سرقة الغذاء من أفواه الجوعى ...الجرم الذي لايغتفر _ تقرير خاص

خاص / الوطن توداي :


منذ إنطلاق المساعدات الإنسانية في اليمن والآف المواطنيين يشكون عدم إيصالها لمستحقيها،والإستفاده منها؛ ليأتي إعلان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بمثابة الدليل القاطع على حقيقة الشكاوى المقدمة..

 حيث كشف البرنامج في منتصف أكتوبر من العام 2018 م "حصوله على أدلة وبراهين، تثبت حقيقة تورط المليشيا الحوثية في سرقة المساعدات الإغاثية المقدمة لليمن،والاستيلاء على شحنات الطعام؛ الأمر الذي فاقم من تزايد حدة المجاعة في البلاد .

بيان برنامج الغذاء العالمي أكد أن مليارات الدولارات تُنفق على المساعدات الغذائية ؛ لكنها تُسرق من أفواه الجوعى؛ ما جعل ملايين اليمنيين على بُعد خطوة من المجاعة.

وكشفت دراسة استقصائية أجراها البرنامج على مستفيدين مسجلين" أن العديد من سكان صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية.

واكتشفوا أيضًا أن مسؤولين من مليشيا الحوثي يتلاعبون أثناء عملية اختيار المستفيدين، ويتم تزوير سجلات التوزيع، ومنح المساعدات  لأتباعها،ولأشخاص غير مستحقين لها، إضافة إلى بيع بعضها في الأسواق السوداء  لتحقيق مكاسب.

الحكومة اليمنية بدروها  علقت على بيان الغذاء العالمي"  حيث أشادت بالإجراءات التي أعلنها البرنامج لوقف عبث المليشيا بالمعونات.

وأكدت في الوقت ذاته أن "صمت وتجاهل بعض المنظمات العاملة في المجال الإغاثي في اليمن، شرعن ممارسات الحوثيين المتمثلة في نهب المساعدات، واعتقال وتهديد العاملين في المجال الإنساني، واستخدام شركاء محليين يعملون لصالحها، وتسخير المعونات لدعم مقاتليها في الجبهات، وهو ما يخل بمصداقية العمل الإنساني، ويعقد الوضع، ويطيل أمد الحرب في اليمن".

موكدة أن بيان الغذاء العالمي " يشير إلى حقيقة ممارسة المليشيا التجويع المتعمد للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها ،لتزيد من معاناتهم ، وتدفع الكثير منهم للمشاركة في الحرب، بعدما فتحت باب التجنيد والالتحاق بالجبهات كخيار وحيد لكل من فقد مصدر دخله.

_"_ملايين الأطفال لايعرفون متى وجبتهم القادمة..؟_ "

وكانت منظمة "انقذوا الأطفال" الخيرية قد حذرت "أواخر سبتمبر من العام الماضي"  من أن "جيلا كاملآ من الأطفال" يواجه خطر القتل ،وإن ما مجموعه 5.2 مليون طفل في اليمن يواجهون خطر المجاعة.

حيث أكدت" هيلي ثورننغ-شميدت" الرئيس التنفيذي للمنظمة إن "ملايين الأطفال لا يعرفون متى يحصلون على وجبة غذاء قادمة، وهل أنهم سيحصلون عليها أصلا؟"."

مضيفة أن استمرار الحرب في اليمن تضعنا أمام خطر "قتل جيل كامل من الأطفال ، الذين يواجهون أخطارا متعددة، بدءآ من القنابل ،ومرورآ بالجوع وانتهاء بالأمراض التي تفتك بهم يوميآ.
في بلد يشهد حسب الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.


وكان مدير برنامج الأغذية العالمي "ديفيد بيسلي " قد حذر منتصف أكتوبر من العام 2018..من أن "الوقت بدأ ينفد" لمنع وقوع "مجاعة مدمرة" في اليمن. مضيفا "أنه لايمكن تحمل أي تعطيل" لتوزيع المساعدات الإنسانية على "الضحايا الأبرياء للنزاع".

وفي أواخر أكتوبر من العام الماضي حذر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك، من أن نصف سكان اليمن (حوالي 14 مليون نسمة)،وليس 11 مليونا بحسب التقديرات السابقة يواجهون خطر المجاعة الذي أصبح وشيكا جدا.

داعيآ إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وخاصة حول المنشآت التي تعمل على توزيع الغذاء والبنية التحتية، وتوفير وتمويل إضافي لمعالجة الأزمة.

__كل 10 دقائق يموت طفل__"

تقارير سابقة للأمم  المتحدة أوضحت إن ثلاثة من بين كل أربعة من سكان اليمن البالغ عددهم 27 مليون نسمة بحاجة لمساعدة غذائية، بينما يواجه حوالى ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة، في وقت تهدد موجة جديدة من الكوليرا البلاد التي تفتقد لقطاع صحي فعّال بسبب الحرب.

 ..وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة -في تصريحات سابقة- أنه كل 10 دقائق، يموت طفل دون سن الخامسة في اليمن بسبب مرض كان من الممكن تفاديه، فيما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نحو مليون و800 ألف طفل يمني يعانون من سوء التغذية.

وأكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن سوء التغذية الحاد يؤثر على 1.8 مليون طفل دون الخامسة، في الوقت ذاته يتعرض ثلث أحياء اليمن لخطر الانزلاق إلى المجاعة.

_"_تدابير أممية لتفادي حدة المجاعة في اليمن __"

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في جلسة لمجلس الأمن " إن اتفاق الحديدة " إذا ماتم" يقرّب من وقف حقيقي للأعمال العدائية". مضيفة على لسان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنها تسعى في الوقت الجاري  لاعتماد تدابير لمنع المجاعة،وتوفير الحماية لإمدادات الغذاء في اليمن".

