بين حلم وصبر ووجع وخذلان يقطن هناك "شعب"

 

: الحلم 

في منازل صغيرة يسكنها عشرات الكادحين يتقاسمون الجوع والوجع والصمت والصبر ولد حلم بوطن لطالما سمعنا عنه ، ورايناه في صور أهالينا واقاصيص أمهاتنا ، ولد ذلك الحلم بوطن ذو فكر آخر ، وطن نستطيع أن نطلق العنان لاصواتنا به ونحيئ به بسلام، وتنام أعيننا دون أن تفكر في أفطار اليوم الذي يليه 

كبر الحلم حتى أصبح ثورة ، ثورة الجياع ، مؤمنة أنا بقدرة الظلم عند الإنفجار، تلك العاصفه قد تفقدك بعضك وقد تنهيك تماماً لكن لم يعد الأمر مهم ! 

 

 نفاذ الصبر : غضب شعبي وثورة سلميه للكادحين ودمويه للقاده، نخرج نهاراً ونخطط ونحلم ليلاً ، كل ثائر حينها كان يعلم جيداً أن الثورة هذه ستاخد منه الكثير وتعطيه الكثير أيضاً من الوجع ، لكن لم يهتم أحد!

 فقد كان الجميع مؤمنون ف أمر واحد فقط " الحلم الجنوبي " ويقال أن حين يؤمن المرء بشيء ف الكون باكمله يساعده على ان يناله ..

 

خيانة الحرب : في وقت مضى كان الشعب حينها يعتقد أن جماعه الحوثيون يؤمنون بقضيتة والظلم الذي حل علية

حتى قدمت قواتهم لاحتلال عدن ! 

 

هنا كان الأمر أشبه باغتيال الحلم ، جميع المخاوف والقصص التي حكيت لنا عن حرب94 أصبحت أمامنا تماماً ..

في ذاكرة الحرب فقدنا أحبابنا واهالينا ، لكن أقدام الثوار 

ضلت لاخر لحظة على نهج واحد يدافعون عن الحلم .. 

 

أتذكر يوم النصر ، أتذكر كل بيت حينها كان يزغرد ويرفع أصوات الأذان والتكبيرات ، لا شيء قد يصف الشعور حينها إلاالدموع التي لم تجف لحظة !

علمت حينها بمعنى مسمى دموع الفرح ، أعتقدنا جميعاً أنها النهاية حتى أتت !

 

الصدمة : لم يكن هذا الوطن الذي قيل لنا عليه ، من قبل كانت افواهنا مكتمه لكن الآن الامر اسوء أستطيع رؤية الرصاصة أمام وجهي أن فتحت فمي!

في مدينة السلام والنور والحب مدينتي انا ، أصبحت غريباً 

لا أعرفها ولا تعرفني ، انظر إليها باشمئزاز كل ليلة مظلمه، وتنظر إلي هي بشفقة منهكة! 

 

اتجول في الشوارع وبيدي حقيبتي الفارغة وعبائتي السوداء الطويلة التي لا أخفيكم أنني لم أحبها يوماً ،صحيح ! كنت ارتدي" البرقع" ايضاً على وجهي خوفاً من رصاصة قد تخترقني مثل م اخترقت من قبل رفاقي ..

اسارع للهروب من المدينة التي لطالما تمنيت لو يمضي العمر بي وأنا اتجول في شوارعها 

 

الخذلان : أكثر شيء قد يسقط المرء حقاً هو الخذلان، وأن سالتني ما الذي أصاب الشعب وأخمد حريق الثورة في قلبه سأقول ايضاً أنهُ الخذلان، لطالما اعتقدنا أن حبل النجاة في أيدي أولئك الذين اعطيناهم أرواحنا قبل أصواتنا .....لكنه الخذلان يا سيد !