(تغير العام ..لم تتغير الوجوه.. ياقلبي لا تحزن)
وكما أراه واقعا على أم رأس الحال، فإن كل من يمارسون هواية الكذب هم من أعقل عقلاء الساسة، لا فكرا وإنما خبثا ومكرا ودهاء، وهم ممن إذا مسهم الجشع والطمع، قالوا آمنا بما كتب لنا لا علينا، ثم يمضون بالضحك على الدقون بقرض أو وديعة أو مكرمة مما تعدون، حتى يكتب على جبين أشرفهم وأنقاهم “المؤمن الكذوب” ولهذا لا ضير بأن يصرح مصدر مسؤول منهم، دون أن يكشف عن عورة وجهه ولا صفته ليقول للناس وبكل وقاحة وقلة حياء “لقد فرجت وكنت أضنها لا تفرج”.
أطل علينا العام 2025م بعنوان باهت كئيب من أوله، لا نور فيه بقدر الظلام الدامس الذي خيم على العاصمة/ عدن، في رسالة واضحة الإشارة أبطالها هم أنفسهم تجار الأزمات والحروب، ممن لا يمثلون الوطن ولا علاقة لهم بترابه أكثر من علاقتهم باستثمار أزماته وبيع ما تبقى من براءته ليبقى الحال كما هو عليه إلى أبد الآبدين.
ويبقى السؤال: هل 2025 عام الخروج من النفق أم أن النفق أصبح وطنًا وملاذا بديلًا ندفن فيه كل آمالنا وأحلامنا وأتفه أمانينا؟
ولأن المشهد يزداد عبثية، تبدو لنا الأحداث وكأنها سيناريو مرسوم بعناية المعد والمخرج والمنفذ ليُعيدوا تدوير نفس الوجوه القذرة، وتكرار نفس الأزمات المفتعلة، دون أن يُسمح لأحد بتغيير السطر أو حتى الاستفهام عن النهاية والحل.
ومن ضبابية المشهد فإنه يساورنا الشك مدفوعا باليقين أن الكل متفق على أن يُهزم الشعب وحده لينتصر اللصوص، فلا مشاريع تُنجَز، ولا كهرباء تُضاء، ولا أحلام تُسدد. كأنها مؤامرة مقدسة يبقى فيها كل مواطن منشغلًا بترتيب أبسط وأتفه أبجديات حياته بمحاولة النجاة اليومية، فلا يملك رفاهية التفكير بمصير البلاد أو بأحقيته في حياة كريمة ولأولاده من بعده.
فهل نرى يومًا في 2025 ما يجعلنا نبتسم بصدق، أم أن هذا العام والأعوام المقبلة هي مجرد نسخ محسنة للخيبات وما أكثرهن من الهم على القلب؟
الله المستعان