منظمة برنامج الأغذية العالمي" هي الأخرى أعلنت في بيان لها،إن الأمم المتحدة تحاول منع حدوث مجاعة واسعة في اليمن" حيث تعتزم زيادة عدد المستفيدين من المواد الغذائية من 8 ملايين شخص إلى 14 مليون ،تمثل تعهدات لوجستية وإنسانية".

وشددت المنظمة أنه في حال عدم التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، فإن 3.5 مليون يمني سيعانون من انعدام أمن غذائي شديد.

وفي اليمن يتفاقم انتشار الأمراض الوبائية، وفي مقدمتها «الكوليرا»، وذلك لأسباب مختلفة،منها عدم توفر المياه الصحية، وقلة الغذاء، والنقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية.

وفي العام الماضي أعلنت السلطات اليمنية محافظة الحديدة «منطقة منكوبة»، لانتشار المجاعة وانعدام الأمن الغذائي في صفوف السكان بعدد من مناطقها.

 وكانت الخارجية البريطانية قد أعلنت في بيان لها عن تقديم 96,5 مليون جنيه استرليني دعمآ " للمساعدة في تشخيص ومعالجة ومنع حالات سوء التغذية في اليمن.

 حزمة المساعدات المقدمة "ستساعد في فحص 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة لكشف أي أعراض لإصابتهم بسوء التغذية، وتقديم علاج عاجل لحوالي 70,000 من بين أكثر الأطفال ضعفاً".

وتتضمن المساعدات البريطانية أيضآ تقديم العلاج إلى 3.2 مليون طفل يعانون من أمراض الطفولة، مثل الالتهاب الرئوي والحصبة والجدري، وتمكين 818,000 شخص من الحصول على الماء النظيف، وأيضا مساعدات لنصف مليون طفل للوقاية من فقر الدم، فضلا عن توسيع نشر الفرق الصحية المتنقلة لتوفير الرعاية للسكان الأکثر ضعفاً..

_"تحذيرات أممية من تفاقم حدة المجاعة في اليمن__"

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن  من أن غالبية مناطق البلاد باتت عرضة لخطر المجاعة.

وقال إن “هناك 230 منطقة في اليمن، من أصل 333، معرضة لخطر المجاعة، إضافة ل 10 ملايين يمني، يعانون حالياً من المجاعة .

---" يد تقتل ويد تسرق الغذاء من أفواه الجوعى__"

وطيلة ثلاث سنوات ومليشيا الحوثي تتحكم  بالمعونات المقدمة من المنظمات الأممية، بفعل سيطرتها على ميناءي الحديدة  والصليف، وكذلك مطار صنعاء الدولي، لتقوم بالتحكم بألية توزيع المساعدات والسيطرة عليها ؛ ماجعل المنظمات الأممية تلتزم الصمت حيال التصرفات الحوثية وخشية من البطش ..

_" منظمات محلية حوثية  تسرق الغذاء_

وكانت المليشيا قد استحدثت كيانات ومنظمات محلية تابعة لها، وبعضها ذات طابع ديني طائفي، تعمل على تلقف المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية وتعيد توجيهها لأنصارها وللمقاتلين في الجبهات، أو تستغلها لنشر فكرها المتطرف بين المواطنين اليمنيين،

 وأنشأت خلال العامين الماضيين العشرات من الهيئات الإغاثية الوهمية والمنظمات الإغاثية، وأجبرت المنظمات الأممية وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي على التعاقد معها، لتكون هي المتكفلة بالتوزيع محلياً في صنعاء وباقي المحافظات، مقابل اعتمادات مالية ضخمة ترصدها الأمم المتحدة.

__سرقة طلاب المدارس__

 برنامج التغذية المدرسية" استمرار لمسلسل النصب والإحتيال ؛ حيث تشرف عليه وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقلاب،والتي يديرها "يحيى بدر الدين الحوثي"، شقيق زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي. حيث يتسلم البرنامج مساعدات غذائية شهرية من الأمم المتحدة، ويظللها بأنه يقوم بتوزيعها على طلاب المدارس والمعلمين في مناطق سيطرته، لكن النتيجة أن تلك المساعدات تباع في السوق السوداء ولا تذهب للمحتاجين الذين يتم الرفع بأسمائهم.


_" سلوك إجرامي_"

ووصف المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ' ديفيد بيزلي' ممارسات الحوثيين بـ"السلوك الإجرامي"، وطالب بوضع حد فوري لها. واصفآ هذه الممارسات " بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى..في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام.

وطالب السلطات الحوثية في صنعاء باتخاذ إجراء فوري للتصدي للتلاعب في المساعدات الغذائية، والتأكد من أنها تصل لمن يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة".
ملوحآ في الوقت نفسه  بإيقاف تقديم المساعدات إلى مناطق سيطرتهم في حال لم يحصل أي تحقيق.
حيث أمهلهم 10 أيام فقط للتحقيق في نهب المساعدات وإعادتها، قبل أن يتم تعليق المساعدات.

التجاهل الدولي والصمت المخزي تجاه ممارسات الحوثي بحق الأبرياء ، ونهبه للمعونات  الإغاثية ،وحرمان مستحقيها منها ؛ ضاعف كثيرآ من حجم المأساه الإنسانية ، وساهم في تفاقم الأوضاع المعيشية في وزاد من حدة المجاعة في البلاد،خاصة بعد إنقطاع المرتبات منذ ثلاث سنوات ،وحرمان اليمنيين  من أبسط مقومات الحياة .