حقيقة تهديدات الحوثيين باستهداف كابلات الانترنت العابرة قرب السواحل اليمنية
لم تتوقف الاعتداءات الحوثية على الملاحة الدولية التي بدأت في 19 نوفمبر 2023 باختطاف سفينة الشحن جالكسي، حيث نفذت اكثر من 30 اعتداء، بناء على الصراع الذي نشب في البحر الأحمر قامت الولايات الامريكية المتحدة والمملكة البريطانية المتحدة بشن غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي.
وفي تطور ملحوظ للصراع أفادت تقارير حكومية يمنية بأن الجماعة تمكنت بسهولة من الوصول إلى الخرائط التي توضح التقاء كابلات الاتصالات تحت البحر التي تمر قرب السواحل اليمنية، وتحديدا عند مضيق باب المندب الذي يبلغ في أضيق عرض له 20 ميلاً (32 كيلومتراً) وقد نشرت جماعة الحوثي تهديدات عبر قنواتها الإعلامية حول إمكانية استهداف كابلات الاتصالات المارة بالسواحل اليمنية ردا على الغارات التي تستهدف المواقع العسكرية.
هل يستطيع الحوثيون قطع كابلات الانترنت؟
وبحسب خبراء متخصصون من الصعب على الحوثيين القيام بتلك التهديدات التي يتم نشرها عبر قنواتهم الإعلامية، ومثل هذه الاعمال تحتاج لقدرة حربية بحرية عالية ومجهزة لا تملكها إلا كلا من الولايات المتحدة وروسيا وهو ما يتضمن إرسال غواصة قادرة على الوصول إلى أعماق البحار، ومن ثم استخدام مقص عملاق لقطع الكابلات في قاع المحيط... حيث أن كابلات الألياف التي تنقل 17% من حركة الإنترنت في العالم، تقع في قاع البحر على عمق مئات الأمتار تحت سطح الأرض، وهو ما يجعلها بعيدة عن متناول الغواصين الحوثيين.
في تصريح نشرته "بي بي سي" قال قائد الغواصة السابق في البحرية الملكية الأدميرال جون غاور، عن إمكانية قيام الحوثيين بتخريب الكابلات: "أقيم الأمر على أنه خدعة، ما لم يكن هجوماً على محطة".
ويضيف: "ستحتاج (الحركة) إلى حليف يتمتع بالقدرة، (طرف ما) لديه غواصة، بالإضافة إلى القدرة على تحديد موقع (الكابلات)".
ويقول القائد السابق في البحرية الملكية توم شارب: "لم أر ما يوحي بأن القدرات الإيرانية يمكنها المس بهذه الكابلات، وبالتأكيد لا تستطيع غواصاتهم تنفيذ عمل كهذا".
ويتابع: "إن الغوص أحد الخيارات، لكن البحر عميق وبيئته صعبة، لذا أعتقد أنها عوامل تُحيّد خيار الغوص"، ويتفق شارب مع وجهة النظر التي يتبناها الأدميرال غاور. ويضيف قائلا: "أعتقد أن هذه خدعة"
تدخل الحرب اليمنية عامها التاسع بين جماعة الحوثي الانقلابية من جهة والحكومة الشرعية المعترف بها دوليا من جهة أخرى، وعلى الرغم من الصراع الأخير في البحر الأحمر الذي تسبب في عرقلة عملية السلام التي يديرها المبعوث الأممي إلى اليمن إلا أن السلام يعد حلم الشعب اليمني.