"سن اليأس" يسبب خسارة 10% من أجور النساء ويعمق الفجوة مع الرجال

تعبيرية -
خصّص العديد من الباحثين دراسات لفهم الفوارق المستمرة في الأجور بين الرجال والنساء، حتى في أكثر الدول تقدما. وبينما تُعد الأمومة أحد أبرز العوامل المؤثرة في ذلك، إلى جانب الصور النمطية والأحكام المسبقة، سلّطت دراسة حديثة الضوء على عامل جديد قد لا يبدو مرتبطا بشكل مباشر، لكن لا يمكن تجاهل تداعياته: إنه "سن اليأس"، أو كما يفضّل البعض تسميته بـ"سن الأمل"، أو "انقطاع الطمث" باستخدام المصطلح العلمي.
فقد أظهرت دراسة أميركية حديثة أن الأمومة ليست المرحلة الوحيدة في المسار الإنجابي للمرأة التي ترتبط بفجوات الأجور، إذ سلطت الضوء على ما يُعرف بـ"عقوبة سن اليأس"، كعامل إضافي يسهم في تعميق التفاوتات المادية بين النساء والرجال.
وأشار الباحثون إلى أن النساء يعانين من انخفاض متوسط في أجورهن بنسبة 4.3% خلال السنوات الأربع التي تلي تشخيص انقطاع الطمث، وقد تصل إلى 10% بحلول السنة الرابعة.
وللتوصل إلى هذه النتائج، اعتمد الباحثون على تحليل بيانات شاملة للسكان في كل من السويد والنرويج. وتُعد هذه البيانات من بين الأكثر تقديرا لدى الاقتصاديين بفضل دقتها والتفاصيل التي تتضمنها، وهي نفسها التي استُخدمت في إعداد أولى الدراسات حول "عقوبة الأمومة".
في هذا الإطار، أوضحت الباحثة الرئيسية والدكتورة في جامعة كوليدج لندن، غابرييلا كونتي، أن حوالي ثلث النساء في سن اليأس يحصلن على تشخيص طبي رسمي.
وأشارت إلى أن تركيز الدراسة على النساء الحاصلات على تشخيص طبي فعلي، بدلا من الاعتماد على فئة عمرية محددة، كان بهدف دراسة أمر "ملموس" تماما مثل وجود طفل (كما في دراسات عقوبة الأمومة).
وقالت كونتي: "هذا لا يعني أن كل امرأة تعاني من سن اليأس تتعرض لانخفاض في الأجر بنسبة 10%، لأن العديد من النساء يمررن بسن اليأس دون أعراض شديدة." وأضافت: "الدراسة تركز على المرأة التي تعاني من سن يأس حاد، بمعنى أن لديها أعراضا مثل ما قبل انقطاع الطمث، أو نزيف ما بعد انقطاع الطمث، وحالات صحية مختلفة أخرى". وأوضحت أنه عادة ما يرافق التشخيص الطبي حالات صحية تؤثر على إنتاجية العمل.
وأضافت: "على سبيل المثال، نرى أن هؤلاء النساء يتم تشخيصهن أيضا بأعراض متعلقة بالتعب، والصداع، والصداع النصفي، والشعور بالتوتر الحاد والاكتئاب. وعندما تعاني المرأة من هذه الحالات المتعددة، فمن المرجح ألا تكون قادرة على العمل بنفس الكفاءة التي كانت عليها من قبل، لأنها لا تشعر بحالة جيدة، وقد تنخفض إنتاجيتها."
وللتحقق من ذلك، لاحظ الباحثون ساعات العمل كدليل على الإنتاجية. ووجدوا أن الانخفاض في الدخل خلال فترة سن اليأس كان ناجما أساسا عن تقليل ساعات العمل.
كما ارتفعت احتمالية طلب الحصول على خدمات التأمين ضد العجز بنسبة 4.8% خلال السنوات الأربع التي تلت تشخيص سن اليأس، مما يشير إلى أن أعراض سن اليأس تؤثر بشكل كبير على نمط عمل النساء، حسب ما أوضح الفريق البحثي.