أخبار عربية
عبدالله رشدي يثير جدلا حول صلة ملابس المرأة بالتحرش الجنسي في مصر
لا تزال قضية التحرش الجنسي في مصر تشغل أحاديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حملات إلكترونية تدعم المرأة المصرية، ودعوات لمواجهة ظاهرة التحرش على نطاق رسمي ومجتمعي، ومطالبات بمحاسبة المتهمين.
وكان النائب العام المصري قد أمر بحبس الشاب أحمد بسام زكي أربعة أيام احتياطيّاً على خلفية وقائع اغتصاب وتحرش وتهديد، والتي تم الكشف عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد أمرت المحكمة بمد حبسه احتياطيًّا خمسة عشر يوما، بعد قرار النيابة بحبسه أربعة أيام.
"أسباب" التحرش
وفي خضم الجدل القائم حول قضايا التحرش والاعتداء الجنسي في البلاد، برز اسم الداعية الإسلامي الشيخ عبدالله رشدي في الآونة الأخيرة، إذ تصدر اسمه مواقع التواصل قاسما آراء المغردين بين مؤيد ومعارض له. فما القصة؟
بدأ الجدل عندما تداول مغردون منشورا قديما للشيخ رشدي يدلي فيه برأيه عن التحرش وأسبابه، ويقول فيه ”ليس من الطبيعي أن تخرج فتاةٌ بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش“، ويشير بالمنشور ذاته، بأنه ”لا يبرر التحرش ولا يعفي المتحرش من العقوبة“، لكن معارضيه اعتبروا أن لوم ملابس النساء جزء من لوم الضحية وتحميلها المسؤولية بدل المتحرش.
وعقب ذلك، نشر رشدي تدوينة أكد فيها أن "التحرش جريمة لا تقبل التبرير بأي شكل"، ويوضح تركيزه على "معالجة الأسباب" مفرقا بين "السبب والمبرر".
ثم أتبع رشدي ذلك ببث مباشر عبر صفحاته قال فيه: "هناك فرق بين محاولة علاج الأسباب التي قد تساهم في حدوث الجريمة .. وبين اعتبار هذه الأسباب شيئا مبررا للجريمة فهذا مرفوض".
"حرب على الاعتدال" أم "غطاء للتحرش"؟
وأثارت تعليقات الشيخ رشدي ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل، إذ انقسم المغردون والمدونون بين داعم مؤيد وناقد معارض، واستخدم كل فريق وسوما للترويج لموقفه.
كما استخدم مهاجمو عبد الله رشدي وسوم #مفيش_سبب و #حق_المصريات_فين تعبيرا عن رفضهم التام "لثقافة لوم الضحية“ والتي ”تصور الفتاة على أنها المسؤولة الوحيدة لما حدث لها“.
واستعانوا في ذلك بتغريدات وتدوينات وردود سابقة لرشدي فسروها على أنها "دفاع عن المتحرشين".
وشارك مشاهير برفضهم لما قاله الشيخ منهم الإعلامي الساخر باسم يوسف تحت عنوان :"حوار هادئ مع فضيلة الشيخ“، رافضا كون قضية التحرش "مصدرا للجدل من الأساس".
كما شارك في انتقاد رشدي رجال دين رأوا أن الأولوية في مقام الحديث عن قضية التحرش الدعوة إلى محاسبة الجاني، وليس لوم الضحية.
في المقابل، رفض مؤيدو رشدي الاتهامات الموجهة إليه، معتبرين الهجوم عليه ”حربا على محاولة حقيقية لمعالجة قضية اجتماعية مهمة“.
كما اعتبر آخرون الهجوم على رشدي ”هجوما على تعاليم الإسلام“ و على ”الآراء المعتدلة التي يمثلها الشيخ“.
رد رشدي على منتقديه
وقد نشر عبد الله رشدي في وقت لاحق تدوينة وسلسلة تغريدات، ردا على الانتقادات التي طالته مؤخرا، رحب فيها ببياني الأزهر ودار الإفتاء، لكنه اتهم منتقديه بـ"تصيد الأخطاء" ومحاولة "قلب الحقائق".
وكانت دار الإفتاء المصرية قد أصدرت بيانا تقول فيه ”إلصاق جريمة التحرش النكراء بقَصْر التُّهْمَة على نوع الملابس وصفتها؛ تبريرٌ واهمٌ لا يَصْدُر إلَّا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة“.
كما وجه الأزهر رسالة عبر "جريدة صوت الأزهر" قال فيها إن "ملابس المرأة أياً كانت - ليست مبرراً للاعتداء على خصوصيتها وحريتها وكرامتها".