في اليوم العالمي للسلام النساء يجتمعن بعدن ويرفعن مطالبهن لأجل السلام

تصوير / عبير محمد

نور سريب /الوطن توداي :

 

يحتفي العالم باليوم العالمي للسلام 21 أيلول/سبتمبر لما له من رمزية هامة ورسالة إنسانية لها اثرها على حياة الشعوب، وقد حرصت المرأة اليمنية على وضع بصمتها في هذا اليوم حيث نظمت مبادرة مسار السلام صباح يوم السبت، فعالية نسوية في العاصمة عدن تحت شعار "السلام لنا جميعا"، بالتعاون مع شبكة التضامن النسوي والقمة النسوية التي تستضيفها مؤسسة SOS وبحضور عدد من النساء القياديات والناشطات في الدفاع عن حقوق الإنسان والمستشارات المتخصصات في عملية السلام في ناقشن عدد من القضايا والتي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشرة على حياة النساء في اليمن.

 وتضمن افتتاح الفعالية كلمة من المديرة القطرية لمؤسسة مبادرة مسار السلام المحامية / عفراء الحريري "هنأت فيها جميع الحاضرات بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يأتي تزامنا في شهر سبتمبر من كل عام .. متمنية إن يعم  الامن والامان والسلام والرخاء لكل انحاء الوطن وذلك في تظافر وجهود الجميع بغض النظر عن انتمائهن وأطيافهن والخروج برؤية جميلة لغد مشرق بالسلام .

واشادت منسقة أولى لشبكة التضامن النسوي ليزا البدوي –بجهود مؤسسة sos للتنمية، التي استضافت الفعالية لمؤسسة مسار السلام وشبكة التضامن النسوي لهذا الحدث ودعت الى التكاثف والتعاون من خلال الحوار والتسامح وتجاوز المراحل الصعبة لبناء يمن جديد مزدهر يتمتع بالسلام الشامل .

وقالت رشا جرهوم رئيسة مبادرة مسار السلام لصحيفة الوطن توداي :" كان الهدف اليوم هو الاحتفاء بالنساء صانعات السلام اللواتي يواجهن تحديات كبيرة وبقدرات وموارد محدودة يذللن الصعاب ويلملمن جراح المجتمعات".

 

وأضافت:" اجتمعت كوكبة من عضوات شبكة التضامن النسوي والقمة النسوية للاحتفال باليوم العالمي للسلام لتأكيد أن لا سلام دون نساء. وقد ناقشت النساء قضاياهن المتعلقة بأجندة التنمية المستدامة وأجندة النساء والسلام والأمن وتم استعراض ورقة سياسات حول تأثير المناخ على النساء وأهمية تناول قضايا المناخ في عمليات السلام".

 

وقد تضمنت الفعالية استعراض المشاريع الجديدة لمبادرة مسار السلام وخطط حملات المناصرة  وهي خطة مناصرة فتح الطرقات والمعابر وخطة مناصرة تمكين النساء على طاولة الحوار.

 

مطالب النساء في اليوم العالمي للسلام

 

اثرت الحرب على حياة المدنيين وكان الضرر الأشد على النساء والأطفال الذي يشكلون نسبة 80% من اجمالي عدد النازحين داخليا بسبب الحرب، وفي عام 2021م احتلت اليمن المرتبة 155 من 156 في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، مما يعطي صورة عن الفوارق الهائلة بين الجنسين.

من جانبها قالت وزيرة حقوق الإنسان الأسبق، رئيسة اللجنة التوجيهية لشبكة التضامن النسوي لصحيفة الوطن توداي :" ٢١ سبتمبر يوم عالمي للسلام تحتفل به معظم دول العالم بأشكال وصور مختلفة بما في ذلك دول مستقرة ولا تعيش كوارث النزاع والحرب، وما أحوجنا نحن في اليمن وبلادنا تمر بصراع مسلح ونزاع منذ أكثر من عقد من الزمان أدى إلى كوارث على المستوى الإنساني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للاحتفاء بهذه المناسبة، وأن هذا الحضور الرائع للقيادات النسوية يؤشر إلى أن النساء هن الفئة الفاعلة في الدعوة للسلام وبناء وصناعة السلام طبعاً حينما يصل الفرقاء إلى صيغة سلام شامل وعادل، ومطالبنا في اليوم العالمي للسلام أن ينتهي النزاع والصراع ويعم السلام في بلادنا وفي العالم ، فلا يمكن أن ننهض ونبني ونعود للحياة الطبيعية في العمل والإنتاج والتنمية والازدهار في أجواء آمنة ومستقرة".

 

 

المدافعة اروى فضل عضوة رابطة أمهات المعتقلين تشاركنا برأيها قائلة: " السلام يبدأ من قلوب الأمهات والبسطاء، وكما تعلمون أن النساء تضررن بهذه الحرب ولا يجب أن تستمر الجهات المحلية والدولية في تجاهل صوتهن لهذا نطالب باشراك النساء في عملية السلام والضغط على كافة الأطراف للإفراج الغير مشروط عن كافة المعتقلين الرجال والنساء أنا زوجة لرجل تم أعتقاله قبل سنوات ولا أعرف ما مصيره حتى اللحظة ولكني أبحث عنه في كل السجون وأسأل كل العائدين من المعتقلات وسيظل الأمل في قلبي أن يعود زوجي بالسلامة إلينا يوما ما لهذا مطلبي السلام والتأسيس لمرحلة انتقالية تتضمن عدالة انتقالية بكل مراحلها ابتداء من محاسبة المجرمين حتى التسامح والتصالح".

 

وترى رئيسة شبكة بناء السلام لخريجي الدراسات النسوية مارينا كمال:" أن مطلب الأمان لكل المواطنين وخاصة النساء والفئات المهمشة تعد أولى المطالب التي لا يمكن أن يتخلوا النساء عن التحدث عنها في اليوم العالمي للسلام، وايضا اشراك النساء في عملية السلام والمفاوضات لوقف الحرب أولا والحصول على حصص في الحكومة والتمثيل سواء على المستوى الرئاسي لصناعة القرار أو على المستوى العام في المؤسسات وذلك مبني على اهمية وجودها لتعزيز السلم والبناء المؤسسي للدولة".

 

تقرير الينسكو أشار أن وضع النساء والفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول العربية بحاجة إلى حلول لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. حيث تشهد الخطط تقدما بطيء في عدد من الدول وهذا لا يعد كافيا، في إطار الأمن المشاركة والحماية والصحة والتعليم والحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي ومستوى التمكين والمساواة.

ومن جانبها قالت مها عوض رئيسة مؤسسة وجود وعضوة اللجنة التوجيهية لمسار السلام :" إن تعثر السلام يعزز من تعقيد الأوضاع كما يجب أن يشمل السلام التفكير بمعالجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية بما يحقق التنمية المستدامة".

 

وفي ختام الفعالية النسوية شددن النساء على عدة مطالب كان ابرزها البدء بعملية سلام عادلة وشاملة تلبي احتياجات فئات المجتمع المتضررة، و⁠دعم وضمان مشاركة فعالة للنساء في عملية السلام في البلد، ⁠دعم وضمان مشاركة فعالة للنساء في العملية السياسية في البلد، ⁠ادراج أخطار واثار التغيرات المناخية ضمن اجندة السلام خصوصا اثرها على النساء والفئات الضعيفة و الافراج غير المشروط عن كافة المدنيين في سجون جماعة الحوثي.