المخرجة منال شيباني.. " فلم ابرار يعكس مدى تعايش مدينة عدن ودور النساء في مواجهة تحديات الحرب"
تمكنت المخرجة منال شيباني من خلال فلمها الروائي القصير الذي حمل إسم (أبرار) من نقل جزء بسيط من معاناة النساء اللآتي أصبحن وحدهن في وجه الحرب وآثارها الإقتصادية والإجتماعية والنفسية.
وخلال سنوات الحرب والانفلات الأمني أجبرت النساء على النزوح تاركات خلفهن منازلهن واحلامهن وحياتهن البسيطة تأكلها نيران الحرب، لم تكن الخسارة مادية فقط بل فقدن أبنائهم وازواجهن وعائلهن الوحيد.
في فلم أبرار، تظهر لنا الأم اليمنية التي لم تفقد الأمل بعد مقتل زوجها في قريتهم، بل قررت النزوح لمنطقة أخرى كي تجعل طفلتها تحظى بحياة آمنة وتكمل تعليمها.
لتخوض الأم معركة جديدة مع الفقر والانهيار الاقتصادي وخطاب الكراهية الذي يتبناه البعض مستهدفا النازحين/ات، الهاربين/ات من المناطق المشتعلة.
وفي تصريح خاص لصحيفة الوطن توداي قالت المخرجة منال شيباني: "استغرقت مرحلة إنتاج الفلم عام كامل، والدعم كان من خلال مسابقة منحة العربية السعيدة لإنتاج الأفلام، واستغرقنا وقت لكتابة السيناريو، بداية 2022م شاركنا في ورشات متعددة وأكثر ما احتجناه التوجيه في إعداد السيناريو ومن خلال المنظمة الوسيطةاستطعنا التواصل مع خبراء لنستشيرهم في الرواية لجعلها تناسب الفلم" .
وقالت عن إختيار مدينة عدن لتصوير القصة: كل شيء تأثر واتضرر في هذه الحرب، لذلك أردت أن اذكر الجميع بهذه المدينة ألأم التي لم تمل من استيعاب كل الأعراق والاجناس لتجمعهم في حارة واحدة يتكاثفون ويتراحمون ويساندون الضعيف بينهم ابوابهم مفتوحة لا يردون احد رغم بساطةمعيشتهم الكثير من هذه المظاهره افتقدناها بسبب الحرب وأصبح هنالك مشاكل أيضا فيما يتعلق بالقادمين إلى عدن هربا من الحرب وهنا اتحدث عن القرى القريبة والمحيطة بعدن من كل اتجاه، فمشاكل النزوح أصبحت تصنف من زاويتين البعض يرى أن النازحين الهاربين من نيران الحرب هم جماعة أصبحت مستفيدة من مساعدة المنظمات بينما هناك حقيقة لابد الإشارة لها أن هناك أسر نازحة مطحونة لا تجد قوت يومها ولا عائل لديها ولا مساندة من المنظمات ولا من الجهات الحكومية هؤلاء يواجهون مصيرهم بصمت، خاصة النساء اللآتي فقدن عائلهن بسبب هذه الحرب ولم يكنن موظفات ولم يكملن تعليمهن لا خيارات متاحة امامهم لكسب الرزق الا بعض الاشغال اليدوية أو بيع المأكولات الشعبية وهذه لا توفي كل النفقات، لذلك بدأت افكر بهولاء النساء واريد ان اصنع فلم يعكس واقع النساء الصعب في هذه الحرب المستمرة."
وعن مواقع التصوير قالت:" تم التصوير تحديد منطقة التواهي وهي من المديريات الجميلة التي تعكس صورة منازل عدن بطابعها المعماري وأيضا قربها من الميناء والبحر الذي يميز عدن ".
وقد تميز فلم أبرار بكونه صنع بواسطة نساء متخصصات في مهمات متعددة، صانعة الديكور الشابة الاء نديم، وفي إدارة مواصلات الطاقم كانت الشابة ليلى حمود، وفي عمل الراكور الشابة تغريد عبد الرقيب، وفي ادارة الكواليس الشابة ريهام الكثيري، وكمدير المالي الشابة نجاة الشعبي، وشاركت في السيناريو تغريد محمد، وفي إدارة تجارب الأداء الممثلة منيرة فيصل، وأشرفت على الفلم صانعة الأفلام اليمنية مريم الدبحاني، فيما اخذت بطولة الفلم الطفلة أبرار غسان و الممثلة علياء فؤاد.
وعن الصعوبات التي واجهت صناعة الفلم قالت منال شيباني: واجهنا صعوبة في اختيار الموقع، لأن الإجراءات متعددة ومتنوعة ومطلوب تراخيص عديدة وكل جهة تطلب تصريح مختلف للسماح لنا بالتصوير، لذلك كان التعاون كبير من قبل شرطة التواهي الذي سمحوا لنا ان نصور في شوارع التواهي الجميلة وكانوا عونا لنا طيلة فترة احتياجنا لبعض المشاهد الخارجية.
وأضافت: اريد شكر شخصية رائعة في مدينة لحج ساعدتنا و هي أم عيسى سهلت لنا التصوير في منطقتها بين الأراضي الزراعية تلك المرأة ايضا نموذج نفتخر به" .
وفي ختام تصريحها لنا قالت المخرجة اليمنية منال الشيباني: رسالة الفلم هو التعايش ومساعدة الضعيف وتذكير بإن المرأة في بلادي تتحمل الكثير وتعد نموذج نفتخر فيه كما اتمنى ان يكون فلم ابرار بداية لدعم النساء اللآتي يعملن بمجال صناعة الافلام هنالك الكثير من القصص التي تستحق".
وتُعرف المخرجة منال علي الشيباني، بكونها من المخرجات اللآتي بدأن العمل في مجال الإخراج قبل عشر سنوات واستمرت بالعمل في مواضيع تتعلق بالتوعية، وفلاشات وأفلام توعوية قصيرة عن قضايا المرأة ومواضيع متنوعة.