كيان نسوي لتمكين المرأة وحماية حقوقها..
الاتحاد العام لنساء الجنوب.. ضرورة حتمية لشراكة حقيقية
- هدى: الاتحاد فرصة لجمع نساء الجنوب تحت مظلة قوية
- نور: حاجتنا اليوم للاتحاد كبيرة نظرًا لضياع حقوق النساء
- عفراء: المرأة بحاجة إلى كيان يحميها ويحمي نضالها وحقوقها
- رغدة: المرأة في الجنوب هُضمت لسنوات طوال وتحتاج لتتنفس
- عهد: الاتحاد دليل على نضال المرأة الجنوبية
- أنفال: المرأة النواة الأولى ومدرسة للأسرة والمجتمع
- أريج: الاتحاد سيفتح الأبواب المغلقة أمام المرأة
في خضم المتغيرات الكثيرة التي تطرأ على الساحة الجنوبية، والظروف التي تأخذ دفة سفينة الحياة صعوداً ونزولاً، والسياسات التي تفرض نفسها في الواقع فتعيد ترتيب الأولويات والمصالح، وأبجديات الواقع المُعاش التي تفرض علينا لزاماً التوقف عندها ودراستها وتحليل أسبابها ونتائجها، في مجتمع يُوصف بـ "الذكوري"، كان ولابد على المرأة الجنوبية أن تفرض وجودها وتثبت كيانها وتحميه وتُعلي من قيمتها ومكانتها في المجتمع ذاته، وبين نساء مجتمعات العالم أجمع.
لهذا كنا نسمع الأصوات الناعمة قد بدأت تعي حقها في الشراكة الحقيقية في الحياة، وحقها في قيادة مواقع صنع القرار، فتزايدت الأصوات وتعالت المطالب، لكنها ضاعت في ضوضاء التصادم فيما بينها، فكان لابد من وجود كيان نسائي يجيد ترتيب الأصوات الناعمة لينتج عنها أعذب نغم يظفر بالوصول لكل هدف بقوة ناعمة، ويحقق للنساء المساواة وتكافؤ الفرص في المجتمع.
ومن هذا المنطلق كان الهدف من تأسيس "الاتحاد العام لنساء الجنوب" الذي كان نداً لصوت ودور الرجل في جميع المراحل والعقبات التي مرّ بها الوطن.
ولنتعرف أكثر على أهمية تأسيس هذا الاتحاد، كان لنا جولة مع بعض النساء اللاتي لهنّ دور في المجتمع، لأخذ آرائهنّ ونقله لكم في هذه المساحة النسوية.
مظلة قوية
تقول هدى الكازمي - مدير مكتب الإعلام في العاصمة عدن، عضو الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي - إن "تأسيس الاتحاد العام لنساء الجنوب فرصة حقيقية لكيان يجمع نساء الجنوب تحت مظلة قوية تحمي حقوقهنّ ومطالبهنّ، وهي مساحة واسعة لتمثيل المرأة الجنوبية على أرض الجنوب لتكون صانعة قرار".
وتضيف أن أهمية تأسيس الاتحاد "ليُسمَع فيه صوت المرأة التي ظُلِمت، ويدعم المرأة الجنوبية المبدعة في مختلف المجالات، ليفتح أمامها الآفاق لتكون شريكة في بناء المجتمع، وتكون صانعة قرار، وصاحبة فكر، ومرشدة الأجيال"، مؤكدةً أهمية الاتحاد بقولها: "تأتي الأهمية لتأسيس هذا الكيان ليكون متنفسًا كبيرًا لطرح الآراء والأفكار ولتكون المرأة فيه صانعةً للنسيج الاجتماعي وحاملةً لرسالة سامية عنوانها الحب والجمال والأمن المجتمعي".
كيان للتمكين
أما نور سريب - رئيسة تحرير صحيفة الوطن توداي - فترى أن "العمل النسوي في الجنوب له تاريخ كبير حافل بالانتصارات، متمثلة بالتقدم الكبير الذي شهدته جمهورية اليمن الديمقراطية في قوانين الأسرة وتمكين النساء في مختلف المرافق".
وتؤكد نور: "لم يكن اتحاد نساء اليمن الذي تأسس في سبعينيات القرن الماضي في فترة حكم الرئيس سالمين مجرد كيان لجمع النساء، فقد كان جهة متخصصة في تأهيل وتدريب وتمكين النساء، وكان لمؤتمره الأول الذي عُقد في سيئون أثر كبير لوضع المرأة الجنوبية في المكانة التي تليق بها".
وتضيف نور: "إن حاجتنا اليوم لاتحاد نساء الجنوب كبيرة؛ نظرا للتراجع الذي شهدته حقوق النساء، ولتمكينهن لابد من كيان قوي يجمعهن ولا يفرق بين أي امرأة بسبب أي انتماء سياسي كان، فكل امرأة بالجنوب لها حق المشاركة، وأيضا على هذا الاتحاد الجديد أن يكون كالمشعل يضيء لأجل كل النساء، ولنا كوادر رائدة في الحركة النسوية منذ السبعينيات، ولابد على الأجيال التي تبعتهم من الاستفادة منهن للارتقاء بالعمل المؤسسي".
