توقيف قيادي بارز في حكومة الشرع السورية في الإمارات

وكالات :

أوقفت السلطات الإماراتية قائد تنظيم جيش الإسلام عصام بويضاني في مطار دبي، من دون أن تتضح أسباب التوقيف، بحسب ما أعلن التنظيم، وهو أحد الفصائل المسلحة المنضوية في إطار السلطة السورية الجديدة. 

أكد مصدران مقرّبان من بويضاني يوم الإثنين في 28 نيسان/ أبريل 2025 "توقيفه يوم الخميس من قبل سلطات مطار دبي لدى مغادرته دولة الإمارات التي دخلها مستخدما جواز سفر تركي".

وقال أحد المصدرين "حتى الآن، لا نعلم سبب التوقيف، ولم نتلقّ ردّا واضحا"، مضيفا "أبلغتنا الحكومة السورية أنها تواصلت مع دولة الإمارات، لكنها لم تتلق جوابا بعد".

كما أوضح المصدر أن بويضاني كان "في زيارة شخصية الى الإمارات، تلبية لدعوة من أحد أصدقائه السوريين المقيمين فيها"، مرجّحا ألا تكون زيارته منسّقة مع الحكومة السورية.

 

بويضاني يتزعم منذ العام 2015 تنظيم "جيش الإسلام"

يُشار إلى أن بويضاني تزعم منذ العام 2015 ما يُعرف ب"جيش الإسلام" وهو فصيل إسلامي بارز قاتل ضد حكم بشار الأسد، وكان معقله الأبرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق حتى العام 2018، قبل أن ينتقل الى محافظة إدلب (شمال غرب) بعد سيطرة القوات السورية آنذاك على الغوطة.

وتولّى بويضاني قيادة تنظيم "جيش الإسلام" بعد مقتل مؤسسه زهران علوش عام 2015، ويشغل حاليا منصبا قياديا في وزارة الدفاع السورية.

وإثر الإطاحة ببشار الأسد، كان تنظيم جيش الإسلام في عداد الفصائل التي انضوت ضمن وزارة الدفاع السورية الجديدة، بعد إعلان حلّ كافة الفصائل المسلحة.

ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق، ظهر البويضاني مرّات عدة خلال لقاءات مع الشرع ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة. كما كان في عداد قادة الفصائل المسلحة التي شاركت في مؤتمر "إعلان النصر" في كانون الثاني/يناير 2025.

 

الإمارات تراقب عن كثب قيادة دمشق الجديدة 

وفي منشور على منصة "تلغرام"، كتب الناطق الإعلامي باسم تنظيم جيش الإسلام حمزة بيرقدار إن "احتجاز عصام بويضاني، أحد رموز الثورة السورية، انتهاك صارخ للقيم التي يدّعي البعض احترامها"، مضيفا "نطالب الإمارات بالإفراج عنه فورا دون قيد أو شرط".

ولم تتمكّن فرانس برس من الحصول على تأكيد من الإمارات التي كانت أول دولة خليجية استأنفت علاقاتها في السنوات الأخيرة مع الرئيس المخلوع بشار الاسد، وزارها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الشهر الحالي.

وبناء على سياستها القائمة على عدم التسامح مع الإسلام السياسي، تراقب أبو ظبي بريبة القيادة الجديدة في دمشق، وتتخوّف من نفوذ تركيا، الحليف الأبرز للسلطات السورية الجديدة، بحسب محللين.

 

جيش الإسلام متهم بانتهاكات لحقوق الإنسان خلال فترة سيطرته على الغوطة الشرقية بين 2013 و2018

ويتهم ناشطو تنظيم "جيش الإسلام" بالوقوف خلف خطف المحامية والصحافية المعارضة رزان زيتونة مع زوجها وائل حمادة وسميرة خليل وناظم الحمادي، الناشطين المعارضين، أثناء تواجدهم في مدينة دوما، في نهاية عام 2013. لكن الفصيل ينفي الاتهامات، فيما لم ترشح أي معلومات عن مكان تواجدهم أو مصيرهم.

ويحاكم القضاء الفرنسي اعتبارا من الثلاثاء مجدي نعمة، المقاتل السابق في جيش الإسلام والمتحدث باسمه، الموقوف منذ 2020 بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والانتماء إلى مجموعة إجرامية. وقد يواجه عقوبة السجن 20 عاما.