شنغهاي.. رحلة ملهمة نحو التنمية والاستثمار والاقتصاد
بعد انتهاء زيارتنا الرسمية إلى شنغهاي الصينية، شعرت بالحاجة لتوثيق هذه التجربة الغنية والمميزة التي عايشتها عن قرب، لتسليط الضوء على فرص التعاون والتنمية التي لمسناها بنفسنا.
شاركتُ ضمن الوفد الرسمي برئاسة الأستاذ محافظ عدن أحمد حامد لملس في هذه الزيارة، لتكون محطة هامة في رحلة تعزيز التعاون الاقتصادي واستكشاف فرص الاستثمار والتنمية.
منذ لحظة وصولنا، كان واضحًا أن شنغهاي ليست مجرد مدينة، بل نموذج عالمي متقدم في الإدارة الاقتصادية والتخطيط الحضري. ناطحات السحاب الشاهقة، الموانئ الضخمة، والتنظيم الفائق في المنطقة الحرة كلها تجسد رؤية متكاملة للتنمية الحديثة.
خلال اللقاءات الرسمية مع حكومة شنغهاي وإدارة المنطقة الحرة، ناقشنا فرص التعاون في مجالات إدارة الموانئ والمناطق الحرة، واستكشاف سبل دعم المشاريع التنموية في مجالات الطاقة، الأسماك، والبنية التحتية. كما استعرض الجانب الصيني تجربتهم الرائدة في جذب الاستثمارات وتسهيل حركة التجارة، وهو ما يمثل نموذجًا ملهمًا للاستفادة منه في أي مشروع اقتصادي.
وكان من أبرز محطات الزيارة اللقاء مع الجالية والتجار والمستثمرين المقيمين في شنغهاي، حيث تم الاستماع إلى طموحاتهم وملاحظاتهم العملية، وأبرزها الحاجة إلى توفير مخازن مخصصة لتسهيل حركة البضائع وتعزيز النشاط التجاري. وقد تم أخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار، لتكون جزءًا من توصيات عملية تدعم التواصل مع الكفاءات في الخارج وتعزز التنمية المستدامة.
ما ميز هذه الزيارة أكثر هو روح الفريق المميزة بين أعضاء الوفد تحت قيادة الأستاذ محافظ عدن أحمد حامد لملس؛ فقد كان التنسيق والتعاون المستمر، وتبادل الأفكار والخبرات، من أهم عوامل نجاح كل اللقاءات والبرامج الميدانية. كل عضو أضاف لمسته الخاصة، مما جعل التجربة أكثر ثراءً وعمقًا، وعزز شعور الانتماء للمهمة الوطنية التي كُلِّفنا بها.
لقد شكّلت هذه الزيارة تجربة ملهمة، أكدت لي شخصيًا أن التخطيط الدقيق، الرؤية الواضحة، والعمل الجماعي هما مفتاح النجاح الاقتصادي والتنمية المستدامة. الرحلة لم تكن مجرد برنامج رسمي، بل نافذة على أفكار وتجارب يمكن نقلها وتطبيقها لدعم مشاريع التنمية والاستثمار المستقبلية.
وفي ختام هذه الرحلة، يظل الدرس الأهم أن كل فرصة اقتصادية وكل تجربة عالمية تحمل في طياتها إمكانية تحويل الرؤى إلى واقع، وأن الطريق نحو التنمية لا يُشق إلا بالإصرار، التعاون، وروح الفريق، والإيمان بأن المستقبل يصنعه من يجرؤ على المبادرة.
كما نتوجه بخالص الشكر والتقدير للأخوة في الجانب الصيني على حسن الاستقبال وكرم التعاون، وما لمسناه من استعداد حقيقي لدعم فرص الاستثمار والتنمية المشتركة.