صغار تحت النار "قنابل موقوته" __ تجنيد الأطفال

لطيفة الفقيه / إعلامية يمنية

صغار تحت النار "قنابل موقوته"

__ تجنيد الأطفال..

تقرير /لطيفة الفقيه




سلب منهم حق الحياة بأمان؛ فأتجهو مجبرين للخوض في معارك الكبار،وحدهم الأطفال ضحايا الحروب، والنزاعات المسلحة؛ بإعتبارهم أكثر الفئات العمرية عرضة للإستغلال، والتأثير، والتعبئة الخاطئة من قبل الجماعات المسلحة وأطراف الصراع في البلاد،التي دفعتهم،وأجبرتهم للإلتحاق بمعاركهم ؛ مستغلة صغر سنهم،وإندفاعهم، وسهولة إستقطابهم ؛ فقامت بتجنيدهم لخدمة صراعاتهم السياسية والدينية، وتنفيذ أجندتهم الداخلية تحت وعود براتب زهيد ومزايا عديدة...

غير آبهين بخطورة تجنيدهم، والدفع بهم إلى ساحات القتال، وعدم قدرتهم على المواجهة ؛ فضلآ عن التاثيرات النفسيه  الناجمه عن الحرب ، وماقد يتعرض له الطفل من أخطار قد تفقده حياته، إضافة إلى تشوهات وإعاقات ناتجه عن المواجهات أثناء سير المعارك ...

توسع دائرة الفقر في البلاد،وغلا المغيشة دفعت بالكثير من الأسر اليمنية إلى إلحاق أبنائهم، وأطفالهم، بالمعارك من أجل  إعانتهم،ومساعدتهم في تلبية إحتياجاتهم الضرورية من المأكل والمشرب؛ مازاد الأمر تعقيدآ،وساعد ذلك على تفاقم حدة المشكلة..


قلة الوعي لدى بعض  الأسر بخطورة تجنيد أطفالهم،وإشراكهم في الحروب،وماقد يتعرضون له من مخاطر جسيمة، إضافة إلى الإهمال الأسري وغياب الرقابة من الأباء والأمهات تجاه أطفالهم ،وعدم متابعة إهتماماتهم،وسلوكياتهم خاصة في مرحلة المراهقة التي تعد من أخطر المراحل ؛حيث يسهل تقبل الطفل للأفكار الخاطئة، والدعوات المتطرفة، والتعصب لأطراف معينة أيآ كانت توجهاتها ،إضافة إلى الزج بهم من قبل  الجماعات الارهابية  النشطة في اليمن ؛لتنفيذ عمليات إنتحارية..

وتعد التعبئة الدينية" المذهبية"  من أخطر التعبئات التي قد تؤثر سلبآ على فكر الطفل، وسلوكه ،مايدفعه للقتال بعقيدة المستميت للدفاع عنها ..

وكانت منظمة اليونسيف قد حذرت في وقت سابق من إستمرار ظاهرة التجنيد للأطفال من قبل الجماعات المسلحة،والإرهابية ؛ حيث كشف تقرير سابق  صدر في الثامن من فبراير 2016  أن ثلثي المقاتلين في اليمن هم من الأطفال دون سن الثامنة عشرة.


كما كشف  التقرير عن تورط  الأطراف المتحاربة في اليمن في قضية تجنيد الاطفال، وأفاد أن جميع أطراف الصراع القائم في البلاد "اللجان الشعبية المسلحة (الحوثيين) ،و القوات المؤيدة لهادي  (المدعومة من قوى التحالف بقيادة السعودية) قامت بإرسال أطفال تتراوح أعمارهم بين سن (الرابعة عشرة وما دون سن الثامنة عشرة) ودفعتهم الى خطوط المواجهة الأمامية في جبهات القتال، ماأسفر عن سقوط عشرات الألآف بين قتيل وجريح ..


وبلغ عدد الأطفال المجندين حتى العام 2017 عشرة ألآف طفل، جندتهم أطراف النزاع دون سن 18من العمر ؛ حيث تستخدمهم لأغراض قتالية،أو أمنية كالعمل في نقاط التفتيش،أو لوجستيه متعلقه بعمليات قتالية؛ مستغلة الوضع الإنساني،والأقتصادي  المتدهور منذ مايقارب أربع سنوات من الحرب الدائرة في البلاد...


المنظمات المدافعة عن حقوق الأطفال في اليمن أكدت عدم وجود قوانين وطنية تجرم تجنيد الأطفال،و اشراكهم في الصراعات المسلحة من قبل أي جهة..

ورغم صدرو قانون حقوق الطفل في العام 2012 وصدور توجيهات رئاسية قضت بمنع تجنيد من هم دون سن الثامنة عشرة ؛ لكنها لم تكن كافيه وحازمة ؛ حيث لم تتخذ إجراءات وتدابير عقابية "، قانونية او سياسية " في حق أي طرف يقوم بتجنيد الأطفال ؛مايستدعي تسليط الضوء أكثر على ملف هذه القضية، وتحريكها دوليآ، والعمل على ايصالها الى اي جولات حوار قادمة بين اطراف الصراع،يقضي بمنع تجنيد الأطفال،وفرص عسكرتهم ،وأحترام حقوقهم، وعدم خرق قوانين حماية الطفولة والتي بات خرقها لا يشكل خطرآ على الحاضر فقط وإنما على المستقبل أيضآ ...

إستمرار تجنيد الأطفال في اليمن، وإقحامهم في ساحات المعارك ، وإستخدامهم غير المشروع في حروب الكبار تحت عناوين، ومسميات عده ؛ يعد ظاهرة خطيرة و إنتهاك صارخ لحقوقهم ؛ حيث يعتبر استخدامهم كجنوداً من بين الانتهاكات الست الجسيمة ضد الأطفال، التي حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كأساس لجمع القرائن بشأن الانتهاكات....