أخبار عربية
العراق: المسيحيون يترقبون أول زيارة للبابا فرنسيس في مارس المقبل ويلتمسون التغيير
استقبل المسيحيون في العراق بفرح كبير إعلان الفاتيكان الإثنين عن زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس غير المسبوقة والمقررة في مارس/آذار المقبل. وكان الرئيس العراقي برهم صالح وجه في 2019 دعوة رسمية إلى البابا لزيارة البلاد، لكن الأخير علق جميع تنقلاته في يونيو/حزيران بعد تفشي فيروس كورونا.
اتسمت الأجواء الثلاثاء في القداس الصباحي الذي يقام يوميا في بلدة كرمليس قرب مدينة الموصل، بالفرح والترقب غداة الإعلان عن زيارة غير مسبوقة للبابا فرنسيس إلى العراق في مارس/آذار المقبل.
وأعلن الفاتيكان الإثنين أن الحبر الأعظم (83 عاما) سيقوم بأول زيارة بابوية على الإطلاق إلى العراق مطلع مارس/آذار 2021، تشمل محطات في العاصمة بغداد ومنطقة أور في جنوب البلاد ومحافظة نينوى في شمالها.
عودة بعد هزيمة الجهاديين
وأدت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف على سهل نينوى وأجزاء واسعة من العراق في 2014، إلى نزوح ملايين الأشخاص وبينهم مئات آلاف المسيحيين هربا من ممارسات عناصر التنظيم الوحشية.
لكن وعقب هزيمة الجهاديين، شرع المسيحيون في العودة تدريجيا إلى مناطقهم، ومن بينها بلدة كرمليس التاريخية التي تبعد 28 كلم شرق مدينة الموصل.
وفي هذا الشأن، عادت نحو 400 عائلة إلى البلدة، أي حوالي نصف عددها السابق، في حين لا يزال الآخرون مترددين بسبب تردي الخدمات العامة والتوتر بين جماعات مسلحة تابعة للدولة تسيطر على مناطق مجاورة.
"لفت انتباه العالم"
وقال كاهن كنيسة مار أداي الرسول ثابت حبيب يوسف بعد القداس، إنه يأمل أن "تثير الزيارة الكثير من القضايا العالقة التي تقف بوجه عودة النازحين والمهجرين المسيحيين، ومنع التغيير الديموغرافي والحفاظ على هوية مناطقنا، ومباشرة الإعمار الجاد".
وأضاف "بدأ العد التنازلي لموعد الزيارة" التي ينتظر أن "تساهم في لفت انتباه العالم إلى العراق ودعمه".
وكان عدد المسيحيين في العراق أكثر من مليون ونصف مليون، لكن النزاعات المتتالية والاستهداف الذي تعرضوا له في مراحل عدة، أدت إلى تراجع عددهم إلى 400 ألف، وفق التقديرات.
كما دفع الاقتتال الطائفي عقب الغزو الأمريكي للعراق في 2003 العديد من المسيحيين إلى مغادرة البلاد، ثم تفاقمت هجرة الأقليات بصفة عامة مع بدء هجمات الجهاديين.
دعوة رسمية وزيارة أجلها كورونا
وكان الرئيس العراقي برهم صالح وجه في عام 2019 دعوة رسمية إلى البابا لزيارة البلاد، لكن الأخير علق جميع تنقلاته في يونيو/حزيران بسبب تفشي وباء كوفيد-19.
وستكون هذه أول زيارة خارجية للبابا منذ بدء تفشي الفيروس في إيطاليا. ورأى بطريرك الكلدان الكاثوليك لويس ساكو أن العراق يمثل وجهة مثالية. وقال ساكو في بغداد إن البلاد تمر بـ"وقت استثنائي، وفي مثل هذا الوقت يجب أن يكون الأب بين أبنائه، وسيكون بين أبنائه".
ورغم أن أغلب مناطق العراق أصبحت خالية من النزاعات المسلحة، لكن البلاد تواجه أسوأ أزمة مالية منذ عقود. وأضاف ساكو "نحن كعراقيين وشرقيين بحاجة لأن نسمع صوتا آخر غير صوت البارود. يجب أن نسمع صوت تسامح".
"تغيير في واقع المسيحيين"
وفي برنامج البابا، زيارة إلى مدينة أور القديمة حيث ولد النبي إبراهيم، وفق الكتاب المقدس. واعتبر لويس ساكو أن "زيارة أور هي لأبو المؤمنين، هذه الزيارة هي حج إلى عائلة إبراهيم التي تجمع ولا تُبعد"، مشددا على أنها تمثل "أمرا عراقيا فريدا. لا يمكن للبابا أن يقوم بذلك في مكان آخر".
أما كاهن كنيسة "انتقال مريم العذراء" في بغداد مارتن بني، فعبر عن الأمل في أن تحقق الزيارة تغييرا ملموسا في واقع المسيحيين العراقيين. وقال "نأمل ألا تكون زيارة إعلامية، وأن يكون لها أثر على قادتنا".
واعتبر بني المتحدر من بلدة كرمليس أن الزيارة "هدية ميلادية عظيمة وكبيرة (...) سنحتفل بمجيء المسيح بيوم 25 ديسمبر/كانون الأول، وبمجيء البابا في الشهر الثالث" من العام المقبل.