كيف يمكن للوحدة أن تغير دماغك وجسدك
وقالت جوليان هولت-لوندستاد، أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة بريغهام يونغ: "إنه أمر محزن للغاية عندما لا نكون جزءاً من مجموعة". “يفرض هذا علينا أن نعتمد على أنفسنا في كل شيء، دون مساعدة الآخرين، مما يضع دماغنا في حالة تأهب، وهذا يضع باقي الجسم في حالة تأهب".
“البقاء في حالة اليقظة هذه، تتسبب بدرجة عالية من الإجهاد، مما يعود على الجسم بالعديد من الأضرار الصحية، إذ يمكن أن تساهم هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول والنورادرينالين في الأرق وزيادة الوزن والقلق على المدى الطويل، وبالتالي نشوء أمراض جسدية ونفسية مرتبطة بهذه الأعراض. “
وأشارت هولت-لوندستاد إلى أن وباء كورونا ربما يكون أكثر التجارب المجهدة التي مر بها الناس في حياتهم. لقد انقلبت الحياة اليومية، وارتفعت البطالة بشكل كبير، وأصيب أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم. هذه التحديات الهائلة تجعل الإنسان يسعى للحصول على طمأنة ودعم العائلة والأصدقاء.
كما درس الباحثون في مركز أمراض Rush Alzheimer في شيكاغو 823 من كبار السن خلال فترة أربع سنوات. استخدموا خلالها استبيانات لتقييم الوحدة، وتصنيفات الخرف ومرض الزهايمر، وكذلك اختبارات تفكير وتعلم وذاكرة المشاركين، وعينوا درجة الشعور بالوحدة بين 1 و 5. وجدوا أن عامل خطر الشخص لمرض الزهايمر زاد بنسبة 51٪ لكل نقطة على المقياس.
من جهته قال تورهان كانلي، أستاذ علم الأعصاب التكاملي في جامعة ستوني بروك: "الوحدة يمكن أن تكون مؤشراً واضحاً على التدهور المعرفي المتسارع. لا يُفهم تماماً كيف ترتبط الوحدة مع المشكلات الصحية. ربما يكون السبب عدم اعتناء الشخص الذي يشعر بالوحدة بنفسه بما فيه الكفاية مما يؤثر على صحته بشكل عام.”
وأضاف: “ قد تدفع الوحدة المرء إلى عدم اتباع نظام غذائي صحي، والشعور بالقلق، وعدم انتظام أوقات نومه، وهذه عوامل تؤثر على الصحة على المدى الطويل”
وفي دراسة طويلة الأمد، درس العلماء منطقتين في الدماغ تتعلقان بالإدراك والعاطفة، ووجدوا الجينات المرتبطة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الالتهابية. وخلصت الدراسة إلى أن شبكة الروابط بين هذه الجينات المختلفة يمكن أن تتأثر بشكل مباشر بالشعور بالوحدة.
واقترح بحث آخر أجري في جامعة كاليفورنيا بأن إطلاق بعض الهرمونات تحت ضغط الوحدة المستمر يمكن أن ينشط جينات معينة مرتبطة بالمشكلات الصحية، وفقما ورد في موقع “سي نت” الإلكتروني.