هل سيكون هذا الانذار الاخير في قضية ناقلة النفط صافر !

صورة توضح تسرب الماء الى داخل الناقلة .

نور سريب  / الوطن توداي  :

تنتظر اليمن وقوع كارثة ستحوله الى اكثر الاوطان تعاسة , فقد اصبحت حياة الكائنات البحرية ايضا مهددة بالموت اسوة بشعب اليمن الذي اصبح ضحية حرب اندلعت قبل خمس سنوات ولازالت تشق طريقها مختطفة اعمار المدنيين و احلامهم في مختلف المناطق .

 

تقف قنبلة صافر قبالة السواحل اليمنية في البحر الاحمر امام احدى اهم المدن الساحلية ( الحديدة ) لم يكتفي اطراف الصراع بقتل و سحل شعب اليمن بل امتدت خططهم لقتل كل ما هو حي على ظهر هذه البلدة ، وقد بدأ العد التنازلي لانهيار ناقلة صافر المحملة بــ (  حوالي 1.14 مليون برميل من النفط ) و قد اطلقت الناقلة انذارات عدة كان اخرها الصور المتداولة التي تبين مدى حاجة الناقلة للصيانة و التفريغ مع بدأ تسرب المياه الى داخلها   .

 

صافر الذي اصبحت اليوم مصدر قلق للعالم ، هي ناقلة لتخزين وتفريغ النفط، ترسو في البحر الأحمر شمال مدينة الحديدة اليمنية ، تم بناء ناقلة صافر في عام 1976 من قبل شركة يابانية في اليابان بصفتها ناقلة النفط ( ايسو يابان ) Esso Japan . وعند بنائها كانت حمولتها الإجمالية 192،679 طنًا، ووزنها يبلغ 406،640 طنًا، ويبلغ طولها 362 متر (1,188 قدم)، وتعمل الناقلة بواسطة توربين بخاري بسرعة خدمة تبلغ 15.5 عقدة (17.8 ميل/س).

 

في عام 1987 تم تحويل خزان (ايسو يابان ) إلى سفينة تخزين غير مدفوعة و أعيدت تسميتها بـ (صافر) . حيث انها راسية قبالة سواحل اليمن منذ عام 1988 تحت ملكية الحكومة اليمنية عبر المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز التي استخدمتها لتخزين وتصدير النفط .

 

 

اثر الحرب على خزان صافر 

منذ اشتعال الحرب اليمنية في 2015م و بعد سيطرت ميلشيات الحوثي الانقلابية على مناطق واسعة من البلاد بينها محافظة الحديدة و سواحلها ، لم يتم اجراء الصيانة الدورية لخزان النفط صافر حيث يتوجب اجراء عمليات صيانة كل خمس سنوات مما ادى الى  تدهور حالة الخزان الهيكلية بشكل كبير وقد تداول ناشطون يمنيون صور من داخل الناقلة تشير الى تسرب الماء اليها بشكل واضح و خطير ،  وتشير التقديرات الى ان قيمة النفط الذي بداخل "خزان صافر" قد تصل إلى 80 مليون دولار أمريكي، والتي أصبحت نقطة خلاف في المفاوضات بين متمردي الحوثي والحكومة اليمنية، وكلاهما يطالب بأحقيته في البضائع والسفينة فيما لايزال الخطر قائم ويهدد سواحل اليمن بشكل اساسي . 

 

ما الذي سيحدث لو انفجرت الناقلة صافر ؟

تصنف كارثة خزان صافر كأكبر كارثة بيئية بالعالم و بحسب جمعية "حلم أخضر" البيئية اليمنية أن أكثر من 126 ألفا ممن يعملون في قطاع صيد الأسماك من الممكن أن يخسروا وظائفهم.

 

وكانت الجمعية قد حذرت من أن "اليمن ستكون بحاجة إلى فترة طويلة للتعامل مع تبعات التلوث البحري". وأضافت أن "البيئة في البحر الأحمر ستكون بحاجة إلى أكثر من 30 عاما للتعافي من التداعيات الوخيمة المترتبة على تسرب النفط" في المنطقة.

 

ولن يقتصر اثر الكارثة على اليمن فقط بل سيؤثر على القطاعات التجارية و الصناعية مثل طريق الشحن الدولية كما سيؤثر على السفن التي تمر في البحر الاحمر وسيمتد الاثر الى قناة السويس  .

 

 

مناشدات و مواقف حكومية ودولية

نشر كتاب يمنيون و صحفيون و ناشطون مناشدات عدة حول اهمية تفادي وقوع كارثة بيئية  تهدد اليمن في حال انهارت ناقلة النفط صافر  وقالت الاديبة و المدافعة عن حقوق الانسان نبيلة الزبير :" اكتبوا، أو افعلوا أي شيء لأجل صافر قبل الكارثة، أما بعد الكارثة فشكر الله سعيكم... و اضافت " صافر قنبلة موقوتة يمكننا تفادي انفجارها فلماذا لا نفعل ؟"

 

فيما تداول ناشطون عريضة  للتوقيع تتبع حملة #انقذو_البحر_الأحمر  تدعو المعنين على الصعيد الوطني و الاقليمي و الدولي الى التحرك العاجل بشان قضية ناقلة النفط المهجورة صافر و الراسية قبالة الساحل اليمني لتجنب كارثة كبيرة حيث تفاعل الكثير مع العريضة وقاموا بالتوقيع عليها فيما تبنت نشرها مختلف الشبكات النسوية و الحقوقية و الإعلامية الفاعلة باليمن  .

 

ومن جانبها حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ، من مخاطر غرق أو انفجار ناقلة النفط "صافر"، و دعا وزير الاعلام في حكومة الشرعية معمر الارياني  إلى "دق ناقوس الخطر لتدارك كارثة بشرية واقتصادية وبيئية تفوق انفجار مرفأ بيروت بمئات المرات".

 

 وشهدت قضية الناقلة صافر اهتماما دوليا حيث عقدت جلسة خاصة بمنتصف يوليو من العام الجاري لمناقشة القضية وأشاد وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي بانعقاد الجلسة الخاصة لمجلس الأمن حول صافر والتي شكلت ضغطا قويا على مليشيا الحوثي للسماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول الى الخزان لتقييمه وتفريغه تمهيدا للتخلص منه وانقاذ اليمن والمنطقة من هذه الكارثة البيئية الخطيرة.

 

وعلى الرغم من اللقاءات و المناشدات المجتمعية و التحذيرات لاتزال  صافر تشكل خطرا كبيرا على السواحل اليمنية و البحر الاحمر ولم يتوصل طرفي الصراع لاتفاق حقيقي مزمن يجنب اليمن وقوع اكبر كارثة بيئية قد تحدث في العالم .