" حيَّ على السلام "

رهان عبدالله


هل يُعَدُّ السلامُ حلًًّّا للتخلصِ من انتشار الجماعات والأفراد والتكتلات التي تسعى لتفشي الكراهية وإحلالِ العداء الحاد بين الناس !

وما مدى تزايد هذه الجماعات في ظلِ استمرارية الحرب والنزاع في أي مجتمع !


بالتأكيد لن يحل السلام فجأةً إذا ما نطقنا بأحرفه ! ، لن نتمتع به إذا ما تمنيناه وحسب أو صلّينا من أجله مثلًا ! ، للسلامِ طريقٌ مليئةٌ بالضجيج ، ملطخةٌ بالدماء ، طاردةٌ للوردِ والألوان ! ، إن لم تَكن مُعَبَّدة بالكُتبِ طبعًا !


لا نستطيعُ شراءَ السلامِ من مطرٍ عابرٍ أو من أرضٍ خضراء ! ، فهو يُعَدُّ انعكاسًا للوعي السائد في المجتمع ، فكلما كان المجتمع واعيًا ، كانت العنصرية أقل ، وكان السلام سائدًا بدرجةٍ كبيرة ..


يُوَلِّدُ الجهلُ الصراع ، يُخفي الجزء الأكبر من الحقيقة ويُسهم في غرس الأفكار الخاطئة أو المنقوصة والتي تُنشئ اختلافاتٍ كبيرة وآراء متناقضة مبنية على حجج وهمية وأفكارٍ عدوانية ..


يعتبر الإختلافُ حالة طبيعية وتنشأُ في ظروفٍ كثيرة وفي كل المجالات وفي كل الأوقات ، ولكن تكمن المشكلة في كيفية التعامل مع هذا الاختلاف  ! كيفية تحويله لمجموعة من الآراء التي يجب احترامها وتقبُّلَها  ، كيفية احتوائِِهِ قبل توجُهِهِ لساحةٍ من الشررِ والدم والصراخ !


في فترةِ الحرب ينعدمُ الاستقرار ، ومن هنا تبدأ المشكلة ويشتعل الخلاف ، يبحث الفرد عن استقراره النفسي والإقتصادي والسياسي والفكري ، يبحث عن الإجابات التي يعتقد بأنها صحيحة ، تختلف الإجابات وينشأ الصراع ويكبر مع كل فكرة ومع كل جوعٍ إضافي ٍومع كلِ إجابةٍ لأي سؤال ..!


 بينما إذا نَعِمَ المجتمعُ بالسلام ، سيكون مستقرًا ، والإستقرار هو أساس السلام ، الإكتفاء يعمل على إيقاف الاضطراب ويَزرع الود والإخاء ويخلق الحب بلا شك .. ، فحيَّ على السلام ، حيَّ على السلام .


#رهان_عبدالله