باحثون أجانب يتوصلون لمنشأ الكوليرا في اليمن

باحثون أجانب يتوصلون لمنشأ الكوليرا  في اليمن 



وصل باحثون إلى أن سلالة الكوليرا التي سببت الوباء المتفشي في اليمن، وهو الأسوأ في التاريخ، جاءت من شرق أفريقيا، ومن المرجح أنها وصلت عن طريق المهاجرين، بحسب ما أوردت وكالة “رويترز” للأنباء اليوم الخميس.

واستخدم الباحثون في معهد ويلكام سانغر البريطاني ومعهد باستور الفرنسي تقنيات التسلسل الجيني وقالوا إنهم باتوا الآن في وضع أفضل يمكنهم من تقدير خطر انتشار الكوليرا مستقبلاً في مناطق مثل اليمن، وهو ما يتيح للسلطات وقتا أكبر للتدخل.

وقال الأستاذ لدى معهد سانغر وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي تومسون الذي شارك في الإشراف على الدراسة: “معرفة كيفية انتقال الكوليرا عالمياً تمنحنا الفرصة للاستعداد بشكل أفضل لموجات التفشي في المستقبل”.

وتسببت قرابة 4 أعوام من الحرب  في إصابة أنظمة الرعاية الصحية بالشلل في اليمن.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في أكتوبر(تشرين الأول) من تسارع انتشار الكوليرا مجدداً، بعد الإبلاغ حالياً عن نحو 10 آلاف حالة مشبوهة أسبوعياً، وهو ما يعادل ضعف المعدل المتوسط خلال الشهور الثمانية الأولى من 2018.

ولبحث أصول الانتشار، عمل فريق معهد سانجر ومعهد باستور على متابعة تسلسل جيني لعينات من بكتيريا الكوليرا، جُمعت من اليمن ومناطق قريبة.

وشمل ذلك عينات من مركز للاجئين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية و74 عينة أخرى من الكوليرا من جنوب آسيا، والشرق الأوسط، وشرق ووسط أفريقيا.

وبعد ذلك، قارن الفريق الذي نشر نتائجه في دورية نيتشر الأربعاء، التسلسلات بمجموعة عالمية تضم أكثر من 1000 عينة كوليرا، وتوصل إلى أن السلالة التي تسببت في الوباء باليمن تتصل بسلالة رُصدت أول مرة في 2012 في جنوب آسيا، وانتشرت عالمياً.

غير أن الباحثين وجدوا أن السلالة اليمنية لم تصل مباشرة من جنوب آسيا، وإنما انتشرت وسببت موجات من الإصابة في شرق أفريقيا في 2013، و2014، قبل أن تظهر في اليمن في 2016.

وقال تومسون: “علم الجينوم مكننا من اكتشاف أن سلالة الكوليرا المسؤولة عن الوباء المدمر في اليمن مرتبطة على الأرجح بالهجرة من شرق أفريقيا إلى اليمن”.

لكنه أضاف أن “العينات المتاحة لا تسمح للفريق بالتحديد على وجه الدقة البلد الذي أتت منه السلالة في شرق أفريقيا”.