بعد أن طلب فزعة أصدقائه في فيس وتويتر " شاهد كيف تحول عرس شاب لأكبر موكب زفاف في اليمن

متابعات


قالت مصادر محلية بالعاصمة صنعاء، أن شاب يمني، طلب فزعة النشامى بتغريدة على موقعي "تويتر" و"الفيسبوك"، لحضور زفته وعروسه في صنعاء، ليتداعى مئات الشباب بسياراتهم من العاصمة وعمران وذمار ليكون موكب الزفة أكبر موكب زفاف في اليمن.


وأوضحت المصادر  "أنه وعلى الرغم من كثرة عدسات التصوير الحديثة والهواتف الذكية إلا أنها جميعاً عجزت عن توثيق صور أو فيديوهات توثق عدد السيارات التي إمتدت بطول شارع الزبيري.

واشارت المصادر الى ان الهواتف إرتفعت من اعلى السيارات لتصوير موكب الزفاف، وكذلك إرتفعت هواتف المارة على الأرصفة، والذي كان أغلبهم يعلمون عن العرس والزفة..


ونوهت المصادر ان العرس لم يكن عرساً لابن تعز الشاب محمد العرشاني، فقد كان عرساً صنعانياً بإمتياز، أكد فيه كل الحاضرين أنه مهما أشتدت الحرب، ورغم مايحيط بهم من هموم وظروف، إلا أنه مازال هناك متسعاً للعيش، وللفرح، والسعادة، والبهجة..



تفاصيل القصة الكاملة لعرس صنعاء:

قام مجموعة من الشباب بإنشاء قروب على الفيس بوك بعنوان #أيحين_عرسك الهدف منه التعاون والمساعدة لمن هم مقدمين على الزواج..

حيث يقوم أعضاء القروب بتوفير المعلومات لكل ماهو متعلق بالعرس، وتسخير علاقاتهم ومعرفتهم لخدمة بعضهم البعض..

في الأيام الأولى من إنشاء القروب قام الأخ محمد الأغبري أحد أبناء مدينة تعز بنشر منشور ذكر فيه أنه مقدم على الزواج في نهاية شهر أغسطس، ونظراً لأنه لايملك أصدقاء كُثر وأهله قليل في صنعاء، فقد عرض على أعضاء القروب الوقوف معه، من باب التشريف له في يوم زفافه، أمام أهل العروسة حينما يذهب لأخذ عروسته من قاعة العرس..

أبدا الأخ محمد إستعداده حينها على دفع قيمة البنزين لأصحاب السيارات الذين سيحضروا معه..

تفاعل أعضاء القروب حينها معه وأبدوا إستعدادهم للحضور معه بدون مقابل..

وقبل موعد العرس بيوم تم إعادة نشر منشور العريس محمد كتذكير بالموعد.. 

ونظراً لأن من بين أعضاء القروب عدد من النشطاء الإجتماعيين الفاعلين في الفيس بوك، فقد كان تفاعلهم في نطاق أوسع، حيث قاموا بنشر منشور العريس على صفحاتهم الشخصية..

وكذا الصفحات العامة وفي مقدمتها صفحة صنعاء روحي..

كان التفاعل كبير في أوساط الشباب في صنعاء، وتوسع نطاق النشر في تطبيقات التويتر والإنستقرام..

قامت إدارة القروب بالتنسيق والترتيب للراغبين في المشاركة، وتم تحديد الزمان والمكان..

وكذا التنسيق مع العريس.. 

وفي مساء ليلة أمس، بدأ توافد المشاركين بسياراتهم إلى المكان المحدد..

كان الحضور فوق المتوقع حيث تجمعت السيارات في شارع نواكشط بصنعاء، وكادت ان تتسبب في إغلاق الشارع وإعاقة الحركة المرورية،نظرا لعدم توفر أماكن كافية تتسع لوقوف السيارات..

المدهش أن من بين المشاركين شباب حضروا من خارج العاصمة صنعاء، من منطقة معبر، ومن محافظة عمران، وقد ربما قد كان هناك مشاركين من مناطق أخرى لم يعلم عنهم المنظمين..

وفي تمام التاسعة والنصف مساءً تحركت السيارات نحو قاعة العرس، حيث وقد سبقهم العريس إلى هناك..

وصلت السيارات ليتفاجىء المنظمين بوجود عدد مقارب للسيارات التي تجمعت في نقطة التجمع قد سبقوهم بالقرب من قاعة العرس..

خرج العريس مع عروسته والسيارات من أمامهم ومن خلفهم، إمتلأت الشوارع بالسيارات والزغاريد، والأهازيج، وتزينت سماء صنعاء بالألعاب النارية..

إرتفعت الهواتف من اعلى السيارات لتصوير موكب الزفاف، وكذلك إرتفعت هواتف المارة على الأرصفة، والذي كان أغلبهم يعلمون عن العرس والزفة..

وبالرغم من كثرة عدسات التصوير الحديثة والهواتف الذكية إلا أنها جميعاً عجزت عن توثيق صور أو فيديوهات توثق عدد السيارات التي إمتدت بطول شارع الزبيري..

لم يكن عرساً لمحمد، فقد كان عرساً صنعانياً بإمتياز، أكد فيه كل الحاضرين أنه مهما أشتدت الحرب، ورغم مايحيط بهم من هموم وظروف، إلا أنه مازال هناك متسعاً لنعيش، لنفرح، لنسعد، لنبتهج..

لم تكن زفة لعريس وعروسته، بل كانت زفة لمدينة صنعاء صنعها شبابها، زفوا فيها مدينتهم واثبتوا أنها مختلفة عن باقي مدن الأرض، مختلفة بروح أبناءها وساكنيها، الذين يرون أن كل من حل فيها، هو جزء لايتجزأ من النسيج الصنعاني المتين..

شباب صنعاء أثبتوا صدق قول الشاعر:

مامثل صنعاء اليمن كلا ولا أهلها..

صنعاء حوت كل فن ياسعد من حلها..

كان كرنفالاً، كان إحتفالاً بهيجاً..

الفضل فيه لايمكن حصره في فرد أو فردين أو حتى عشرة.. فكل من شارك وتفاعل معه سواءً في وسائل التواصل الإجتماعي أو بالحضور، كان مشاركته فاعله ولها أثر قوي..

وصل العريس للفندق الذي سيقضي فيه ليلته..

نزل من على سيارته.. والإبتسامة مرسومة في شفتيه، والدموع تملأ عينيه، وكل كلمات الشكر والثناء لمن حضروا لم تكن كافية للتعبير بما في قلبه..

أدام الله سروره وأدام الله ديار صنعاء عامرة بالأفراح والمسرات..