الأسماك في عدن لمن استطاع إليه سبيلا (تقرير)

يظهر في الصورة بائع الأسماك سميح زيد

الوطن اليوم / هارون محمد:

لم يزر محمد فتح، سوق الصيد المتواجد في منطقة صيرة بمدينة عدن جنوب اليمن، منذ أكثر من شهر. 

ارتفاع سعر الصيد هو السبب الرئيسي الذي منع محمد فتح من زيارة سوق الصيد وشراء الصيد الذي يعد العمود الفقري لوجبة غذاء الظهر عنده، وعند غالبية الأسر العدنية. 

وبصوت غاضب، يقول محمد في حديث مع "الوطن اليوم" إن "ارتفاع الأسعار تسبب في حرماني أنا وعائلتي المكونة من 6 أفراد، من تناول الأسماك. منذ نعومة أظافرنا ونحن نتناول الأسماك في وجبة الظهيرة، واليوم للأسف لا نستطيع أن نشتريها بسبب سعرها المرتفع".

ويضيف "اللحوم تركنها للمسؤولين اللذين يعيشون في القصور، أما نحن فمازلنا متمسكون بالأسماك البحرية التي تربينا عليها".

ومن خلال "الوطن اليوم" وجه محمد فتح رسالة إلى وزارة الثروة السمكية، قال فيها "اتمنى أن تهتموا بالصيادين والأسماك وبمراقبة أسعار بيعها، وأن تقوموا بعملكم على أكمل وجه، مالم فسلموا ما تحتكم لأشخاص آخرين يقومون  بمهام الوزارة".

وارتفعت أسعار الأسماك خلال الفترة الأخيرة بنسبة تتراوح بين 50 إلى 80 بالمئة مقارنة بأسعارها في الأسواق المحلية قبل شهر؛ إذا بلغ سعر الكيلو البياض- أحد أنواع الأسماك- عشرة آلاف ريال فيما كان سعر الكيلو لذات النوع قبل شهر خمسة ألف ريال يمني.

بائعو الأسماك

بائعو الأسماك بدورهم أكدوا أن هناك عدد من العوامل والأسباب التي تجعلهم يرفعون أسعار الأسماك، أبرزها تصدير الأسماك بطريقة عشوائية من قبل أفراد يعملون على بيع الأسماك التي تصطاد في مياه عدن لمحافظات مجاورة بالإضافة إلى ما يعانونه من فرض ضريبة وإتاوات جانبية على البائعين ناهيك عن عدم الرقابة على تجار الأسماك أنفسهم.

ويقول سميح زيد -أحد بائعي الأسماك في سوق صيرة- في حديث مع "الوطن اليوم" إن "من ضمن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك طمع وجشع تجار السمك أنفسهم الذين يعملون على شراء الأسماك من الصيادين".

ويضيف "أن الصيادين يقومون ببيع الأسماك التي أصطادونها من أعماق البحر، بالمزاد في هذا السوق، والذي يدفع أكثر يأخذها، ومن ثم يقوم بتوزيعها على البائعين". 

واتهم بائعو الأسماك الجهات المختصة بعدم الاهتمام والالتفات لهم ولمعانتهم التي يواجهونها سواء في أعماق البحر أو في خارجه، مطالبين تلك الجهات بالاهتمام بهم.