موظفو المنظمات المحلية والدولية في مرمى نيران الحوثيين

خاص /الوطن توداي :

 

أعلنت ميليشيات الحوثي عبر قنواتها الإعلامية مساء أمس الاثنين عن ما اسمته تفكيك شبكة تجسس" أمريكية وإسرائيلية مكونة من العاملين في المنظمات المحلية والدولية والسفارة الامريكية بمناطق سيطرتها.

وذكرت ميليشيات الحوثي في بيانها إن  "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية" التي اوقفتها كانت مرتبطة بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه. 

و قالت مؤسسة "ميون" اليمنية لحقوق الإنسان، نقلا أن عدد المعتقلين بلغ 18 موظفا وعاملا في منظمات وهيئات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

وبحسب مصادر محلية اعتقلت المليشيات العاملين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كل من ابراهيم زيدان، وسميرة بلس، ومحمد الشامي، ومحمد ابو شعراء، ووضاح عون، ومراد ظافر، ورباب المضواحي، وفاديا، وعبدالحكيم العفيري، ‏إضافة إلى موظفين آخرين يعملون في الاوتشا وموظف من منظمة ويب روث ومنظمات دولية أخرى.

 

وقد اطلق الحوثيون تهم تنفيذ أدوارا تجسسية وتخريبية في قطاعات عدة مثل الزراعة والصحة والاقتصاد وحتى التأثير على قرارات العاملين في قيادة الدولة على مدى عقود لصالح "الأعداء" المقصود بهم أمريكا واسرائيل.

وقال بيان ميليشيات الحوثيين أن الشبكة استمرت في أنشطتها التجسسية بعد مغادرة السفارة الأمريكية من صنعاء في بداية عام 2015، مستترة تحت غطاء منظمات دولية وأممية وشعارات العمل الإنساني.

 

وعلق رئيس مؤسسة الراصد لحقوق الانسان انيس الشريك حول حملة الاعتقالات التي طالت موظفي المنظمات المحلية والدولية، في تصريح لصحيفة الوطن توداي:" ما يحدث خطير للغاية، اعتقالات واسعة في صنعاء وعمران وصعدة والحديدة لموظفي المنظمات الدولية والمحلية وكالعادة بعد الاعتقال يرغم الحوثيون ضحاياهم على االاعتراف بجرائم لم يرتكبونها كتبرير للاعتقالات الغير قانونية".

وأضاف الشريك:" نحن في مؤسسة الراصد ندين كافة حملات الاعتقالات ونشير ان هذه الاعتقالات ليست جديدة على ميليشيات الحوثي فقد برعوا في اعتقال المدنيين وتلفيق عشرات التهم السياسية لهم، حتى محاكمتهم وتنفيذ احكام وصلت حد الإعدام لذلك لابد من وقفة دولية حاسمة تجاه تلك الميليشيات وكل من يساندها".

ووصفت المؤسسات والمنظمات الحقوقية المحلية في بيانها المشترك ان " اعتقال موظفين دوليين، انتهاك خطير لحقوق الإنسان والحريات العامة كون الاعتقالات شملت رموز وشخصيات لها دورها ونشاطها الحقوقي والاجتماعي في إطار القوانين الوطنية والدولية تعمل في محافظة صنعاء".

من جانبها قالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش:"على الحوثيين إطلاق سراح أي موظف في الأمم المتحدة وعامل في منظمة مستقلة أخرى اعتقلوه بسبب عمله الحقوقي أو الإنساني، والتوقف عن احتجاز الأشخاص تعسفا وإخفائهم قسرا. مثل هذه الاعتقالات لا تشكل هجوما على حقوق هؤلاء الأفراد فحسب، بل تقوّض أيضا العمل الأساسي الحقوقي والإنساني في اليمن في وقت لا يحصل فيه غالبية اليمنيين على ما يكفي من الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء".

ووفق ما جاس في بيان "هيومن رايتس ووتش" فقد اعتقل الحوثيون أشخاصا عدة يعملون مع منظمات المجتمع المدني اليمنية خلال الأسبوع الماضي. في أكتوبر/تشرين الأول 2023، توفي الموظف في منظمة "أنقذوا الأطفال" هشام الحكيمي في عهدة الحوثيين بعد احتجازه تعسفا منذ 9 سبتمبر/أيلول 2023. وما يزال ثلاثة موظفين في الأمم المتحدة محتجزين تعسفا من قبل الحوثيين – واحد منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021 واثنان منذ أغسطس/آب 2023.