المنظمة الدولية للهجرة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال ينشئان ملعب للأطفال النازحين في مأرب  

الوطن توداي / خاص :

 

أجبرت ست سنوات من القتال و انعدام الأمن و الاستقرار في اليمن العديد من الأسر على النزوح من منازلهم باتجاه المدن و القرى الأكثر أماناً. و تعتبر محافظة مأرب اليمنية واحدة من أكبر الوِجهات التي تنزح إليها الأسر بحثاً عن الأمان لها و لأطفالها. حيث استقبلت هذه المحافظة لوحدها ما يقارب 71,456 نازح جديد خلال عام 2020 فقط. والأطفال النازحين هم الضحايا الرئيسيين لأزمة النزوح. ولإيجاد مساحة آمنة يستطيع أن يلعب فيها الأطفال وأن يتأقلموا مع بيئتهم الجديدة تعمل المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لبناء 12 ملعباً في مواقع النزوح الكبيرة في ثلاث مديريات بمحافظة مأرب. 


في السابق، لم يكن هناك أي ملاعب في هذه المخيمات، و لم يكن هناك أماكن مخصصة ليعلب فيها الأطفال ويختلطوا ببعضهم، وانتهت المنظمة الدولية للهجرة ومركز الملك سلمان من بناء 5 ملاعب من أصل 12 ملعباً من المقرر بناؤها في سبع مناطق للنزوح في مأرب لتوفير فرصة لعيش طفولة طبيعية لحوالي 3000  طفل. 

 

أعربت أم منيف عن امتنانها الشديد لوجود الملعب بالقرب من مسكنها في مخيم الجفينة قائلةً "من المدهش كيف يمكن لوجود بعض الألعاب مثل المراجيح و ألعاب الأطفال الأخرى بالجوار جعلنا أن نرى أن الحياة لم تنتهي من حولنا".
و أضافت أم مُنيف، وهي نازحة تبلغ من العمر 25 عاماً وأم لثلاثة أطفال، قائلةً: إن مجرد مشاهدة الألعاب بألوانها الزاهية و المختلفة وسط حجار المخيم و غباره  يُعتبر في حد ذاته مصدر للبهجة بالنسبة لنا و بإمكانه أن يمحو كل ضغوطات يومنا التي نشعر به. ومشاهدة الأطفال و هم يجرون ويلعبون من حولنا و سماع أصوات ضحكاتهم أو حتى صياحهم يجعلني أشعر انه لازال هناك أمل لي و لأولادي في الحياة"

 

تزدحم الملاعب بالنساء و الأطفال الذين يقومون بزيارة الملعب لقضاء معظم فترات الظهيرة و حتى غروب الشمس هناك. ووجود المزيد من الأشجار الخضراء والمقاعد المظللة للجلوس والاستضلال تحتها من الاشياء التي ستساعدهم على الاستمتاع أكثر بمشاهدة الأطفال وهم يلعبون هناك. 

 

اوضحت أم أحمد إنها و غيرها من النساء يذهبن الى الملعب في  أي وقت يشعرن فيه بالإرهاق من ضغوطات الحياة للترويح عن أنفسهن موضحةً كيف أن هذا الملعب قد أصبح المكان الوحيد الذي  يمكنهن الذهاب إليه في ظل ظروف النزوح الصعبة التي يعشن فيها.  

وذكرت  أن الملعب أعطاها شعوراً بالراحة أيضاً لعلمها بالمكان الذي يلعب و يتواجد  فيه أبنها و عدم حاجتها الى القلق والتساؤل عن أين يمكن أن يكون. و أضافت "أتمنى لو يكون هناك المزيد من الألعاب للأطفال، المزيد من المراجيح والزحليقات، و كذا الالعاب الخاصة بالأطفال الصغار"

قامت المنظمة الدولية للهجرة أيضا بإنشاء مستودع صغير للمواد و أدوات الألعاب في كل ملعب، بما في ذلك الكرات و القمصان لفرق اللاعبين وبعض كتب القصص وأقلام التلوين التي تتيح للأطفال إمكانية التواصل مع الأطفال الاخرين و التعبير عن انفسهم بكل حرية. 

تلبي الملاعب التي تم انشاؤها واحدة من أكثر الاحتياجات أهمية للأطفال النازحين  كما يمكن أيضا استخدامها في العديد من الأنشطة المتعلقة ببرامج الحماية و الصحة و الدعم النفسي الاجتماعي وبرامج تعزيز الصمود للأطفال و لأهاليهم ايضا.