صمت الرحيل...!!
في وطني يعاني الأخيار ومن يزرعون الإبتسامة حتى يرحلون..
في حين ينعم التافهون بما لذ وطاب ويسرحون ويمرحون على معاناة البسطاء..
رحل الفنان والممثل الكوميدي رائد طه بصمت مثلما عاش بصمت وهو يعاني ويتجرع المرار..
هامات وكوادر رحلوا ولم نسمع إلا قرع نعال الرحيل في حين نسمع ضجيج الفوضويون وهو يعبثون بكل شيء..
يكتظ وطننا بمن يحملون هموم وغموم وآلام بينما نحن لانشعر بهم أو نلاحظ ذلك عليهم،حتى نحسبهم اغنياء من التعفف..
وحينما يرحلون نعرف كم كنا تافهون للغاية وقاصرون في علاقاتنا وإنسانيتنا وآدميتنا لاننا ببساطة أكتفينا بأن نحتوي ذواتنا دون أن نشعر بغيرنا..
يقاسي الكيثر من البسطاء ويوقدون شموع آلامهم كي تضيء لنا عالمنا وينسجون من معاناتهم مايضحكنا ويُسعد قلوبنا،وحين تحتويهم جنبات منازلهم تتبدل حياتهم ويعيشون واقعهم البآئس بكل تفاصيله.
متى سنشعر بمن حولنا؟ متى سندرك أن هناك شرفاء يعاقرون الحرمان، وبسطاء يتجرعون المرار،وهامات يحتويها العفاف والكفاف ولكن لايجيدون لغة اللصوص وطريقة الهوامير..
رحل رائد، ورحل قبله كُثر وسيرحل غيره الكثيرين ونحن في غمرات الحياة لاهون،سيرحلون وهم يحملون أوجاعهم ويشربون دمعاتهم ويقتاتون همومهم،وسنكتفي نحن بالنوح كالثكلى ثم نعود لحياتنا كأن شيء لم يكن..
تباً لنا جميعاً حينما لا نتألم إلا عندما يرحل عنا الكثيرين، بل أحيانا أننا لانتألم فقد وصلت قسوة قلوبنا حد الرقص على أحزان وأوجاع الكثيرين،ونمضي في قطار الحياة دون توقف..
24 فبراير 2021م