الثامن من مارس.. متى تكرم الإعلامية أمل بلجون

 

 هي واحدة من أبرز أعلام عدن واليمن، إيقونة الإعلام وصوته الأكثر تميزاً لعقود، هي عنوان لتاريخ طويل من العراقة والإبداع أستاذة الشاشة الصغيرة، الاستاذة أمل بلجون.

 تعيش (ماما أمل) بيننا، اليوم، دون أن تلتفت لها المؤسسات الإعلامية وفي مقدمتها وزارة الإعلام والسلطة المحلية في محافظة عدن، لتمنحها جزءً من حقها في التكريم، وهنا لا أقصد أن تُمنح درعاً أو يقام لها حفل، رغم إنها تستحق أن نحتفي بها كل عام.

 ما أقصده، أن تكرم كما يجب .. أن يصدر لها قرار يعالج وضعها الوظيفي، بعد أن أفنت عقوداً من عمرها في خدمت الوطن، من خلال عملها كمذيعة لها بصمتها المتفردة.

 صوت الحب والفرح، بهجة تليفزيون عدن، علامة فارقة في الإعلام التلفزيوني اليمني والاعلام بشكل عام.

 عرفها كل بيت يمني ، حتى أنها اصبحت واحدة من أفراد الأسرة، لكن وزارة الثقافة والاعلام والجهات المختصة تتجاهلها دوماً، وإن ذكرتها فمن أجل ان تهضم حقها المادي والمعنوي، بعد أن ابعدتها السياسة عن القناة التي منحتها عصارة جهدها.

الاستاذة والمعلمة والاعلامية أمل بلجون .. الاعلامية التي اعطت جل عمرها لشاشة التلفزيون؛ فكان جزاؤها راتب ضيئل، تستحي الكلمة أن تذكره.. ومطلوب من هذا الراتب أن يعيلها في غربتها ومرضها وحياتها .

 ألا تستحق أيقونة عدن أن يتوج مشوارها الكبير بتكريم يليق بما قدمته؟ تكريم بدرجة وظيفية تسعدها وتشعرها بأن عطاءها وجد من يقدره.

 هي ليست مجرد مذيعة، بل هي فرد من أفراد أسر الكثيرين منا، لما يحتله التلفزيون من مكانة وتأثير في حياتنا، لهذا عندما نسمع بمرضها ومعاناتها نشعر وكأن فرد من أفراد الأسرة أصابه المرض. لقد بادرت إلى الكتابة وكلي أمل، في أن يصل صوتنا إلى الجهات المعنية.

 

*بداية مشوارها*

 

المذيعة المخضرمة أمل بلجون، إنسانة بسيطة، متواضعة في الحياة ، التكلف مرفوض في قاموسها الشخصي، أمل في العمل، هي أمل في المنزل، في الشارع، البساطة عنوان شخصيتها .. أجمل مايزين وجهها على الشاشة، هي ابتسامتها البريئة والجميلة " ومن لايحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ، أبت إلا أن تصعد جبل التواهي في أول مشوارها مع الإعلام ، الصدفة وحدها فتحت لها، للسير في الطريق الإعلامي الشائك والمضني. بالمثابرة والمزيد من الجهد والتعب استطاعت أن تضع لنفسها مكانة مرموقة في المجال الإعلامي أمام الكاميرا وخلف الميكرفون .

 

 *ثلاثة أسباب جعلتها إعلامية*

 تم التحاقها في المجال الإعلامي لثلاثة أسباب، في البدء، لقمة العيش وتأثير الأسرة وقوة الإرادة. أما لقمة العيش، فقد كانت تبحث عن عمل والأقدار شاءت أن يكون عملها قريباً للمنزل وكانت البداية في اتحاد الشباب الاشتراكي اليمني في عام 1974م ، حيث كانت تعمل على آلة الطباعة، ثم تم تعيينها رسمياً، من قبل وزارة العمل والخدمة المدنية عام 1975م. ومباشرة تفرغت للعمل في المنظمات الجماهيرية: منها اتحاد نساء اليمن وعندما تخلفت إحدى الزميلات والمعدات للبرنامج عن الحضور للتسجيل، أطلت علينا أمل على الشاشة الصغيرة، بمبادرة من الزميلتين رضية شمشير ونور باعباد وفي الأساس قوة الإرادة وحب العمل، ساعد في حياة كفاح إعلامية ناجحة .

*أهم البرامج التي قدمتها*

قدمت في السبعينيات مجموعة من البرامج ومنها "أمسية الأربعاء" بمعية أدباء وشعراء وكتاب أمثال الشاعر محمد سعيد جرادة، رحمه الله ولطف السماوي وعبد الرحمن السقاف، وقدمت في عمل إذاعي، درامي دور في مسلسل (أم البنين). وكانت البداية على الهواء مباشرة وبرامج (طوف وشوف) و(مجلة التلفزيون) و(كوكتيل) و برنامج (الأطفال) و(الأسرة) و(منوعات أغاني الشعوب) وسهرات داخلية وخارجية .

وفي الإذاعة، قدمت مع معظم الزملاء برامج إذاعية منها (مع المستمعين) وشكلت ثنائي ناجح مع الإعلامي ناصر بحاح في عدة برامج ناجحة وندوات وبرامج للأطفال و" حاول تنجح " على الهواء مباشرة ونشرات وبرامج إخبارية وشاركت في الإعداد، كما قدمت برنامج (النور ولأمل) يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة .

 لديها عدة مشاركات وندوات خارجية وأدارت فيها حوارات مع الراحل الرئيس ياسر عرفات والممثل نور الشريف وآخرين، إلا أن أعمالها لم تر النور، حتى اللحظة ..وبسب ما جرى من أحداث نشبت الفوضة والإهمال، ضاعت الأشرطة .. ولديها مشاركات شخصية، عندما سافرت إلى الكويت في زيارة شخصية .

 

*التكريم والتلفزيون*

 

التلفزيون بالنسبة لأمل أسرتها الصغيرة .. وحب تعشقه وتتمنى أن تحظى بتقدير قيادة التلفزيون باعتبارها رمزا لهذا الجهاز الذي يعد فرداً من أفراد الأسرة .

أما بالنسبة للأدوات التي ترافق لعملها ، فهي قليلة جداً، حتى إن بعض أدوات الديكور تجلبها من منزلها، مثلاً علبة المناديل الورقية. تقول دائما التلفزيون كأنه منزلنا جميعاً وملاذنا لازم نحرص عليه.

بالنسبة للتكريم لم تحظ بأي تكريم كبير ، دائماً ماتردد لم أحظ، حتى الآن إلا بتكريم كل البسطاء، عندما يشاهدونني في أي مكان ويشيرون إليه بالبنان ياماما أمل هذا أجمل تكريم لي هذا بالنسبة لها شيء عظيم.

 

*حب البسطاء*

 

ابتسامتها وحبها للعمل الإعلامي وللجمهور طغى على كل المشاكل التي تواجهها خلف الكاميرا والميكرفون وهذه نعمة من عند الله. الميكرفون والكاميرا أحباء أمل بلجون تردد دأئما "أعطاني الإعلام المرئي والمسموع حب كل البسطاء وهذا رصيد كبير وشرف أكبر وتاج على رأسي، فحب الناس شيء لايقدر بثمن" .

 نتمنى أن تظل تطل علينا عبر الشاشة الصغيرة، بابتسامتها وتلقائيتها العدنية البسيطة المحببة لدى جمهورها، عبر برنامجها المتميز، كل خميس، لتشارك فيه أفراحهم وسعادتهم، بابتسامة مشرقة ومنورة على الشاشة .

مقالات الكاتب