عن سبب رفض الشعب لكورونا
وكأني استطعت أن أفهم سبب رفض الشعب لكورونا كمرض وكنت أظن بداية أن سبب ذلك الرفض هو الخوف من الموت، لكني حقيقة بدأت أستوعب أن أغلب الخائفين من الاعتراف بكورونا هو خوفهم من أن يوصموا مجتمعيا بعار كورونا، تحول كورونا من مرض يمكنك ان مقاومته والانتصار عليه والتخلص منه، إلى عار يلاحقك أنت وعائلتك. احد الأخوة أصيب بكورونا وعندما علم زملائه بذلك جائهم من يطلب منهم أن لايتحدثوا لأحد بأن ذلك الأخ مصاب بكورونا خوفا على عائلته من العار وخوفا على بناته بأن (يعنسوا) فلا احد سيتزوجهن إن علموا أن والدهن قد أصيب بكورونا، ضحكت في البداية عندما سمعت الكلام لكني فهمت لاحقا لماذ يصر الشعب على نكران كورونا وقد كنت اظنه خوفا من الموت لكني اكتشفت انه خوفا من العار . في حالة أخرى أخرج أحد المرضى من المستشفى فتوفي ورغم أنهم يعلمون أنه ربما توفي بكورونا صلوا عليه في أحد المساجد ودعوا الناس للصلاة عليه وحضر كثير من الناس للصلاة مع ارتداء كمامة لكن أهل المتوفي أخذتهم العزة بالأثم و أبدوا حنقا كبير من أولئك الذين ارتدوا الكمامة خوفا من العار الذي سيلاحق متوفيهم، بعد أن يقال أنه مات بكورونا. في الحقيقة هو مات بكورونا بس لا أنتم لاتقولوا أنه مات بكورونا كيف يمكن لكم أن تسبوا ميتنا . كورونا مرض مثله مثل الإنفلونزا لكنه أشد قليلا منها واعراضه أقوى، هو ليس فعل فاضح ولا قضية شرف يخافها الجميع، تحويل كورونا إلى عار يهرب الجميع من الاعتراف به، هو دليل واضح على أن المجتمع يحول كل شيء طبيعي إلى عار ليستعبد الإنسان ويضعفه ويتركه كسير الإرادة فجرم مرض كورونا يستحق به أن ينفى هو وعائلته مابقي من العمر. لهذا يهرب المصاب بكورونا وينفيه ويخفي الحقيقة حتى لاينبذه المجتمع المتخلف .