أوكرانيا تطالب بمزيد من الدعم تزامنا مع تشديد اوروبا العقوبات على روسيا

ارشيف

وكالات / الوطن توداي :

تسعى روسيا إلى كبح تقدم القوات الأوكرانية وصد هجومها المضاد، خاصة بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين أمس الجمعة أنه "لا عجلة" في إنهاء العملية العسكرية بكييف.

ورغم استعادة أوكرانيا لأراض كانت تحت سيطرة القوات الروسية في منطقة خاركيف، لا زالت كييف تطالب الغرب بتقديم أكبر قدر ممكن من الدعم العسكري لتحقيق الانتصار في الحرب.
 


موسكو ترد
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن قواتها شنت ضربات على مواقع أوكرانية في عدة أجزاء من أوكرانيا، واتهمت كييف بتنفيذ قصف بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وأضافت أنها نفذت ضربات في مناطق خيرسون وميكولايف وخاركيف ودونيتسك، وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية نفذت هجوماً فاشلاً بالقرب من برافدين في خيرسون.

وأوضحت الوزارة أن الوضع الإشعاعي في زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، ما زال طبيعياً، وأشارت إلى أنه تم تسجيل حادثتين لقصف أوكراني بالقرب من المنشأة اليوم، لكن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الأوكرانية نفى قيام القوات الأوكرانية بقصف بالقرب من المنشأة.

وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قراراً أول أمس الخميس يطالب روسيا بإنهاء احتلالها للمحطة، وقال أليكسي كولمزين، رئيس بلدية دونيتسك الشرقية، التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، على تيليغرام إن "4 أشخاص قٌتلوا في قصف على منطقة في وسط المدينة"، وأضاف أنه تم العثور على شظايا من قذائف لمدافع سيزار فرنسية الصنع.

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن السلطات المحلية قولها إن شخصاً قُتل وأصيب اثنان آخران بالقرب من مدينة بيلغورود الروسية التي لا تبعد كثيراً عن الحدود مع أوكرانيا، ولم يتسن التحقق من التقرير على نحو مستقل.
 


معاقبة روسيا
ومن جهتها، دعت الجمهورية التشيكية التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي اليوم إلى تأسيس محكمة دولية متخصصة في جرائم الحرب، بعد العثور على مقابر جماعية جديدة في أوكرانيا، وتأتي المناشدة بعد العثور على نحو 450 قبراً خارج مدينة إيزيوم التي كانت خاضعة للاحتلال الروسي، وحيث بدت علامات التعذيب جلية على معظم الجثث التي تم إخراجها.

وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي على تويتر "في القرن الـ 21، لا يمكن تصور اعتداءات شنيعة كهذه على السكان المدنيين"، وتابع "علينا ألا نتجاهلها، نطالب بمعاقبة جميع مجرمي الحرب".

وأضاف "أدعو إلى تأسيس محكمة دولية خاصة في أسرع وقت تتولى ملاحقة جريمة العدوان"، وأشار محققون إلى أن بعض الجثث التي عثر عليها في المقابر قرب مدينة إيزيوم الأوكرانية شرقاً، كانت لأشخاص تم تقييد أيديهم خلف ظهورهم كما عُثر على جثث أطفال.
 


خد دفاع روسي
وأفاد تقييم للاستخبارات البريطانية بأن القوات الروسية تعزز مواقعها في شرق أوكرانيا ضد الهجمات الأوكرانية، وقالت وزارة الدفاع في لندن اليوم السبت، نقلاً عن تقارير استخباراتية، إن الروس أقاموا خطاً دفاعياً بين نهر أوسكيل وبلدة سفاتوف الصغيرة في منطقة لوهانسك.

وسوف تواصل أوكرانيا هجومها في المنطقة، غير أن الوزارة قالت إن روسيا عاقدة العزم على الاحتفاظ بالسيطرة حيث أن أحد خطوط الإمداد القليلة التي تسيطر عليها الوحدات الروسية تمر عبر هذه المنطقة، وبالإضافة لذلك، يمتد الخط الدفاعي على طول حدود منطقة لوهانسك التي يعتبر تحريرها أحد أهم الأهداف المعلنة للحرب الروسية.

