حجور في زمن إنصهار رجولة الشمال..
سقطت حجور.. لاغرابة في ذلك فقد سقط الشمال برمته وتهاوت حصونه وقلاعه ومبانيه وقبائله وقبله رجاله الذين ملئوا الدنيا ضجيجاً وزحاماً على الرجولة المصطنعة..
سقطت حجور ولكنها لم تسقط ذلك السقوط المدوي الذي سقطه (المنبطحون) قبلها من قبائل الشمال، بل قاومت وناضلت وقاتلت قتال الشرفاء وأستبسل الرجال فيها بشراسة وشجاعة ورجولة، فهكذا هم الصادقون مع الله..
سقطت حجور ولكنها لقنت الحوثيون درساً لن يسنوه ماعاشوا، وعلمت المنبطحون من أنصاف الرجال أن الموت بشهامة ورجولة وعزة ونخوة وكبرياء أشرف من العيش تحت (نعال) الذل والهوان حتى وإن كان في القصور السامقة والسيارات الفارهة..
نعم سقطت ولكن بعد قالت كلمتها في حرب غير متكافئة وغير متعادلة في العدة والعتاد ولكن حجور الفارق بسيط هو أن حجور تمتلك الرجال الأفذاذ التي لاتهاب الموت وتقاتل من أجل الدين والعرض والأرض والسلام والوطن المسحوق..
لم أتألم على حال الشمال مثلما تألمت على (حجور)، فالشمال برمته قبِل على نفسه كل هذا بينما حجور أبت إلا أن تقارع الشر وتقاتل أهله وكلابه الضالة، فقاومت وأستبسلت ودفعت ضريبة ذلك رجال وشباب أشداء لم تكن أرواحهم تعني لهم شيء،بقدر ماكان يهمهم هو الشرف والكرامة والوطن والدين..
خُذلت حجور من قِبل أنصاف الرجال والمنبطحون وتركوها تواجه مصيرها الذي أختارته لنفسها وهو الموت بشرف وشموخ، على أن تسقط في أحضان (الزنابيل) وتتبع كلاب مران وأذناب أيران، وظن هؤلاء أن التاريخ لن يخلّد خساستهم ونذالتهم ولن يكتب عنها بأحرف الوجع والمهانة والإهانة بينما سيسطر أروع الكلمات عن حجور البسالة..
لك الله يا حجور ولاتبتأسوا أيها الرجال فيها..فقد قلتم كلمة الفصل في زمن قال فيه الكثيرون لاطاقة لنا بالحوثي وكلابه..قلتم لا للذل والمهانة..وقالوا نعم للمهادنة والذل ..