أول رئيس لـ أول برلمان في اليمن يعلن موقفا غامضا من «جلسة سيئون» ويوبخ الشرعية
شد حدث انعقاد مجلس النواب في مدينة سيئون في حضرموت (شرق البلاد) اليمنيين، وجذب انتباه المتابعين والمراقبين للشأن اليمني.
ومن بين من كتب عن هذا الحدث الذي جاء بعد اربع سنوات من الانقلاب والحرب وتعطيل جلساته ومهامه ؛ اول رئيس لأول برلمان في اليمن القيادي في الحزب الاشتراكي وسفير اليمن في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان (في يوليو 2015 عُين سفيراً لليمن لدى المملكة المتحدة).
وعبر نعمان عن موقفه من التطورات الاخيرة بشيء من الغموض ، في مقالة قصيرة نشرها مأرب برس في وقت سابق السبت ، عنونها نعمان بـ «مجلس النواب.. ميراث للتقاسم أم مكون في معركة وطنية؟».
وفي بعض ما جاء في مقال نعمان انتقادا وتوبيخا للشرعية ، التي لمح الى تحركها المتأخر واستخدمها للبرلمان عندما احتاجت له.
وكتب السفير «تعاملنا معه وكأنه معبد بوذي قديم، بطقوسه التي تكرّس قيم التناسخ التي "تؤمن استمرارية الحياة"، مع أن الفرص التي وفرتها الظروف لتأمين تلك الاستمرارية، دون حاجة لملابسات الاستنساخ، كانت قد أهدرت لدرجة جعلت ما تبقى من هذا المجلس "أيقونة" مطمورة بغبار زمن لا يجب أن نتوقف أمامه اليوم كثيراً حتى لا تأخذنا المواقف بعيداً عن المعركة الحقيقية، وحتى لا يتعذر معها الارتقاء بالموقف إلى مستوى الضرورة.
وتابع «ما فعله الزمان من تبدلات على جدارية الـ"أيقونة" كافٍ لما تبقى عليها من خطوط أن تتواصل وتتشابك وتتماسك دون حاجة للاحتجاج بمرجعيات التباين القديم في اللون المشبع بغبار الزمن "الديمقراطي". عندها فقط سندرك أن مهمة المجلس تغيرت بإيقاعات الزمن الذي شهد عودته إلى العمل وفقاً لما تحتاجه مستجدات الحياة، وأنه ليس معبداً بوذياً للتناسخ، أو ميراثاً للقسمة».
واضاف «وإذا كان انعقاد مجلس النواب قد أصبح ضرورة فذلك إنما لأن المعركة لا بد أنها قد أخذت تفرض اشتراطاتها، بعيداً عن رهانات زمن لم تعد حساباته القديمة صالحة إلا لتكريس الواقع الذي يحاول الانقلابيون فرضه بالقوة ، وهو أمر لا أعتقد أن القوى السياسية تجهله».
وياسين سعيد نعمان هو اول رئيس للبرلمان اليمني وتولى رئاسة أول مجلس للنواب بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م حتى أبريل 1993م.
ثم ترأسه الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لفترتين رئاسيتين منذ العام 1993 حتى وفاته في 2007.
وتولى يحيى الراعي بعد ذلك رئاسة المجلس حتى عام 2014 ، يومها اصدر الحوثيون اعلانا دستوريا الغى مجلس النواب قبل ان يتراجعوا فحاولوا تنشيط عمل المجلس وعقدت عدة جلسات غير قانونية غير مكتملة النصاب برئاسة الراعي.
ومع كل ذلك احتفظ الراعي بمنصبه الا ان نحجت الشرعية في جمع المجلس من جديد وعقدت امس السبت اولى الجلسة بنصاب تجاوز الرقم القانوني ، تم فيها اختيار سلطان البركاني رئيسا ليصبح رابع رئيس للبرلمان في اليمن.
نص مقال نعمان :
هل كان علينا أن ندمن الخلاف حول كل شيء في مرحلة لا يجب أن نستهلك فيها الوقت إلا في قضية واحدة متعلقة بتقرير مستقبل هذا البلد، وهي مواجهة الانقلاب العنصري وهزيمته.
كل خلاف على هامش هذه القضية هو مضيعة للوقت، وترف يجب مواجهته بتنظيم آلية الشراكة السياسية بعيداً عن ما أفرزته المرحلة الماضية من بالونات منفوخة وفقاعات بحجم ما تحويه من هواء.
مجلس النواب ميراث لا يجب اقتسامه، بل يجب النظر إليه كمكون يفترض أنه قد قرّر في أغلبه أن يكون جزءاً من عملية نضالية وطنية شاقة لمواجهة الانقلاب.
تعاملنا معه وكأنه معبد بوذي قديم، بطقوسه التي تكرّس قيم التناسخ التي "تؤمن استمرارية الحياة"، مع أن الفرص التي وفرتها الظروف لتأمين تلك الاستمرارية، دون حاجة لملابسات الاستنساخ، كانت قد أهدرت لدرجة جعلت ما تبقى من هذا المجلس "أيقونة" مطمورة بغبار زمن لا يجب أن نتوقف أمامه اليوم كثيراً حتى لا تأخذنا المواقف بعيداً عن المعركة الحقيقية، وحتى لا يتعذر معها الارتقاء بالموقف إلى مستوى الضرورة.
ما فعله الزمان من تبدلات على جدارية الـ"أيقونة" كافٍ لما تبقى عليها من خطوط أن تتواصل وتتشابك وتتماسك دون حاجة للاحتجاج بمرجعيات التباين القديم في اللون المشبع بغبار الزمن "الديمقراطي".
عندها فقط سندرك أن مهمة المجلس تغيرت بإيقاعات الزمن الذي شهد عودته إلى العمل وفقاً لما تحتاجه مستجدات الحياة، وأنه ليس معبداً بوذياً للتناسخ، أو ميراثاً للقسمة.
وإذا كان انعقاد مجلس النواب قد أصبح ضرورة فذلك إنما لأن المعركة لا بد أنها قد أخذت تفرض اشتراطاتها، بعيداً عن رهانات زمن لم تعد حساباته القديمة صالحة إلا لتكريس الواقع الذي يحاول الانقلابيون فرضه بالقوة ، وهو أمر لا أعتقد أن القوى السياسية تجهله.. كل ما في الأمر هو أنها باتت بحاجة إلى إعادة صياغة منهجها السياسي بتعبيرات سياسية تشاركية، وأدوات كفاحية، وهدف واحد لا يختلف عليه اثنان وهو أن الخطر- الذي يتعرض له البلد من المشروع الإيراني ووكلائه الذين خانوا الوفاق الوطني وبهذلوه- يتعاظم على نحو لا يترك فرصة لليمنيين- بمختلف مشاريعهم السياسية- لتقرير اختياراتهم، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم أو أنه لم يستوعب بعد طبيعة هذا المشروع الاجتثاثي الذي يرى أن كل ما عداه هوامش في صفحة لا يملأها غيرهم.