رحيل الشاعر العراقي عريان السيد خلف جراء نزيف في الدماغ
شيع العراقيون الشاعر الشعبي ، عريان السيد خلف، أحد أبرز شعراء العامية
العراقية الذي توفي الأربعاء جراء نزيف بالدماغ في مستشفى مدينة الطب وسط العاصمة العراقية.
ويستخدم العراقيون مصطلح الشعر الشعبي لوصف الشعر المكتوب باللهجة المحكية
العراقية (العامية) لتمييزه عن الشعر المكتوب باللغة العربية الفصحى.
وشارك العشرات في موكب التشييع الذي انطلق من مبنى اتحاد الأدباء العراقيين
وسط بغداد، حيث سجي جثمانه في ساحة المبنى التي يتوسطها تمثال الشاعر محمد مهدي الجواهري،
الذي اشتهر بكتابة الشعر العمودي ويلقبه البعض بشاعر العرب الأكبر.
وكانت صحة الشاعر قد تدهورت منذ تعرضه لحادث سير العام الماضي انقلبت
إثره السيارة التي كان يقودها في شوارع بغداد واصيب إصابة بالغة.
ولد عريان في عام 1940 في قلعة سكر في محافظة ذي قار بجنوب العراق. وبدأ
بنشر قصائده منذ ستينيات القرن الماضي.
كما انخرط بعمر مبكر في النشاط السياسي في صفوف اليسار العراقي، وعلى
الرغم من موجة القمع التي تعرض لها اليساريون في العراق منذ أواخر السبعينيات، التي
أضطرت الكثيرين من الى الهروب إلى خارج البلاد، اختار عريان البقاء داخل بلاده وواصل
نشاطه الشعري والثقافي.
وقد أصدر في حياته ستة مجموعات شعرية من أشهرها "القمر والديرة"
و"صياد الهموم" و"تل الورد" و"القيامة".
بيد أن شهرته الأكبر جاءت من كتابة القصائد الغنائية التي غناها عدد من
أشهر المطربين العراقيين من أمثال فؤاد سالم وقحطان العطار وسعدون جابر ورياض احمد
وأمل خضير.
ونعت وزارة الثقافة العراقية الشاعر الراحل بقولها "تلقينا ببالغ
الحزن والأسى وفاة الشاعر الشعبي الكبير عريان السيد خلف، المبدع الذي ستظل قصائده
محفورة في ذاكرة الأجيال".
وأضافت "ويعد رحيله خسارة جسيمة للثقافة العراقية والعربية، تعازينا
للشعر الذي فقد أحد أقطابه".
كما كتب رئيس الجمهورية العراقية بُرهم صالح، تغريدة في نعي الشاعر على
موقع تويتر قائلا "برحيل الشاعر الكبير يفقد العراق قامة من قاماته الثقافية الكبيرة"
وأضاف صالح "ليس سهلا أن تكون صوتا عاليا وصادقا لشعبك على مدى عقود.
بقلب حزين نودع عريان".