حرب ٌاضاعت طريق العودة
ما ابشع الخوف الذي يجتاح امان الساكنين ليختطف ارواح الاطفال وامهاتهم.
ندرك هذا الخوف جيدا ، لطالما تجمعنا في غرفة صغيرة في بيت امي إبان حرب ٢٠١٥ اتذكر أصوات القذائف وهي تسيطر على الأجواء .. كنا دون استثناء نتخيل وصول احدى قذائف الدبابات الحوثية الى منزلنا فنقترب جميعنا من بعض و نحتضن الاطفال وكأن تلك القذيفة اذا ما وصلت ستكتفي بأخذ ارواحنا دون اطفالنا.
وننظر الى بَعضُنَا برعب شديد و ننطق كلمات التطمين فأحدث بنات اختي ان الله معنا ، و تحدثني امي ان طيران التحالف الان سيتحرك لينهي هذا القصف .. كانت تلك الليالي طويلة جدا .
نجونا جسديا من تلك الحرب بأعجوبة بينما ارواحنا لازالت مشوهه بالحقد والكراهيه لكل من شجع الحوثي وعفاش كي يجتاحون مدننا و بالخوف من اشتعال حرب اخرى نترك على اثرها منازلنا مجددا و بالحنين للسلام و جمال مدننا التي مازالت تقاوم للبقاء على الرغم من الدمار المنتشر في جسدها الجميل .
ما ابشع الحرب ، اجد نفسي مشغولة البال اتخيل اللحظات الاخيرة من واقع كل منزل انهار على رأس ساكنيه النيام ، واتالم وكأنها لحظاتي الاخيرة مع اهلي وأطفالي و اتمنى لو ان هذا الكون توقف امام تلك العائلة و أوقف الزمن لتبقى على قيد الحياة بسلام ....
كنت موقنة ان هذه الحرب اضاعت طريق العودة وقررت الاستمرار والتنقل من طريق إلى اخر .. لكن اتضح ان لا امل بان تعود من حيث أتت لانها دمرت طريق العودة .
ومازلت اتسائل ؛ كيف ستشفى ارواحنا و مازالت الحرب و اسبابها و تجارها ينعمون بالحياة ...؟؟
#Noor_Surib
#2017
#ارشيف