شركات الأدوية بالعاصمة صنعاء تصدم اليمنيين اليوم بهذا القرار المرعب "ماذا حدث؟"
أعلنت عدد من شركات الأدوية، في صنعاء ومناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، إعادة أسعار الدواء والمستلزمات الطبية، إلى ما كانت عليه قبل الارتفاع الأخير للدولار، بيد أن الإعلان ظل مجرد دعاية للاستهلاك الإعلامي. في المقابل تراجعت أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية المصنعة محلياً بشكل طفيف، مع انخفاض صرف الدولار، فيما هي في الأصل متدنية الجودة. كما تشهد صنعاء انعداما لأصناف عدة من الأدوية لاسيما تلك الخاصة بالأمراض المستعصية، إلى جانب حليب الأطفال الذين يعانون من الحساسية في المعدة والجهاز الهضمي. وقال مصدر طبي، إن شركات الأدوية أعلنت عن تخفيض الأسعار، لكنها أوقفت بيع الأدوية والمستلزمات الطبية للصيدليات التي تبيع للمواطن بشكل مباشر، ما تسبب بنفاد أصناف من العلاجات في الصيدليات. وأشار إلى أن شركات الأدوية مازالت ترفض البيع للصيدليات تحت ذرائع عدة منها انتظار استقرار صرف سعر الدولار، وأيضاً التفاهم مع ميليشيا الحوثي حول "الجبايات المالية الشهرية"، لافتاً إلى أن الشركات تتجه لإضافة الأموال التي تدفعها لصالح ميليشيا الحوثي على القيمة الأساسية للأدوية. وتحدثت الصيدلانية إلهام عبدالواسع، قائلة: "نضطر مرات كثيرة لعرض عدد من الأدوية المهربة على المواطنين لشرائها في حال عدم توفر الأدوية وهو ما يحصل اليوم.. الشركات إلى اليوم ترفض بيعنا أي أدوية ومستلزمات جديدة إلا القليل جداً والضروري، وما تم الإعلان عنه هو فقط من باب الدعاية الإعلامية". وأضافت أن القرار الصادر من قبل وزارة الصحة في حكومة الحوثي بخصوص إلغاء البونصات المجانية التي كانت توزع للأطباء والمستشفيات وإضافة أسعارها لصالح المواطن لم يطبق. بدوره يقول ناصر العزي، وهو من سكان صنعاء: "أبحث عن دواء خاص بالصرع لابني، وسعره لم ينزل إلا مائة ريال، بالرغم من أن مقدار الزيادة عن سعره الأصلي خلال هذه الشهور الأخيرة بلغت ألفين وسبعمائة ريال". من جانبها تعلق أم خالد، وهي تعاني من أمراض الضغط والسكري والكوليسترول: "يقولوا خفضوا (شركات الأدوية)!.. في أيش خفضوا بالضبط؟ مائة ريال وإلا مائتين ما تفعل لنا.. وحتى الأدوية التي نستخدمها لا نجدها"، وتكمل: "يقولوا لي (تقصد أصحاب الصيدليات) تشتي مهرب.. هكذا يسألوني ولا رقيب ولا حسيب".