صحيفة بريطانية تفجر مفاجأة وتكشف التفاصيل الحرجة في حادثة هروب الاميرة " هيا بنت الحسين " من دبي
عرضت صحيفة "التايمز" صعوبات الهروب من المراقبة في دبي، تلك الإمارة المزروعة بنحو 10 آلاف كاميرا للمراقبة، تضاف إليها 3000 كاميرا في المطار وحده. وأثارت التساؤل عن كيفية تمكن الأميرة هيا زوجة حاكم دبي محمد بن راشد، من مغادرة القصر وعبورها الشوارع إلى المطار وسفرها إلى ألمانيا ومنها إلى بريطانيا، طلباً للحماية دون علم السلطات.
ونقلت الصحيفة عن قائد شرطة دبي، العقيد ناصر إبراهيم كاظم، قوله إن تلك الكاميرات "موجودة في كل ركن من أركان دبي"، وذلك في تصريح صحافي أدلى به قبل بضع سنوات. وأشار إلى قدرة الشرطة بفضل كاميرات المراقبة على تتبع لص عبر الفيديو من بداية عمليته إلى نهايتها، وهو يشق طريقه عبر مدينة دبي وبحوزته 7 ملايين جنيه إسترليني قبل إلقاء القبض عليه.
في دبي، لن تكون بعيدًا عن الأنظار منذ لحظة وصولك إلى المطار حتى مغادرته، إذ توجد في مطار دبي وحده 3000 كاميرا"
وتناولت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد، حجم السيطرة ومراقبة الحياة اليومية لنحو ثلاثة ملايين مغترب على مدار الساعة في دبي. وبحسب العقيد كاظم، "وسعنا أنظمتنا وأنشأنا كاميرات مراقبة في أي منطقة جديدة تم تطويرها". ويتم توصيل الكاميرات بتقنية التعرف على الوجه، فلن تكون بعيدًا عن الأنظار منذ لحظة وصولك إلى المطار حتى اللحظة التي تغادر فيها، فمكانك دائمًا معروف، إذ توجد في مطار دبي وحده 3000 كاميرا.
صور وانطباعات نقلها مراسل الصحيفة ريشارد سبنسر والذي عاش في الإمارة ثلاث سنوات، وربطها بهروب الأميرة هيا ومن قبلها أميرات أخريات.
هروب الأميرة هيا
طرحت صحيفة "التايمز" التساؤل بشأن الأميرة هيا التي تملك من الموقع والمكانة والقدرات المادية، وكيف تجد نفسها في نهاية المطاف هاربة مثل اللصوص من دبي. واعتبرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد، أن عناوين كبرى تتصدر أخبار الصحافة عن دبي بين فترة وأخرى بما يتعلق بإنجازات حصلت أو عثرات وقعت، على عكس قصص الأميرات الهاربات التي يحيط بها التكتم، وتبقى في أسفل قائمة الأحداث لدى السلطات، خصوصاً قصة هرب زوجة حاكم دبي محمد بن راشد التي فاجأت العالم بأسره، وخرجت للعلن دون سابق إنذار أو مؤشرات تحذيرية، والتي تبيّن أنها لم تكن وليدة اللحظة وإنما تمت وفق استعدادات مسبقة حضرت لها الأميرة قبل وقت.
واعتبرت الصحيفة أن الأميرة هيا الحاصلة على لقبها بالولادة كونها ابنة الملك حسين من زوجته ثريا، واستمرت أميرة بزواجها من حاكم دبي، ما أعطى لزواجها صورة تشبه القصص الخيالية إلى حد بعيد، خصوصاً أنها لم تكن فقط زوجة حاكم دبي وإنما شخصية عامة لها إطلالاتها الإعلامية وحضورها في مناسبات عالمية إلى جانب عملها الاجتماعي والرياضي، وهذا ما لم تحظ به زوجات الشيخ محمد بن راشد الأخريات. إلا أن هروبها كشف حقيقة زواجها، خصوصاً حين وصلت إلى بريطانيا "مسلحة" بفيونا شاكلتون، وهي من أشهر محامي الطلاق في بريطانيا.
