وللحلم بقية..

 

لاتبحثُ أحلامي سوى عن أرضٍ خضراء جميلة يمكنها أن تقف عليها دون أن تترنح أو أن تغوص ساقيها في وحل الواقع المؤلم، لا تتمنى أكثر من أن تُفتح لها أبواب السماوات فتصعد إلى النجوم لتقتبس جذوة من ضوءها ولمعانها. 

 

عاشقة هي أحلامي والحياة عشقها الأول، لون الورود الحمراء وعبقها لغتها، تستمد طاقتها من عين الكون ، وتزين خصلاتها بأحرف المحبين . 

 

أحلامي المسلوبة لايمكن أن ينكرها أحد أو أن يتنصل عنها التاريخ، لاتراودني عن نفسي هكذا فجأة ودون سابق إنذار، هي إنما تراكما لإمنية هنا وأخرى هناك نبتت على قارعة طريق رحلتي طالت أم قصرت .

 

لايمكن لها أن تغرق وأنا على متنها كقارب مزقت غربان السوء شراعه، هي غالبا ما تطفوا على وجه قلبي وعلى دمعة تاهت من مقلتي .  

 

في الأحلام وحدها يمكنني أن أصبح قائد جيش لايهزم، يمكنني أن أعيد كل من قُتِلوا الى أحضان أحبائهم ، يمكنني أن أمتلك العصا السحرية لأنثر بها رماد الخير على أرضنا، هي وحدها من تريني حقيقتي كلما جالستني وحيدة، تعاتبني كلما غفلت عنها، هي أكثر من تشعر بغيابي إن قررت . 

 

أحلامي عاصمة الحزن فيني، وكل مدن الفرح، إبتسامة من أحب، وجدائل طفلتي، نظرة أمي ومسحة والدي الحنونة، رصيف الإنتظار، وكوكب المستقبل ، أحلامي كل ضد لا يجد ضده، وكل مفردة فقدت معناها . 

 

رغم بساطة مسمياتها ،، ومسبباتها ،، هي كبيرة بحجم ضحكة طفل فقد أمه، طفل مشرد، طفل ملأت تشققات العبث يده وقدمه .

مرسومة ككحل أسود بين عيني كهل، تمُر كدمعة معلقة بين تجاعيد الزمن التي نحتت نفسها على خديه، دافئة كليلةٍ ربيعية من العمر مرت على تعاريج ما نجا من زهايمر العمر فيه .

 

أحلامي كأرصفة الوطن الخالي رغم إمتلاءه بنا، كجدرانه المرسومة بدماءنا، كأزقته التي نامت على أكفها طفولتي، 

خالية من( الكلسترول) لا تلتصق على أوردة الدنيا، كأنها عابر غريب يزور قبر الماضي يتحسس أمانيه يتلو على ضريحه بعض الكلمات على عجل ، ويغادر دون أن يخبر الضريح من يكون . 

 

أحلامي لاتمتلك رصيدا في بنوكهم ،، ولا عقارات على خارطتهم ،، لا تلبس حلي كحليهم ،، ولاترتدي ملابسهم وحريرهم . 

 

هي وجع زوجة كلما تحسست سريرها ليلا فتذكرت زوجها الذي غادر دون رجعة ،، حنين أم إشتاقت لرائحة طفلها الذي فجعت فيه ،، كسرة طفلة رأت يد صديقتها تضم يد والدها بفرح ، فتسأل أين ذهب عني الفرح ،

أحلامي عالم لا ينتهي ،، لغة لايتقنها الكثير ،، سنين من دون أيامٍ أو أسابيع ،

لوحة ترسم نفسها ، بألوان غيرها ، فرشاتها الامل أو ربما يأس مرير. 

 

أحلامي وطن ..و هاهي تضحك الآن !! فهل الأحلام أوطان .. ؟ 

وللحلم بقية ..  

 

جاكلين أحمد

ذات مساء

مقالات الكاتب