وشددت الوزارة على أن أي خسارة إقليمية جوهرية في لوهانسك سوف تقوض بشكل واضح الإستراتيجية الروسيةن وتابعت "من المرجح أن تحاول روسيا أن تدافع بقوة عن هذه المنطقة، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت قوات خط الجبهة الروسي لديها ما يكفي من الاحتياطيات أو المعنويات المناسبة لصد هجوم أوكراني منسق آخر".
 


تعزيزات ألمانية لكييف
وفي سياق منفصل، كشف تقرير صحفي في ألمانيا أن الحكومة الألمانية وافقت على شراء أوكرانيا لمدافع هاوتزر ألمانية الصنع.

وقالت صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية الصادرة غداً الأحد استناداً إلى وثائق اطلعت عليها، إن هذه الخطوة تتعلق بـ 18 نسخة من نظام سلاح "آر سي إتش 155" بقيمة 216 مليون يورو، ستطلبها الحكومة الأوكرانية من شركة كراوس-مافاي فيجمان الألمانية لصناعة الأسلحة، وأضافت أنه من الممكن تسليم هذه المدافع في غضون عامين ونصف العام على أقل تقدير.

وقال السفير الأوكراني في برلين اندري ميلنيك للصحيفة رداً على سؤال عن هذا الموضوع إن "الحكومة الألمانية وافقت على تصدير وتمويل هذه الأسلحة، وهذا سيقدم إسهاماً كبيراً في تعزيز القوة الضاربة للجيش الأوكراني بشكل كبير".

وذكرت الصحيفة استناداً إلى عرض شركة كراوس-مافاي فيجمان، أن الدفعة الأولى من هذه المدافع ستكون جاهزة للتسليم بعد 30 شهراً، وحسب التصريحات الأوكرانية، فإن الشركة لن تبدأ في الإنتاج إلا بعد صدور إشارة واضحة من الحكومة الألمانية تفيد بإمكانية تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا.
 


إثارة غضب الأوكرانيين
وأما في مدينة كريفي ريغ جنوب أوكرانيا، اتهمت كييف موسكو بإطلاق 8 صواريخ كروز حطمت الأربعاء الماضي جدار سدّ كاراتشون، وأدى ذلك إلى ارتفاع بلغ عدة أمتار في مستوى مياه نهر إنغوليتس المحاذي للمنطقة.

وتقدر السلطات المحلية أن الفيضانات غمرت أكثر من 100 منزل، وبعد ظهر أمس الجمعة كانت بعض الشوارع في كريفي ريغ لا تزال مغطاة بالطين، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو من مواليد هذه المدينة، إن "الدولة الإرهابية (الروسية) تواصل شنّ حرب ضد المدنيين"، مضيفاً أن موسكو تريد "بثّ الذعر" و"ترك الناس بلا إضاءة وتدفئة وماء وطعام".

ويرى المحلل سيرغي زغوريتس أن موسكو من خلال تدمير السد "حاولت رفع منسوب المياه في نهر إنغوليتس لتدمير الجسور العائمة التي نصبها الجيش الأوكراني في الجنوب"، وأكد ذلك "معهد دراسة الحرب" البحثي الأمريكي المستقل، مشيراً إلى أن إنغوليتس "عنصر مهم في الهجوم المضاد" في الجنوب حيث تحاول القوات الأوكرانية التقدم عبر هذا النهر.

وأشار محلل من مركز "جاينس" البحثي البريطاني إلى أن المياه "أداة رئيسية للحرب" في أوكرانيا، مذكراً أنه في 2014 بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم، شيّدت أوكرانيا سداً على نهر دنيبرو ما حرم القرم من 85% من مواردها المائية، وأكد أن السد "دمرته القوات الروسية" في اليوم الأول من الحرب هذا العام، وقال إن "أحد الأهداف الرئيسية للكرملين هو قمع مقاومة السكان الأوكرانيين، وإضعاف معنوياتهم وحتى إثارة غضبهم ضد سلطاتهم من خلال حرمانهم من الماء أو الكهرباء".