بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين ..المنظمة الدولية للهجرة تطالب بإعادة تصور التنقل البشري

نور سريب / الوطن توداي :

تحتفل اليوم المنظمة الدولية للهجرة باليوم العالمي للمهاجرين . ويعد اليوم العالمي للمهاجرين يوما مهما لتسليط الضوء على المساهمات المقدمة للمجتمعات من قبل أكثر من 272 مليون مهاجر حول العالم والاعتراف بها مع رفع الوعي بمحنة المهاجرين الضعفاء وغير النظاميين.

 

ويركز موضوع اليوم الدولي للمهاجرين هذا العام على الاتفاق العالمي للهجرة (GCM)، الذي يمثل فرصة فريدة لإعادة تصور التنقل البشري لصالح الجميع. كمناقشة دولية مستمرة بين الحكومات حول الهجرة، يمثل الاتفاق العالمي للهجرة أداة فعالة للدول لمناقشة أفضل السُبُل لمواجهة التحديات التي تواجه التنقل البشري التي تفرضها أزمات مثل كوفيد-19 دون المساس بحقوق الإنسان وسيادة الدولة.

 

قالت كريستا روتنشتاينر، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن : "إن الإجراءات المتخذة اليوم لدعم المهاجرين - سواء على المستوى العالمي في المناقشات مثل الاتفاق العالمي للهجرة أو محليًا من خلال مساعدات المهاجرين المحتاجين - ستضمن أن نكون في وضع أفضل للاستجابة لتحديات الغد".

 

وأضافت روتينشتاينر: "من خلال مطالبة العالم بإعادة تصور التنقل البشري، فإننا نطلب من الأشخاص ذوي النفوذ معالجة الأزمات الحالية من خلال بناء مجتمعات أكثر شمولاً ومرونة حيث تسمح الهجرة المُدارة جيداً، للدول والأفراد على حد سواء، توسيع فائدتها للحد الأقصى".

 

 

منذ بداية الزمن، هاجر البشر بقصد الاستقرار المؤقت أو الدائم في مواقع جديدة بحثًا عن الفرص أو هرباً من الخطر. قبل حوالي 1400 عام، هاجر أشخاص من الشرق الأوسط  في هجرة كبيرة وفريدة من نوعها إلى إثيوبيا. ومن ثم استمرت الهجرة ذهاباً وإياباً بين اليمن والقرن الأفريقي لعدة أجيال. واليوم، يسافر المهاجرون الإثيوبيون وغيرهم من القرن الأفريقي إلى اليمن وعبره باحثين عن حياة أفضل في البلدان الغنية مثل المملكة العربية السعودية.

 

وبحسب بلاغ المنظمة الصحفي انه منذ بداية الجائحة، انخفض عدد المهاجرين الوافدين إلى اليمن بأكثر من 80 في المائة، في حين تقطعت السبل بما لا يقل عن 14.500 مهاجر في جميع أنحاء البلاد نتيجة للقيود المفروضة على الحركة. يعيش المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل في ظروف مزرية حيث ينام الكثير منهم في الشوارع في مدن مثل عدن ومأرب. وفي مأرب، على سبيل المثال، 60 في المائة من المهاجرين لا يحصلون على الغذاء بينما 84 في المائة لا يحصلون على أي رعاية صحية.

 

واضاف البلاغ الصحفي ان الفجوة بين احتياجات المهاجرين والدعم الذي يتلقونه كبيرة، لكن المنظمات، مثل المنظمة الدولية للهجرة، تعمل على تقديم المساعدات الطارئة للمهاجرين بينما تدعمهم المجتمعات اليمنية أيضاً من خلال الأعمال الخيرية على المستوى المحلي.تشمل المساعدة الإنسانية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة للمهاجرين توفير الرعاية الصحية والغذاء والماء في حالات الطوارئ والملابس ومستلزمات النظافة وإحالات الحماية. وفي نوفمبر، وصلت المنظمة الدولية للهجرة إلى أكثر من 5,200 مهاجر بخدمات صحية.

 

بالإضافة إلى ذلك، توفر المنظمة الدولية للهجرة للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في عدن أعمال بنظام النقد مقابل العمل لتنظيف المجتمعات، حيث حصل أكثر من 1.200 شخص على هذا الدعم وتم تنظيف ثلاثة أحياء حتى الآن. تعمل المنظمة الدولية للهجرة أيضاً مع حكومة إثيوبيا لبدء أول عودة آمنة وطوعية إلى إثيوبيا منذ بداية جائحة كوفيد-19.

 

تدهور وضع العديد من المهاجرين في اليمن لدرجة أنهم على استعداد لإعادة وضع حياتهم في أيدي المهربين، الذين سبق وأن أساؤوا لهم وعذبوهم واستغلوهم، من أجل العودة إلى موطنهم في القرن الأفريقي. سافر أكثر من 5.600 مهاجر عن طريق البحر من اليمن إلى جيبوتي منذ شهر مايو، في محاولة يائسة للعودة إلى ديارهم. وغرق بعضهم بشكل مأساوي خلال الرحلة.

 

وأختتمت روتينشتاينر حديثها قائلة : "بدون مصدر رزق، لا يمكننا البقاء على قيد الحياة أو إعالة أسرنا وقد أظهرت لنا الأزمة في اليمن أنه لا يوجد أحد في مأمن من الضائقة الاقتصادية. بالنسبة لأولئك الذين يشعرون أنهم يجب أن يسعوا إلى حياة أفضل خارج بلدهم، يجب علينا حمايتهم والتأكد من حصولهم على الدعم الذي يحتاجونه إذا وجدوا أنفسهم في موقف ضعف أو خطر. كلنا نعرف مهاجراً، فلماذا لا نتعاطف مع المهاجرين الذين لا نعرفهم".