عذرا.....وزير الإعلام والثقافة والسياحة..... لم تكن موفقا

نعم ...... لم تكن موفقا في المؤتمر الدولي لليونسكو ، والخاص باليمن عبر مشروع اليونسكو والاتحاد الأوروبي والمنعقد في يومي 26-27 مايو2021 . فقد تجاهلت كلمتك عدن كمدينة مستهدفة في هذا المشروع، على الرغم من وجود أسمها حرفيا في لوحة المؤتمر ((مدينة تاريخية)) . وأنت في هذا الحضور الرصين فإن ذكر عدن مع غيرها المدن التاريخية سيمنحك فرصة للمقارنة أو التفكير في المعيار النافذ لتحديد نصيب كل مدينة لارتباطه بحجم مستوى الضرر الناتج عن الضربات العسكرية على أعيانها الثقافية ، خاصة وأنك قريب منها.

كنت أتوقع أن تتصدر كلمتك، وأنت في موقعك عضوا يمنيا رسميا في هذا المؤتمر وحاملا لحقيبة وزارة الثقافة وتشير

في كلمتك إلى الحق اليمني في المقاضاة للمعتدين على الأعيان الثقافية في المدن اليمنية المختلفة ، وفي مقدمتها عدن القديمة المدينة التي ظلت تحت الضربات العسكرية لأكثر من ثلاثة أشهر . بل أنكم كحكومة لم تتخذوا بعد النصر الإجراءات التوثيقية لهذه الأعيان مباشرة ، كما نصت عليها الاتفاقيات الدولية ، ولم تلجأ الحكومة اليمنية إلى الإبلاغ عن الضربات العسكرية للجهات الدولية كإجراء حقوقي نافذ في كل مدن الحروب وفقا للإتفاقيات الدولية . وأسقطتم بذلك التجاهل عن اليمن بشكل عام الحق الحقوقي والتوثيقي والتعويضي من حيث لا تعلمون.

انشغلتم في كلمتكم وتناسيتم تماما أن المدينة التاريخية عدن القديمة لم تنل نصيبها من التعويض والاستحقاق الذي كان يجب أن تناله عدن مقارنة بزبيد، شبام وصنعاء القديمة ، فيما ظل المتحف الحربي أبرز معالمها الذي يتوسد بموقعه الأحياء القديمة ، بعيدا عن برامج التأهيل ، وهو الذي كان مستهدفا متعدد الأطراف من ضربات حرب 2015 .

وفي الوقت الذي كان هدف المؤتمر لا يشمل المقتنيات المنهوبة فقد انشغلت في كلمتك أمام المؤتمرين عن الحديث عن مسروقات المقتنيات الآثارية ودعوة المجتمع الدولي للتعاون معكم في إرجاعها بدلا من الاجتهاد في البحث عنها داخليا ، وهي التي تعلم الأوساط الداخلية والخارجية أنها تخرج بأيدي رسمية وتباع بالطرق ذاتها أو تحفظ بعلم هذه الجهات خارج صالات المتحف .

وفي دروة انشغالك بالحديث عن التراث المنقول غاب عن عيونك أن هناك تراثا ماديا منهوبا على أرض الواقع وقريبا من دار حكومتكم ، ويتعرض لأساليب البسط والتدمير والبناء العشوائي بل تحويلها إلى ملكيات شخصية . وليس هناك أبلغ تصوير مما يحدث في الصهاريج وقلعة صيره والقلاع المتناثرة على جبال البادري . وأمتد العبث بعدن ليشمل الهوية الثقافية للمدن التاريخية الأخرى ((الشيخ عثمان البريقة التواهي المعلا وخورمكسر بل سواحل جولد مور وأبين والبريقة وفقم ومواقع بيئية أخرى )) بصورة جعلت من هذه المدن أسواقا عامة ،بل وهناك أعيان ومعالم كثيرة وموثقة في تقرير ((باصرة هلال وغيره)).

قبل بدء أعمال المؤتمر العالمي لليونسكو كنت وزملائي ممن حضروا هذا المؤتمر نتطلع أن تضم كلمتك أمام المؤتمر ندائكم لليونسكو للتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية لإعلان عدن محمية تاريخية وتدليل الصعوبات الفنية واللوجستية والتقنية أمامكم لإعداد الملف الخاص بالترشيح ، علما أن قرار هذا الترشيح يرقد منذ عام 2006 في المكاتب الرسمية فيما تتهالك على أرض الواقع ممكنات هذا الترشيح تحت معول العبث الشامل والتعليق للقوانين والإدارة القاصرة والسياسات النافذة في إدارة عدن منذ عام الوحدة .

مقالات الكاتب