ولا كلمة .. مجموعة قصصية مصورة الأولى من نوعها في عدن

نور سريب / الوطن توداي:

 

في تحدي كبير للحرب والتهميش الذي ينال من الجانب الثقافي في عدن خاصة واليمن بصورة عامة، أطلقت عدد من الفتيات مجلة مصورة الأولى من نوعها بحضور نسوي تربوي وفني وتاريخي، حيث تم إشهار المجلة المصورة " ولا كلمة" مساء الخميس 18 مايو/ايار من قبل طاقمها النسوي، حيث يعد هذا المشروع كجزء من مراكز الإبداع اليمنية بتمويل مشترك من الاتحاد الاوربي و معهد جوته.

وفي تصريح خاص لوكالتنا قالت أنغام عدنان كاتبة المحتوى الإبداعي:" في حفل اشهار اول مجموعة قصصية مصورة كتبتها كلها وكنت مديرة المشروع بمشاركة خمس رسامات رائعات من عدن وهن " حنان رويس وشهد باشراحيل وصفاء انيس ومروة علوي ومريم السعيدي" ، رسمن القصص التي كتبتها، بتعاون الرسامة رفيدة فيصل و نور حسين المقدي واخراج رنا ممحمد، هذا المشروع امتداد لإحياء فن الكومكس الذي اطلقته مؤسسة جدارية ولكن الميزة والاضافة اليوم ان مشروعنا نسوي بالكامل وان الكاتب واحد والإضافة الثالثة سيكتشفها قراء المجلة".

 

وأضافت:" اخترت ان يكون التعليم محور مجموعتي القصصية الأولى والتي قررت ان اجعلها مجموعة مصورة صامته بحثا عن إجابة لسؤال ظل يشغلني ردحا من الزمان السؤال هو : إن كانت الصورة تعبر عن الف كلمة أذن الكلمة الواحدة (التعليم) مثلا كم صورة تحتاج لتعبر عنها دون ان استخدم ولا كلمة في السرد والحوار؟ ، وقد رايت ان احصر المجموعة القصصية بتعليم الفتاة في مدينة عدن الرائدة في التعليم على مستوى شبة الجزيرة العربية وبفضل مطالب رائد النهضة محمد لقمان وجهود الأستاذة نور حيدر مع اختها اللاتي كانن يقمن بتعليم الفتيات منذ 1925م بعد ان تعلمتا مع شقيقهن الأكبر حمود القرآن واللغة العربية والرياضيات في معلامة والدهن الفقية حيدر سعيد المخصصة للأولاد".

ولان فكرتنا حول تشجيع تعليم الفتاة اخترت الرائدة في تعليم الفتيات في عدن وكل اليمن، الفقيدة نور حيدر وجعلت قصتها تكون الشخصية الرئيسية في المجلة".

ومن جانبها قالت المديرية الحالية لأول مدرسة لتعليم الفتيات الاستاذة اشواق طه لوكالتنا:" أنا سعيدة بهذا التوجه والتنوير وان الأجيال تعي اليوم جهد ونضال الفقيدة نور حيدر التي كانت صانعة الخطوة الأولى وأول تربوية ومديرة مدرسة في عدن واليمن وشبة الجزيرة العربية".

وأضافت:" لقد حرصت منذ اللحظة الأولى لتولي منصب إدارة هذا الصرح التعليمي ان أحيي ذكرى الفقيدة نور حيدر تمهيدا لاطلاق اسمها على المدرسة التي أسستها وادارتها كما تعلمون فقد أطلق على المدرسة في عام 1941م اسم مدرسة الفتيات وبعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني تم تسميتها باسم الشهيد العبيدي وبعد حرب 1994م تم تسميتها بإسم 7 يوليو وبعد الحرب الأخيرة حرب 2015م تم إعادة اسم الشهيد العبيدي نظرا لما يحملة تاريخ 7 يوليو من ذكرى اليمة يمقتها الأهالي في عدن وجنوب اليمن، ولإيماني ان المدرسة لم تحظى بالاسم الذي يناسبها وهو اسم التربوية التي أسستها وادارتها وناضلت لاقامتها وتوفير التعليم النظامي المجاني للفتيات قمت بلقاءات عديدة وكان التجاوب كبير من قبل السلطة المحلية والتربوية بعدن وفي 11 نوفمبر 2019م تم تسمية المدرسة باسم الفقيدة نور حيدر وهذا تقدير معنوي يليق بها".

من جانبها قالت المؤرخة الدكتورة اسمهان العلس:" انا فخورة بهذا الجهد النسوي الشاب وفخورة بهذا الحراك الثقافي المستمر لتكريم المرأة في عدن نعم نور حيدر استاذتي وكانت رسالة الماجستير الخاصة بي عن دورها الكبير في تعليم الفتيات وان أقف اليوم في هذا الحدث لأرى أجيال جديدة تثمن جهد الرائدات اللاتي رحلن عن عالمنا بعد نضال شرس هذا يعني لي الكثير وفكرة المجلة رائعة القصص جميلة والإبداع كبير".

وخلال الإشهار شرحت الرسامات افكارهن في المشاركة في مجلة ولا كلمة، احتوت المجموعة على خمس قصص والقصص بدون أي كلمة شرح .. رسومات متسلسلة تعطي مجال لفكر القارئ للتخيل والتوقع، وقالت أنغام عن هذه الفكرة:" اود من القارئ أن يطلق العنان لمخيلته ليختار الحوار الذي يحبه ويتأمل الاحداث بعمق وفي حال كان القارئ طفل فكرتي ان يحمل الطفل المجلة ويذهب بها الى والديه أو اخوته الأكبر منه ليسألهم عن الشرح وهذا ما اريده في عصر التكنولوجيا والانشغال ان يكون هنالك تواصل بين الأجيال".

وقد ركزت القصص على أهمية إعطاء الفتيات حقهن في التعليم واختيار التخصصات التي تناسبهن وحقهن في عيش طفولتهن بعيدا من زواج القاصرات القصري الذي ينال من الفتيات الصغيرات بسبب انهيار الدولة واستمرار الحرب كما ركزت السلسلة القصصية على التهميش الذي ينال النساء رغم كفاءتهن الدراسية والمهنية.

والجدير بالذكر ان شخصية العدد المختارة هي الفقيدة نور حيدر سعيد رائدة في تعليم الفتيات، وهي من أوائل التربويات في الجزيرة العربية. ولدت عام 1911. 

أسست نور حيدر «معلَامَة» (مكان للتعليم الإسلامي) للبنات في منزلها: تعلّمت البنات فيها القرآن ومبادئ اللغة العربية الأساسية. عام 1934، حوّل الإنجليز المَعلامة إلى مدرسة ابتدائية، تولّت نور حيدر إدارتها. تقاعدت عام 1968 وتوفيت في 28 آب (أغسطس) عام 2001م رحمة الله عليها. 

كرمتها الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا أثناء زيارتها لعدن أثناء فترة الاستعمار البريطاني لها بأرفع وسام بريطاني وهو وسام جورج السادس عشر والعضوية الشرفية في مجلس العموم البريطاني.