إدمان جديد على الأبواب!.. خبير نفسي يحذر من الهوس بلعبة "لابوبو"

24 ـ ولاء عبدالله :

اجتاحت الدمية "لابوبو" العالم بسرعة فائقة، لتتحوّل من سلعة ترفيهيّة إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية تُثير علامات استفهام حول دوافع اقتنائها.

ففي لحظات، اعتبر البعض "لابوبو" رمزاً للحرية العاطفية والعودة إلى طفولة ملوّنة، وفي أخرى، تحولت إلى منصات مقامرة نفسية واقتصادية، هذا التناقض جعل الباحثين النفسيين يطرحون تساؤلات مهمة حول طبيعة تبنّي هذه الموضة.

ورغم أن دمى لابوبو بدأت رحلتها قبل تسع سنوات، إلا أن شهرتها تصاعدت مؤخرًا بعد أن شاركت نجمة الكيبوب ليسا من فرقة Blackpink صورًا لها مع هذه الألعاب، ما زاد حماس المتابعين ودفعهم للبحث عنها بشغف.

 

لكن هذا الشغف تحول عند البعض إلى إدمان، بحسب تحذيرات منظمة TOUCH للخدمات الاجتماعية، التي أشارت إلى خطورة تطبيع ألعاب الحظ بين الأطفال والمراهقين، وجاء في بيانها: "قد يؤدي السعي وراء الدمية النادرة إلى الإنفاق المفرط وخلق أنماط سلوكية قهرية، بل حتى الإصابة بالقلق والاكتئاب".

وأوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ"24"، أن المشاهير العالميين هم المحرك الرئيسي وراء الانتشار السريع لترند دمية "لابوبو"، مشيراً إلى أن جمهور الغرب غالباً ما يتأثر بشكل ملحوظ بسلوكيات نجومه، ما يدفعهم لتقليدهم واقتناء نفس الألعاب والمنتجات التي يروجون لها.

 

كما أكد استشاري علم النفس المصري الشهير، أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الغرب فقط، بل امتدت إلى الشرق الأوسط أيضاً، إذ يجد البعض في الدمية وسيلة للهرب إلى عالم خيالي خاص ينسج فيه كل شخص قصته بطريقته، ما يعمق الارتباط العاطفي بالدمية ويزيد من الإقبال عليها.

ويأتي هذا التفسير متوافقاً مع تحليلات خبراء نفسيين دوليين أوردتها تقارير أجنبية، منها ما نشرته صحيفة "El País" التي أشارت إلى أن شعبية "لابوبو" تعود إلى المزج الفريد بين مظهر الدمية الغريب والساحر في آن واحد، ما يخلق دافعاً عاطفياً قوياً لدى مقتنيها. 

 

وأكدت أن نظام البيع عبر الصناديق الغامضة (blind box) يعزز إثارة الترقب والتميز بين المشترين، ما يدفع البعض لشراء الدمية مراراً بحثاً عن الإصدار المميز، فيما أشار الدكتور جمال فرويز أن "نهم الشراء والبحث عن الترند" كان دافعاً كبيراً وراء إقبال المجتمع المحلي عليها، رغم ملامحها التي لا تُعتبر جميلة بأي حال.

وفي سنغافورة، قُدّمت تحذيرات بأن بيع "لابوبو" داخل صناديق مغلقة دون رقابة يمكن أن يُصنّف على أنه شكل من أشكال القمار، وفقاً لقانون Gambling Control Act.

 

كما أكدت مجلة "Vogue Business" أن شراء "لابوبو" يعكس رغبة عند الكثيرين للعودة إلى أجواء الطفولة والبحث عن الراحة النفسية في عالم بالغ التعقيد.

 

وأشار الدكتور جمال فرويز في حديثه إلى أن الإقبال المتزايد على شراء "لابوبو" قد يرتبط أيضاً بالشخصيات التي تعشق الظهور والتميز وتسعى لمواكبة الترند بغض النظر عن التكلفة، مؤكداً أن بعضهم يقتنيها بأرقام خيالية بهدف التفاخر والشعور بالرفاهية والمتعة. 

وهذا ما أكدته دراسات نشرتها مواقع عالمية، والتي حللت دوافع هؤلاء المقتنين ووجدت أن الدمية أصبحت رمزاً ثقافياً يعكس الهوية والرغبة في الانتماء لمجتمعات افتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وبينما يرى الخبراء أن هذه الدمية قد تحمل جانباً من المتعة والرفاهية، إلا أنهم يحذرون من مخاطر نفسية محتملة مثل الانشغال المفرط بها وتحولها إلى نوع من الإدمان السلوكي، خاصة لدى فئات تبحث عن تعويضات عاطفية في عالم رقمي متسارع.