الأمم المتحدة تنتقد طرد السعودية مهاجرين إثيوبيين في ظل تفشي الوباء

وكالات :

قالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن ترحيل السعودية للعمال المهاجرين غير الشرعيين إلى إثيوبيا يهدد بانتشار فيروس كورونا، وحثت الرياض على وقف الإجراء في الوقت الراهن.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، أليمايهو سيفي سيلاسي، إن المنظمة سجلت منذ مارس /آذار الماضي عودة 2870 إثيوبيا، جميعهم طردتهم السعودية، باستثناء مئة شخص.

وأكدت السلطات الإثيوبية عمليات ترحيل المهاجرين واسعة النطاق.

وقالت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، اطلعت عليها وكالة "رويترز" للأنباء، إن السعودية من المتوقع أن ترحل إجمالي 200 ألف مهاجر إثيوبي.

وأضافت الوثيقة أنه من المتوقع أيضا أن تتخذ دول خليجية وكينيا ودول مجاورة خطوة ترحيل لمهاجرين إثيوبيين إلى بلدهم.


وقالت كاثرين سوزي، منسقة الشؤون الإنسانية الخاصة بإثيوبيا في الأمم المتحدة، لوكالة "رويترز" للأنباء: "نقل المهاجرين واسع النطاق غير المخطط له يزيد احتمال استمرار انتشار فيروس كورونا. لذا ندعو إلى تعليق مؤقت لعمليات الترحيل واسعة النطاق".


وأضافت، في وثيقة اطلعت عليها وكالة "فرانس برس" للأنباء، إن الحكومة الإثيوبية طلبت وقف عمليات الترحيل إلى حين إنشاء 30 مركزا للحجر الصحي في أديس أبابا.


وقالت سوزي إن ترحيل المهاجرين استمر على الرغم من وجود "سبعة مراكز حجر صحي فقط لاستقبال المرحّلين"، كما "يلزم بذل الكثير من العمل" لتكون مراكز الحجر الصحي الإثيوبية مطابقة لإرشادات منظمة الصحة العالمية.

شهد عام 2013 عودة أعداد كبيرة من العمالة الإثيوبية المخالفة من السعودية. صورة أرشيفيةمصدر الصورةAFP
Image captionشهد عام 2013 عودة أعداد كبيرة من العمالة الإثيوبية المخالفة من السعودية. صورة أرشيفية

ولم ترد وزارة الإعلام السعودية على طلب للتعليق، بيد أن العديد من العمال المهاجرين في شتى أرجاء العالم يعانون البطالة بسبب الإغلاق الاقتصادي الذي فرضته حكومات في مسعى للحد من انتشار فيروس كورونا.


الفحوص والحجر الصحي


قالت وزيرة الصحة الإثيوبية، ليا تاديسي، لوكالة "رويترز" للأنباء إن بعض المهاجرين الذين جرى ترحيلهم تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا، لكنها لم تكشف عن إحصاء دقيق.


وقال زيودو أسيفا، من معهد الصحة العامة الإثيوبي، إن جميع المهاجرين سيخضعون لفحوص فيروس كورونا، وحجر صحي لمدة 14 يوما في المدارس والجامعات التي أغلقت لهذا الغرض.


وأضاف: "جرى ترحيل المهاجرين مكدسين بشدة، من 300 إلى 500 شخص على متن الرحلة الجوية الواحدة، ويتزايد عدد العائدين".


وقال عامل في المجال الإنساني اطلع على عمليات الترحيل، لوكالة "فرانس برس" للأنباء، والذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، إن معظم العائدين وصلوا من السعودية خلال الأيام العشرة الأخيرة.

وتضع السعودية المهاجرين في مراكز ترحيل قبل إرسالهم إلى إثيوبيا، ولا يُعرف على وجه الدقة الطريقة التي تتبعها السلطات السعودية لإخضاعهم لفحوص اكتشاف الإصابة بفيروس كورونا.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد ذكرت في تقريرها السنوي عن تهريب البشر العام الماضي أن نحو 100 ألف إثيوبي يسافرون سنويا إلى السعودية بطريقة غير شرعية بغية الحصول على فرصة عمل وحياة أفضل.

وأضافت أن نحو 200 ألف إثيوبي يعيشون في السعودية.

وقالت منظمة تعمل في المساعدات الإنسانية، طلبت عدم الإفصاح عن اسمها، إنها تعرب عن قلقها بشأن كثرة الرحلات، كما أن الأعداد الكبيرة للمرحّلين تفوق على الأرجح قدرة استيعاب نظام الحجر الصحي في إثيوبيا.

وقالت المنظمة: "المهاجرون هؤلاء ضعفاء بشدة، وتعرضوا لرحلة خطيرة للغاية، كثير منهم يصل إلى إثيوبيا بحاجة إلى رعاية مكثفة من خدمات طبية ونفسية".

وكانت السعودية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليون نسمة، قد أعلنت حتى الآن تسجيل 4934 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، فضلا عن تسجيل 65 حالة وفاة.

كما أعلنت إثيوبيا، التي يبلغ تعداد سكانها 105 ملايين نسمة، تسجيل 74 حالة إصابة، وحالتي وفاة فقط بفيروس كورونا.