حماية للنضال والحقوق
الفنانة التشكيلية عفراء البيشي ترى أن "أهمية تأسيس اتحاد للنساء في الجنوب هو لإيصال صوتهن للعالم في ظل بعض الظروف التي تتعرض لها المرأة، وخاصة القُصر والناجيات من العنف الأسري والمجتمعي".
وتضيف عفراء: "كما عُرف عن المرأة أنها تشكل النصف من المجتمع وأساسه، فهي بحاجة لكيان يقوم بحمايتها وحماية نضالها وحقوقها من العبث الذي تعرضت له منذ عام 90 والذي انتهجته قوى صنعاء والإخوان والقاعدة، وعدم تهميش المرأة الجنوبية وإقصائها، ومشاركتها في السلطة وهيئات صنع القرار، وتعليمها التزاماً بالمساواة بين الجنسين، والمشاركة الكاملة لها في المجتمع والاقتصاد والسياسة والتخطيط المستقبلي".
مكون شريك
أما الناشطة رغدة كمال مصطفى - عضو المجلس العربي الأفريقي للثقافة والفنون - فلا يختلف رأيها كثيراً عمن سبقوها، إذ تقول: "لتأسيس اتحاد النساء أهمية كبيرة جداً، وذلك لرفع صوت المرأة الجنوبية وإشراكها كمكون ضمن المكونات الجنوبية".
وتضيف: "مكون يمثل المرأة التي ناضلت كتفًا بكتف مع الرجل الجنوبي، خاصة أن المرأة الجنوبية هُضمت لسنوات طويلة حالها حال كل الجنوبيين وتحتاج أن تتنفس الصعداء وتعلن وجودها".
كما أكدت رغدة أن "إثبات دور المرأة الجنوبية دليل على استقرار المجتمع الجنوبي بكل أطرافه ويدل على ثقافة المجتمع، فالمرأة هي صورة المجتمع ووجودها تحت اسم واضح يمثلها في مختلف جوانب الحياة مهم للغاية".
حضور واقعي
الإعلامية عهد ياسين ترى أن تأسيس الاتحاد العام لنساء الجنوب مهم، وتقول: "مهم وجود كيان واحد يمثل المرأة على نطاق جغرافي واسع وكبير".
وتشير إلى أن هذا الاتحاد أصبح دليلًا للمرأة، فقالت: "هذا الكيان الذي سوف يُنشأ دليل على نضال المرأة الجنوبية لأجل حقوقها وإثبات حضور واقعي عبر المؤسسات".
وترى عهد أنه "بإمكان الاتحاد تحقيق الكثير للمرأة الجنوبية؛ لأنه أصبح هناك كيان مؤسسي حقيقي تستطيع المرأة الجنوبية أن تناضل من خلاله لأجل حقوقها، وتحقق مكاسب حقوقية فاعلة على أرض الواقع عبر هذه المؤسسة".
نهضة حقيقية
المحامية والقانونية أنفال محمد تقول: "وجود اتحاد نسائي جنوبي هو إحدى الركائز الأساسية للعمل في بناء دولة صحيحة؛ لأن النساء هن النواة الأولى والمدارس الأولية للأسرة والمجتمع، وبالتالي الاتحاد سيعمل على حل مشكلاتهنَ وإيصال قضاياهنَ وأصواتهن لتحقيق نهضة صحيحة وحقيقية".
فتح الأبواب المغلقة
أما أريج عبد الله حسين - رئيس قسم العلاقات الخارجية بالعاصمة عدن - فتقول: "نتمنى أن تستعيد المرأة الجنوبية مكانتها كما كانت من سابق لتقود مضمار الحياة السياسية والاقتصادية، وأن تكون في قمة هرم السلطة بالحكم، وأعلى القمم في الوظائف السيادية، وهنا تكمن أهمية تأسيس اتحاد عام للنساء الجنوبيات للدفع بهن في معترك الحياة السياسية".
وتضيف أريج: "من خلال هذا الاتحاد الجنوبي ستُفتح أمام المرأة الجنوبية الأبواب المغلقة داخليا وخارجيا، وعبر هذا الاتحاد سيُشق طريق ينسجم مع أهدافنا الجنوبية المتمثلة في استعاده دولتنا المسلوبة، فالعمل يحتاج إرادةً وكفاءةً وإخلاصًا واستيعابًا حقيقيًا لضرورات المرحلة القادمة".
واختتمت: "وبين هذه وتلك نجد الرغبة الجليَة للمرأة الجنوبية في قيادة دفة المبادرة وتصدر المشهد، فقد أثبتت في كل مرحلة أنها الأساس والداعم والمحفز لتحقيق كل الانتصارات، وأنها الرقم الصعب الذي يصُعبُ تجاوزه أو إنكار دوره في المجتمع وفي كل بصمة تضعها في كل مجال، ولهذا وجب وجود اتحاد يحتوي هذه القوة الناعمة نحو بناء وطن جنوبي ينعم أبناؤه بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص".
** هذا الاستطلاع خاص وصادر عن صحيفة (نساء الجنوب) الصادرة عن الإتحاد العام لنساء الجنوب.