تقارير
كيف تبدو خريطة النفوذ في اليمن
لكل حرب تشتعل تبعات وخيمة، إذ تتقاسم القوى المتصارعة النفوذ على الأرض، وتحاول السيطرة على أجزاء واسعة منها، في تنافس محتوم يعمق الأزمة، مما يعكس نفسه سلباً على حياة المدنيين والجانب الإنساني بشكل عام..
هكذا تبدو الحالة اليمنية التي مر على أزمتها 6 سنوات، حيث أصبح المشهد السياسي والعسكري أكثر تعقيداً بنشوء أطراف صراع جديدة وبأوجه متعددة تفرض سيطرتها على مناطق معينة من جغرافية البلاد.
تظهر خريطة النفوذ في اليمن تشظٍّ واضح للمشهد السياسي والعسكري من شمال البلاد إلى جنوبه. بدأ بعد سيطرة أنصار الله على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 واندلاع الحرب مع الحكومة الشرعية التي اتخذت من عدن عاصمة مؤقتة لها.
فرض أنصار الله السيطرة على محافظات البلاد شمالاً، بينما الحكومة الشرعية بسطت السيطرة على جميع محافظات الجنوب، إلى جانب مأرب والجوف وتعز، والأخيرة أصبحت خط التماس ومحطة للاشتباكات بين الجانبين.
اليوم، وبعد مرور ست سنوات من الصراع المسلح نشأت قوى أخرى تفرض سيطرتها على أجزاء من جغرافيا الأرض، حيث يظهر نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظات عدن، لحج، والضالع، وأجزاء من أبين وأرخبيل سقطرى، بعد أحداث دامية انفجرت في 19 أغسطس 2019 مع الحكومة الشرعية. أما قوات العميد طارق صالح التي تطلق على نفسها اسم “حراس الجمهورية” فهي الآن تفرض سيطرتها على الساحل الغربي وأجزاء واسعة من محافظة الحديدة.
ونتيجة لذلك لم تعد الحكومة الشرعية في اليمن تصارع أنصار الله فحسب، بل أصبحت طرفاً واحداً من بين أطراف متعددة، من بينها طرف أنصار الله في الشمال، وطرف المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب، وقوات العميد طارق صالح في الغرب.
الخريطة التالية تمثل توزيع مناطق النفوذ في اليمن بين القوى المسيطرة على الأرض، لكنها ستتغير بموجب اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
منصتي ٣٠