نفوق الحيوانات يزيد من معاناة المزارعات في اليمن

رانيا عبدالله - وكالة أنباء المرأة :

تعتبر تربية المواشي في الريف اليمني من أهم سبل الحياة لأبناء الريف، وخصوصاً المرأة التي تعتمد في مصدر دخلها للإنفاق على أسرتها من تربية المواشي التي يتم الاستفادة منها.

منذ اندلاع الحرب في اليمن في 2015، حُرم الكثير من الريفيين من الوصول إلى الخدمات البيطرية الفعالة والموثوقة في ظل حالات تفشي الأمراض وسط الحيوانات، مما أدى في بعض المناطق إلى نفوقها وخسارة الفلاحين لتتضاعف معاناتهم.

نبيهة أحمد سعيد فقدت الأمل بمعالجة المواشي التي تعتبر مصدر رزقها في ظل عدم وجود أطباء بيطريين في المنطقة أو المناطق المجاورة لها أو حتى بعيدة منها، حسب قولها.

تعيش نبيهة أحمد سعيد في قرية "الصياحي" بريف مدينة تعز الواقعة جنوب اليمن، وتقول "نعاني من نفوق الحيوانات، ولا يوجد أي اهتمام بالمواشي. تصاب الحيوانات بأمراض ولا نستطيع انقاذها من الموت، ولا نعلم سبب موتهم ولا حتى الأسباب التي تودي إلى مرض المواشي، بسبب عدم وجود طبيب بيطري أو أي متخصص وعدم الاهتمام من الجهات المتخصصة كمكتب الزراعة".

وتضيف بحسرة أن معظم المواشي التي كانت توفر لهم مواد غذائية غنية بالفيتامينات نفُقت نتيجة عدم الاهتمام بها، مؤكدةً أن المزارعين في المنطقة طالبوا مكتب الزراعة بالتدخل أو بتقديم الحلول لهذه المشكلة، إلا أنه لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وتناشد نبيهة أحمد سعيد الجهات المختصة للالتفات والاهتمام بهذه القضية والتدخل لإنقاذ الحيوانات والمواشي من النفوق، لأنها مصدر الدخل الوحيد للفلاحين، وألا يتساهلوا بالثروة الحيوانية.

ولم يعد الأطباء البيطريين في اليمن يولون الاهتمام بالمجال الذي يعملون به، بسبب استخفافهم بأروح الحيوانات، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور النظام البيئي في حال نفوق الحيوانات.

 

الحل في الطب البيطري

وقالت داليا محمد خريجة مختبرات وهي من أبناء منطقة الصياحي إن "المزارعين يعانون خصوصاً مع استمرار القصف، فأن 95% من المجتمع زراعي، كما أن نسبة التعليم ضعيفة جداً بسبب عدم اهتمام الحكومة ببناء المدارس، فكان توجه أبناء المنطقة نحو الاستثمار في الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي، لكن بسبب الحرب والحصار على المدينة ارتفعت أسعار البذور والمشتقات النفطية والأسمدة الخاصة بالزراعة".

وعن المشكلة التي تواجه المزارعين في عدم تواجد الأطباء البيطرين في المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات تقول "يعتمد المزارعين هنا على إنتاج الثروة الحيوانية مثل الأجبان والزبدة، ولكن للأسف هناك نفوق حيواني كبير ولا تجد في هذه المنطقة طبيب بيطري وعلى مستوى تعز بشكل عام".

وبخبرتها في المجال الطبي البشري، تعمل داليا محمد على معالجة الحيوانات فهي تقوم بإعطائهم أدوية خاصة بالبشر، ولكنها لا تجدي وإنما تخفف بعض الأمراض التي تصيبها دون معرفة الأسباب وراء تلك الأمراض.

 

التغيرات المناخية

قد تعود إصابة الحيوانات بأمراض عديدة بسبب زيادة الحشرات التي تصيب تلك الحيوانات نتيجة التغيرات المناخية، بحسب دراسات منها ما أكدته دراسة حديثة للدكتورة يورجن تسنتلك من كلية الطب البيطري في جامعة برلين الحرة المانيا والدكتور عبد الكريم عماد أستاذ انتاج وتغذية الحيوان بجامعة "ذمار"، حول تفاقم ظاهرة التغير المناخي في اليمن، والتي تؤثر بشكل مباشر على كفاءة إنتاجية الحيوانات ومواردها العلفية، وعلى صحتها، كل ذلك يزيد من معاناة المزارعين، ويؤثر بشكل كبير على قلة توفر الغذاء.

وبحسب داليا محمد، فأن دور مكتب الزراعة ضعيف جداً، وترى أنه لابد أن يعمل مكتب الزراعة على الاستفادة من تواجد المنظمات وغيرها لتنفيذ مشاريع استراتيجية تخدم المجتمع والمواطن خصوصاً الناس في الأرياف الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة والثروة الحيوانية "الورش التدريبية التي تنفذ ليست كافية ولا تفيد في حل المشكلة التي تواجه المزارعين".

ووجهت رسالة للمنظمات التي تعمل في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، للتحرك الجاد لإنشاء مشاريع بالنزول الميداني إلى المناطق الريفية وتقييم احتياجات أبناء الريف، مطالبة بإقامة ورش تدريب للمزارعات والمزارعين في كيفية التعامل مع الأمراض التي تصيب الحيوانات.

 

غير متخصصين

من جهتها ترى المزارعة فاطمة أحمد، أن مكانة وأهمية الطبيب البيطري في اليمن تدهورت فالمفروض ما يقوم به الطبيب البيطري يقوم به متدربين تدربوا لمدة لا تتجاوز شهر أو شهرين ثم يقوم هؤلاء المتدربين الذين لا يملكون خبرة كافية لمعالجة الحيوانات، لذا يجب على الجهات المعنية والرقابية البحث عن الأطباء البيطريين، وتفعيل العيادات البيطرية في كافة المناطق الريفية.

ووفق المادة (15) من قانون تنظيم وحماية الثروة الحيوانية فأنه يجب أن تمارس مهنة الطب البيطري في عموم مناطق اليمن وفقاً للضوابط والشروط المبينة في اللائحة التنفيذية به، كما يحضر في نفس القانون من إقامة المنشآت البيطرية دون الحصول على ترخيص مسبق من الجهة المختصة، ومراعاة الشروط الفنية والمستويات المهنية التي توصي بها جمعية الأطباء البيطريين اليمنيين عند منح التراخيص المحددة.