إلى دكاترته جامعة صنعاء بين أيديكم كنز ثمين فكونو بحجم المسئولية
إن تكون عميدًا يعني انك تحمل مسؤولية كبرى وخاصة انكم تبنون أجيالًا مثقفة ومتعلمة لاحقا سيكونون سورا منيعا يطوقون الوطن ويقوي ساعده ويقف في وجه أعدائه مهما كانت أوجههم
ولا شك أن رسالة الدكتور والأستاذ رسالة سامية جدا وتتطلب أن يشعر الموظف انه رجل مسئول عن رسالته وبالتالي الشعور بالمسؤولية يدفعه لبذل جهود مضاعفة في تقديم المعارف الخبرة الرزينة والعطاء أكثر مما يستطيع
ولكن هناك قسم من دكاتره جامعة صنعاء لا يشعرون بمسؤوليتهم ولا يدركون خطورة مهمتهم ودورها الكبير في صناعة النسيج الاجتماعي الذي سيمثل لاحقا صورة للوطن ككل وهنا تكمن المشكلة , فعندما يتخلى الدكتور والأستاذ او الموظف الجامعي عن مسؤولياته أو بالأخرى لا يشعر بها لا يمكن له أن يربي كادر متعلم , لا يمكن له أن يكون دكتورًا او أستاذاً مفيدا للطلاب ولن يكون في مقدرته أن يقدم علمًا ومعرفة على مستوى عالي للطلاب وهذا الأمر كإرثي على الطلاب ومستقبلهم وعلى الوطن والمجتمع
بينما إن وجدنا أن العميدو الدكتور والأستاذ يشعر بمسؤولية عالية فسنجد انه أكثر قدرة على الإنتاج وأكثر فائدة للطلاب وستجد من يتعلم على يديه متمتع بعلم وثقافة على مستوى جيد
ولكن لماذا لا يشعرون بالمسؤولية ؟؟؟
هناك أمور عدة تدفعهم للتخلي عن مسؤوليتاتهم أو تجعلهم لا يشعرون بها أو يكترث لها وغير راغب بان يفكر بها حتى ومن أهم تلك الأمور :
1- عدم تمتع البعض من الأساتذة بلقدر العالي من الوعي و الثقافة الذي يوجهه نحو العطاء أكثر لان هذا الوعي قادر على أن يعي خطورة الوضع في الوقت الحالي هناك تهاون جامعي وتعليم من قبل الدكاترة تجاه الطلاب
2- معاناة الدكتور والأستاذ من مشاكل خاصة وغيرها بسبب سوء الاوضاع كثيرة أثرت على عمله وعلى نفسيته وجعلته غير رغبا بان يؤدي أعماله كما يجب وبالأخرى كثرة الضغوطات الحياتية تجعل الإنسان عصبي غير متزن تفكيريا أو عصبيا وبالتالي يعيش حالة عدم استقرار وهذه الحالة لا يمكن لها أن تثمر
3- اعتبار الدكتور الأستاذ أن مهنة تأدية واجب وحسب فهو يذهب كل يوم لعمله يتلو على الطلاب الدروس المقررة ويسجل حضوره وأخر همه فائدة الطلاب وتطورهم التعليمي والفكري في مجال عملة
4- مساواة الجهد بالمردود المالي لمهنة الموظف الجامعي فالبعض قد يقول الأجر الذي أتقاضاه لا يستحق مجهودا اكبر نعم هناك ضعف في الرواتب بسبب الاوضاع الجارية في البلد من عدوان وغيره ولكن هذا لا يعني أن لا ندرس بضمير ومسؤولية ويجب أن يعلم كل موظف جامعي انه مما تقاضى أجرا على عمله لا يمكن أن يتساوى مع ما يقدمه فدوماً عطاء الموظف الحقيقي لا يمكن أن يقاس بالمال بل اكبر بكثير من أن يقاس بالمال
أيها المعلمون الجامعيون
ذات يوم ستسألون عن عملكم هذا وعن علمكم هذا وماذا فعلتم به وما أجمل أن يكون الموظف الجامعي قد سخر علمه ومعرفته ووقته لخدمة البشرية ولصناعة الإنسان وبناء مستقبل واعد للوطن
بين أيديهم ثروة بشرية فيها كنوز ثمينة يعلوها الغبار وعليكم أن تستخرجوا تلك الكنوز وتلمعوا صورتها الحقيقية وتقدموها للوطن ليزداد قوة بهم وليرتقي بعلمهم وثقافتها إلى أن يصل إلى الاكتفاء الذاتي البشري من الخبرات وغيرها
وان تشعروا بمسؤوليتكم تجاه الطلاب والمجتمع والوطن يعني أنكم الأقدر على خدمة الوطن الذي يستحق منا الكثير والكثير من العمل .
بقلم /ربيد الراجعي