وفاة الفنان والموسيقي العدني الكبير انيس درهم بعدن
توفي أمس الثلاثاء 24 يناير، العازف والفنان الكبير انيس درهم في العاصمة عدن بعد معاناة مع المرض.
ويعرف انيس درهم بكونه أحد اشهر نجوم الفن العدني واليمني ومن رواد الفن الذي كان له مكانة كبيرة في جنوب اليمن قبل إعلان الوحدة عام 1990م بين اليمن الشمالي والجنوبي، تخرج درهم من مدرسة الزحف الأحمر عازفا على آلة الكمان وآلة العود، أهداه الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم عوده الخاص و أثنى على أداؤه الفنان الكبير عبدالرب أدريس .
وقالت الإعلامية أمل عياش:" استيقظت اليوم على خبر ابكاني كثيرا.. خبر وفاة الفنان والعازف المبدع والمتمكن انيس درهم، لقد كنت رفيقته في فترة معاناته الأخيرة، وهذا ما ضاعف وجعي لرحيله، فقد كنت التقيه في المعلا حيث نسكن في نفس المديرية، وكلما يراني يفرح كثيرا لأنه يجد من يفتح له قلبه ويسترسل في الحديث، كان يحدثني عن مرضه ومعاناته مع الظروف الصعبة وعن احتياجاته، ثم ينتقل للحديث عن ما يجهزه من الحان جديدة وطنية وعاطفية ، الفنان انيس درهم كان معتز بنفسه وما يقدمه من الحان، وكان دائما يقول " يا امل انا عندي الحان جديدة اذا سمعوها بايجننوا من حلاوتها".
وأضافت:" وكنت دائما أؤكد له بان الجمهور وانا نثق بإمكانياته وقدراته وموهبته والحانه الرائعة، الجميع يعرف حجم موهبته ومكانته الفنية .. فقط وزير الثقافة وفريق عمله من يجهلون من هو انيس درهم، ولذلك تركوه مهملا يواجه مرضه وحيدا بلا اهتمام او رعاية بينما ينفقون ملايين الريالات في حفلات بلا هدف ولا معنى، يعتقد وزير الثقافة وادارته انهم سيعيدون عدن الى منزلتها الريادية في الثقافة والفن من خلال إقامة هذه الحفلات ، جاهلين او متجاهلين ان عدن او غيرها من المدن لا تنهض وتستعيد مكانتها الا بمبدعيها الحقيقيين وليس عبر حفلات بلا قيمة فنية او أدبية او فكرية".
عانى الراحل انيس درهم من الإهمال والمرض فتجرع مرارة الحرمان والفقر وبعد مناشدات إعلامية اعتمدت له وزارة الثقافة بالعام 2021م مبلغ شهري رمزي فعاش ينتظر اعانة صندوق التراث ليسدد به جزء من نفقات معيشته التي تتراكم على هيئة ديون لبقالة الحي وتوفي في السيارة القديمة التي كانت تأويه بالقرب من موقف باصات الأجرة في مديرية الشيخ عثمان.
برحيل درهم فقد الوطن أحد أيقونات الفن العدني، ذلك العازف المبدع الذي تتحول نغمات العود و الكمان بين يديه لقصة موسيقية كاملة الفصول.