كانوا بحاجة إلى تلك المساعدة أم لا، بمقابل 36% فقط قالوا إنهم ليسوا بحاجة إلى المساعدة النفسية.
من حيث العمر فإن أكثر الفئات العمرية اختياراً للإجابة (نعم) هي فئة 20-24 عاماً بنسبة 38% منهم، أما أقل الفئات ميلاً لهذا فهم الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، بنسبة 28% منهم، أما ما يمكن اعتباره مفاجئاً هنا فهو نسبة الإناث اللاتي اخترن نعم (45%) بالمقارنة مع الذكور (31%)، وهو ما يعني أن الذكور أكثر ميلاً للإجابة بـ (لا) على هذا السؤال بنسبة 41%، بمقابل 24% من الإناث.
أهم 3 وسائل يتعرف الشباب اليمني من خلالها على قضايا الصحة النفسية، هي المواقع المتخصصة على شبكة الإنترنت (59%)، والكتب (45%)، ومنصات السوشل ميديا (45%)، ثم تأتي وسائل أخرى بدرجات أقل، كالراديو والتلفزيون، الجرائد والمجلات، وغيرها.
بطبيعة الحال، فإن الأكبر سناً ممن هم فوق الخامسة والثلاثين من العمر هم الأقل ميلاً لاستخدام منصات السوشل ميديا كوسيلة للتعرف على هذه القضايا (25%)، أما من هم دون ذلك عمرياً فإن النسب تراوحت بين 44% و48%، لكن هذه الفروقات تقل فيما يتعلق باستخدام المواقع المتخصصة، حيث يميل الأكبر سناً إلى هذا الخيار أكثر من الأصغر سناً، بنسبة 67% بمقابل 56%.
يرى 57% من المستطلعة آراؤهم أن “الاضطرابات النفسية” هي “إشارات لمرض نفسي كأعراض المرض العضوي”، وبالرغم من أن هذه النسبة تعني الأغلبية بين المشاركين إلا أنها تعني بالضرور أن 43% لا يرونها كذلك، وهي نسبة كبيرة أيضاً، وإن كانت النظرة لها مختلفة، وتتوزع بين عدم معرفتهم بماهيتها (24%)، أو وصفهم لها بأنها جنون (10%)، أو مس وسحر (4%)، أو حتى بعدم اعترافهم بوجود شيء اسمه “أعراض نفسية”.
الفروقات من حيث العمر تظهر أن الأكبر سناً ممن تجاوزوا الخامسة والثلاثين من العمر هم الأكثر ميلاً لاعتبار الاضطرابات النفسية إشارة لوجود مرض نفسي، مثلها مثل الأعراض الأخرى التي تشير إلى الأمراض العضوية، بنسبة 71% منهم، وتتناقص هذه النسبة بتناقص الأعمار حتى تصل إلى 43% لمن هم دون العشرين من العمر، ومن حيث العمر فإن الإناث أكثر ميلاً هنا من الذكور إلى هذا الخيار، بنسبة 72% بمقابل 51%.
تماشياً مع هذه المعرفة، قال 72% إنهم إذا أصيبوا هم أو أحد أفراد عائلتهم بأعراض نفسية فإن الحل هو الذهاب لطبيب نفسي، واختار 22% فقط الذهاب إلى معالج بالقرآن، فيما قال 6% إن الحل هو “الذهاب للمستشفى، لأنه لا يوجد مرض نفسي”، ويبدو أنا كلما زاد عمر المشاركين في الاستبيان كانوا أكثر ميلاً لخيار الطبيب النفسي، حيث بدأت النسبة بـ 68% لمن هم دون العشرين من العمر، صعوداً حتى 84% ممن تزيد أعمارهم عن 35 عاماً.
استكمالاً لفهم آراء الجمهور، وضعنا مجموعة من الفرضيات، وقد جاءت الإجابات تؤيد أهمية الصحة النفسية بموازاة أهمية الصحة الجسدية (93%)، وأن مناهج التعليم يمكن أن تلعب دوراً في قضايا الصحة النفسية (85%)،
كما أكد المشاركون قناعتهم أن الأعراض النفسية ليست نتائج فقط لأمراض عضوية (59%)، وأن تشخيص المرض بالنفسي أو العضوي هو مهمة الطبيب (79%)، وأشاروا إلى أن الحرب في اليمن أثرت سلباً على صحتهم النفسية (79%).
شارك في الاستبيان 2475 مشارك ومشاركة، بنسبة 72% للذكور، و28% للإناث، من محافظات مختلفة، بينها: صنعاء (35%)، تعز (20%)، إب (11%)، عدن (10%)، حضرموت (6%)، الحديدة (5%)، وغيرها (13%).