الواقع المعيشي في لحج: بين الأمل والواقع المرير
تعاني محافظة لحج من أزمة حادة في شتى مجالات الحياة، ورغم التصريحات المتكررة للسلطة المحلية عن تحقيق الإنجازات والتطور، يظل الواقع المعيشي للسكان بعيداً كل البعد عن هذه الوعود. فالفقر يضرب بقوة، والبطالة تتفشى، والخدمات الأساسية تعاني من تدهور مستمر.
في كل يوم، يستيقظ أهالي لحج على واقع يزداد سوءاً. المرافق الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات، مما يجعل الحصول على العلاج أمرًا بالغ الصعوبة. المدارس، التي يفترض أن تكون منارات للعلم، تعاني من الاكتظاظ وقلة الموارد، مما ينعكس سلبًا على جودة التعليم.
أما في مجال الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء، فإن الانقطاعات المستمرة تعكر صفو الحياة اليومية، حيث تضطر الأسر إلى الاعتماد على مصادر بديلة باهظة الثمن، مما يزيد من الأعباء المالية عليها.
وبينما تتحدث السلطة المحلية عن مشاريع تنموية، يرى المواطنون بأم أعينهم التفاوت الكبير بين الأقوال والأفعال. الشوارع تعاني من التدهور، والبنية التحتية تتطلب الكثير من الجهود لإصلاحها، بينما تمر سنوات دون أن تُنفذ خطط حقيقية للنهوض بالواقع.
إن معاناة أهل لحج ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي قصص إنسانية تتكرر يومياً. الأمهات يواجهن تحديات لا حصر لها من أجل توفير لقمة العيش، والأطفال يضطرون للعمل لمساعدة أسرهم في ظل غياب الدعم الكافي.
تساؤلات كثيرة تدور في أذهان سكان لحج: أين هي التنمية التي وعد بها المسؤولون؟ ولماذا لا يشعر المواطنون بأي تحسن في حياتهم اليومية؟
في النهاية، يبقى الأمل شعلة داخل قلوب الناس. فقد يتحدون الصعوبات، ويواصلون السعي نحو حياة أفضل، لكنهم بحاجة إلى واقع يواكب تطلعاتهم، ويستجيب لآلامهم وأحلامهم.