ورأت الصحيفة أن الأمور تكشفت في أحد أيام شهر مارس/آذار الماضي، دون معرفة الأسباب بدقة؛ إذ تمكنت الأميرة هيا من عبور ممرات القصر المحصنة، قاطعة الطريق الرئيسي في دبي، شارع الشيخ زايد، وصولاً إلى المطار ذي الكثافة العالية. ومن هناك سافرت إلى ألمانيا ومنها إلى لندن لتسجيل مطالبتها بالحماية، ما يجعل رحلتها معروفة رسميًا للسلطات غير البريطانية. كما تساءلت كيف أن بريطانيا لم تساعد حكومة دبي كما فعلت في السابق عام 2000، حين هيأت عملية اختطاف الأميرة شمسة من لندن وإعادتها إلى الإمارة؟ وكيف تبقى تفاصيل عملية هروب الأميرة هيا دون إجابات: كيف هربت؟ ومتى؟ وهل علم الشيخ محمد بذلك؟ وهل كان سيمنعها من مغادرتها لو أتيحت له الفرصة؟
" وصلت الأميرة هيا إلى بريطانيا "مسلحة" بفيونا شاكلتون، وهي من أشهر محامي الطلاق في بريطانيا "
ووجدت الصحيفة أن تاريخ حاكم دبي صار مثقلاً بقضايا هروب الأميرات من قصره، مذكرة بهروب الأميرة لطيفة، شقيقة الأميرة شمسة، العام الماضي عن طريق عمان، واعتقلتها القوات الإماراتية بمساعدة عناصر الأمن البحري الهندي، وأعادوها إلى دبي، وانقطعت أخبارها عن العالم مثل شقيقتها تماماً.
سيطرة الحكومة
وعرضت الصحيفة أيضاً واقع "الفقاعة" التي يعيش فيها الأجانب في دبي، وهم يشكلون 85 في المائة من سكان الإمارة. في تلك المدينة التي توفر الوظائف في مختلف المجالات براتب سنوي لا يحظى به المواطن الأوروبي غالباً، وتتيح لهؤلاء السكن الفاخر واقتناء الكماليات والعيش برغد، لكن في المقابل لا يمكنك التحرك إلا بإبراز هويتك فالأمور مراقبة إلى أقصى الحدود، كما أن حركة الدخول والخروج تثبتها بصمة الأصابع وبصمة العين أيضاً. كما أشارت إلى ما تخفيه دبي في الباطن في أماكن العمل البعيدة عن الأنظار وأحوال العمال فيها مثل المناطق الصناعية ومعسكرات العمل في الصحراء وغيرها، ويزيد من الصعوبات منع الكلام والتعبير والاعتراض.
كما عرضت لتاريخ العلاقة مع بريطانيا وسياساتها الاقتصادية، التي ركزت على الإعفاء من الضرائب التي استقطبت ووطدت الصلات بين الطرفين، والتي امتدت إلى التاريخ الحديث. كما مرت على شهادات أشخاص عاشوا طويلاً في دبي وخرجوا بانطباع أن الحياة فيها "عابرة"، لأن الشخص لا يترك جذوراً فيها ولا يرتبط بجذور من سبقوه من عائلته المغتربة أيضا. هو وجود مؤقت مهما طال أمده، ومنه انطلقت من هذه الفكرة لتشير إلى أن الارتباط المادي بالمكان لا يكفي وحده، فالوفرة المالية وتأسيس منزل لا يشعران المرء بالسعادة المرجوة، لأن هذا الأخير سيحمل حقيبته ويغادر في نهاية المطاف دون أي ارتباط.
ومن هنا رأى كاتب التقرير أن الأميرة هيا ربما كان هذا نوع ارتباطها بدبي، فهو ارتباط مادي لا يؤسسه تاريخ ولا تمتنه صلات جذرية، وإن المال وحده لا يملأ الفراغ ولا يجلب السعادة.